اليونان تتصدّى مجدداً لـ«أسطول الحرية»: احتجاز سفينتين ومطاردة في عرض البحر

أحبطت البحرية اليونانية، أمس، محاولة جديدة لناشطي «أسطول الحرية – 2» لكسر الحصار عن قطاع غزة، حيث منعت سفينتين من مغادرة ميناء أثينا، فيما طاردت سفينة ثالثة في عرض البحر بعد دقائق من إبحارها من جزيرة كريت، في وقت ذكرت صحيفة «معاريف» إن إسرائيل تستعد حالياً لمواجهة ناشطين مؤيدين للقضية الفلسطينية ينوون التوجه جواً إلى مطار بن غوريون خلال الأسبوع المقبل.
وكان من المقرر أن تبحر من ميناء أثينا سفينتان على متنهما 46 متضامناً أوروبياً، يرافقهم الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية النائب مصطفى البرغوثي، وذلك بعد أيام من منع السلطات اليونانية مغادرة عدد من سفن الأسطول عبر موانئها البحرية، لكن رئيس الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة عرفات ماضي أعلن أن «قوات خفر السواحل اليونانية أبلغت السفينتين عدم السماح لهما بالإبحار».
من جهته، قال البرغوثي إن الناشطين مصرون على الوصول إلى غزة، مشيراً إلى أن قوى يونانية تحاول فرض ضغوط على الحكومة اليونانية لثنيها عن قرارها بمنع المتضامنين الدوليين من الإبحار.
في هذا الوقت، طاردت البحرية اليونانية سفينة كندية كانت قد نجحت في الإفلات من الحجز في مرفأ أغيوس ميكولاس في جزيرة كريت.
وأصدر الناشطون على متن هذه السفينة بياناً جاء فيه: «تغادر سفينة (تحرير) ميناء كريت، ونحن نخترق الحصار الإسرائيلي على غزة، الذي امتد حالياً إلى موانئ اليونان»، فيما نشرت الصفحة الرسمية للسفينة على موقع «تويتر» رسالة من صحافي على متنها، أشار فيها إلى أن «الزوارق قامت بحجب السفينة عن أعين خفر السواحل... وغادرت السفينة الكندية الميناء».
وبعد دقائق، نشرت رسالة جديدة جاء فيها: «لقد ابتعدنا مسافة خمسة كيلومترات عن الشاطئ... وسيطرت السلطات اليونانية على السفينة ويبدو أنها في طريق عودتها للميناء مرة أخرى».
وفي وقت لاحق أصدرت قوات خفر السواحل في اليونان بياناً أشارت فيها إلى أن سفينة «تحرير» حاولت مغادرة ميناء أغيوس ميكولاس من دون إذن، فتم اعتراضها وقطرها مجدداً إلى الميناء، مشيرة إلى أنه تم اعتقال قبطان السفينة بناء على أمر من المدعي العام.
من جهتها، قالت الناشطة هويدا عراف إن «قوات خاصة مسلحة أرسلها خفر السواحل قامت باعتراض المركب وصعدت إلى متنه بعد عشر دقائق من إبحاره». وأوضحت أن المركب أبحر من دون قبطانه الأساسي، مشيرة إلى أن «راكباً، هو السناتور البلجيكي السابق جوزيف دوب، والذي كان في حوزته ترخيص انتهت مدته، تولى مهمة القبطان وقال إنه يتحمّل مسؤولية هذه الخطوة». وتابعت عرّاف إنه حين صعدت القوات الخاصة على متن المركب «قال ثلاثون راكباً إنهم القبطان».
في هذا الوقت، رفض الناشطون الدوليون عرضاً يونانياً بنقل المساعدات الإنسانية التي يحملها الأسطول إلى السلطة الفلسطينية. وقال مصدر في «أسطول الحرية -2» إن السلطات اليونانية، وبعد مشاورات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اقترحت عودة الناشطين إلى ديارهم وشحن المساعدات الإنسانية إلى غزة عن طريق ميناء أسدود أو العريش، مشيراً إلى أن الناشطين رفضوا هذا العرض باعتباره تحايلاً يستهدف صرف الأنظار عن الحصار المفروض على غزة، معتبرين أن موقف عباس «طعنة في الظهر».
وكان رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو اتصل بعباس، حيث اقترح عليه نقل المساعدات إلى غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة. وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء اليوناني إن عباس «اعتبر أن الاقتراح إيجابي وأعرب عن تأييده له».
«مواجهة جوية»
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «معاريف» إن إسرائيل وجهت اهتمامها نحو مطار بن غوريون، الذي سيشهد الأسبوع المقبل هبوط أول طائرة احتجاج ينظمها مئات الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في أعقاب الصعوبات اللوجستية التي يواجهها «أسطول الحرية - 2»، ركزت إسرائيل جهودها لإحباط أول طائرة احتجاج فلسطينية من المتوقع أن تحط الأسبوع المقبل في مطار تل أبيب، وعلى متنها مئات الناشطين الذين «سيسعون لخلق حالة استفزازية في المطار».
وبحسب «معاريف» فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية بدأت بفحص قوائم المسافرين المتوقع وصولهم إلى إسرائيل خلال الأيام المقبلة. ونقلت الصحيفة عن ضابط في الشرطة قوله «لقد وضعنا سجلاً خاصاً لتحديد المسافرين المشتبه في نيتهم القيام بأعمال إخلال بالنظام داخل المطار وننوي التوجه إلى شركات الطيران عبر وزارة الخارجية، والطلب منها عدم السماح لهؤلاء الأشخاص بالسفر على متن طائراتها، والتوجه إلى إسرائيل، وفي المقابل نجري استعدادات كبيرة داخل المطار لمنع أي محاولة للإخلال بالنظام من قبل هؤلاء الناشطين».

المصدر: السفير+ وكالات