الجامعة العربية ترد على البرلمان العربي: عملنا يسير وفق البروتوكول الموقع
ردت الجامعة العربية على دعوات البرلمان العربي إلى سحب فريق المراقبين من سورية بزعم قيام السلطات السورية بـ«انتهاك برتوكول المراقبين العرب» واعتبرت أمس أنه مازال من المبكر تقييم نجاح عمل بعثة مراقبي الجامعة في سورية.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة، رئيس غرفة عمليات بعثة المراقبين العرب السفير عدنان الخضير: أن «العمل الميداني لبعثة الجامعة في سورية يسير وفقاً لخطة العمل العربية والبروتوكول الموقع مع الجانب السوري بهذا الشأن» وأوضح أن «مجلس جامعة الدول العربية هو الجهة الوحيدة المختصة بإيقاف عمل بعثة المراقبين».
وجاء بيان الجامعة العربية، رداً على ما يبدو، على بيان رئيس البرلمان العربي الكويتي علي سالم الدقباسي الذي دعا الأمين العام للجامعة نبيل العربي إلى عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لاتخاذ قرار بشأن سحب بعثة المراقبين على الفور.
وقال مسؤول الجامعة في بيانه إنه «من المقرر بقاء البعثة في سورية لشهر وإن المزيد من المراقبين في طريقهم إلى هناك».
وأشار السفير الخضير إلى أن سير العمل في البعثة حتى الآن شجع العديد من الدول العربية لطلب إرسال المزيد من مراقبيها لينضموا إلى بعثة الجامعة، وأن الجامعة الآن في انتظار وصول دفعات جديدة من المراقبين من دول الخليج العربي إلى القاهرة تمهيداً لنقلهم إلى سورية خلال هذا الأسبوع، مع مراقبين من الدول العربية الأخرى.
- من جهة اخرى زار وفد مراقبي الجامعة العربية أحياء العباسية والأرمن وعكرمة وضاحية الوليد بمدينة حمص، واستمع من الأهالي بحي الأرمن عن أعمال المجموعات المسلحة التي استهدفت المنازل والمواطنين الآمنين.
وشاهد الوفد بحي العباسية الأضرار التي لحقت بالحي ومنازله جراء سقوط قذائف «آر بي جي» والهاون، في حين اطلع في المشفى العسكري على الجثث وبعض المصابين العسكريين.
وقدم الأهالي في حي عكرمة وضاحية الوليد من ذوي الضحايا والشهداء والمخطوفين أوراق وثبوتيات تدعم أقوالهم للوفد.
وفوجئ الوفد بضاحية الوليد لدى نزوله من أحد المنازل بمسيرة حاشدة اجتمعت حول سياراته هتفت للجيش وللوحدة الوطنية وللرئيس بشار الأسد.
ميدانياً، فبحسب مصادر أمنية اقتحمت مجموعة مسلحة عدة محال تجارية في شارع الدبلان وأضرمت النار فيها لأنها كانت مفتوحة، في وقت اقتحمت مجموعة مسلحة أخرى معمل اسمنت في منطقة الرستن وقامت بتخريب المكاتب وسرقة مبلغ من المال كان موجوداً هناك، إضافة إلى سيارة للمعمل.
وكشف مصدر في الطبابة الشرعية بحمص عن أن ثلاث جثث وصلت إلى براد المشفى الوطني تم التعرف على واحدة فقط، وبقيت اثنتان مجهولتا الهوية الأولى عثر عليها في حي البياضة، والثانية تم انتشالها من نهر في قرية دير معلة وهي متفسخة.
أما في حماة وبحلول اليوم الاثنين، تكون حماة قد دخلت اليوم الثالث من أيام عصيانها المدني، الذي أعلنته يوم السبت الماضي، لتتوج به إضرابها التام، الذي بدأته منتصف الأسبوع الماضي، والذي شهد خروقات هنا وهناك من قبل العديد من الباعة، لاقتناعهم أنه غير مفيد وغير مجد، ولا يسبب لهم غير الخسائر الفادحة مادياً ومجتمعياً.
وبدت حماة أمس الأحد خالية من مواطنيها، فأسواقها مغلقة، وشوارعها الرئيسية وساحاتها العامة، فارغة من الناس، ولم تشهد سوى حركة متواضعة جداً لسيارات التكسي، ولبعض المواطنين الذين تجرؤوا على الخروج من منازلهم في ساعات الصباح لشراء ما يلزمهم من أطعمة، من بسطات الخضار واللحوم التي انتشرت في سوق 8 آذار، لتغطي حاجة الناس من المواد الضرورية لحياتهم اليومية، ولتوفر ما امتنعت المحال التجارية في أسواق حماة – التي دخلت في العصيان المدني برغبتها أو أدخلت فيه خلافاً لمشيئتها- عن توفيره للمواطنين.
وقد بدا الواقع الأمني هادئاً ومستقراً طيلة نهار الأحد وحتى ساعة إعداد هذه المادة الصحفية إذ لم يسمع في مركز المدينة ولا في محيطها أي دوي لتفجير قنبلة صوتية أو عبوة ناسفة، أو لرشقات من العيارات النارية.
فقد سيطر الهدوء على المدينة التي خرجت فيها مظاهرات محدودة هنا وهناك من أحيائها الساخنة «الحاضر – طريق حلب – الصابونية»، منددة بالنظام وهاتفة بسقوطه، على مرأى ومسمع من القوى الأمنية وحفظ النظام، التي لم تحرك ساكناً، ولم تحاول منع المتظاهرين من التظاهر، على العكس تماماً مما روجته وتروجه المحطات الفضائية المعروفة بعدائيتها لسورية والسوريين وتحريضها عليهم.
وظل مراقبو الجامعة العربية رغم رشق الحجارة الذي تعرضوا له بشارع العلمين والرصاص بالحاضر يواصلون عملهم ولقاءهم المواطنين، في المكتب الذي اتخذوه لذلك بفندق بسمان في شارع القوتلي، من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة بعد الظهر، وأعلنوا الأرقام التالية «2510893 – 0994860294 – 0994848162 – 0994839196- 0994827991» ليتواصل معهم المواطنون الراغبون بالتواصل هاتفياً، وإذا كانت لديهم موانع ما، تمنعهم من مراجعتهم في الفندق المذكور، للإدلاء بأي معلومات موثقة يريدونها.
ويوم السبت الماضي شهد مظاهرات في العديد من أحياء حماة، أبرزها كان في منطقة الحاضر على طريق حلب القريب من المشاعات، وتفجير العديد من العبوات الناسفة ليلاً، كان أشدها في حي الصابونية قرب جامع الشهداء، ما أسفر عن تحطم وتضرر العديد من السيارات الخاصة التي كانت مركونة في موقع انفجار العبوة، وزجاج نوافذ العديد من منازل الأهالي في المنطقة المذكورة، وهو ما روع المواطنين وخصوصاً الأطفال الذين هبوا مذعورين من نومهم.
وشهد يوم الجمعة تصعيداً عنيفاً ترافق مع اجتماع مراقبي الجامعة مع مديري الشركات والمؤسسات والدوائر الرسمية، الذين عرضوا للمراقبين معاناتهم الشديدة من المسلحين الذين سيطروا على المدينة خلال الأحداث المؤسفة وأغلقوها بالمتاريس والحواجز، وعاثوا فيها قتلاً وتخريباً، ما أخر تنفيذ المشاريع الخدمية، وعطل برامج الدوائر الرسمية ما شكل عبئاً عليها وعلى المواطنين عامة.
ومع تفقدهم السجن المركزي ولقائهم فيه عدداً من المعتقلين والمساجين، وزيارتهم مشفى حماة الوطني، ومشفى البدر الخاص بحي الحاضر، ولقائهم عدداً من الجرحى المدنيين، والملثمين الذين تجمهروا أمامه، خرجت مظاهرات في أحياء «الصابونية – مشاع جنوب الملعب – الحميدية - البارودية – طريق حلب – باب قبلي – الجراجمة – نزلة الجزدان» تخللها إطلاق نار على نقاط الجيش وحفظ النظام من قبل مجموعات مسلحة ملثمة، وذلك أثناء مراقبة بعثة الجامعة التجمعات في حي الحميدية، المعروف بسخونته، ما أدى إلى تعرضها لإطلاق الرصاص، ولإصابة عنصر من قوات حفظ النظام بجروح خطيرة.
كما تم تفكيك عبوتين ناسفتين زرعها مسلحون بجانب جامع عبد الرحمن بن عوف في حي الحاضر، في حين انفجرت عبوتان أخريان في حي الصابونية من دون وقوع أي إصابات.
كما أقدم مسلحون آخرون على إطلاق النار على سيارة العميد المتقاعد عبد الجبار كحيص، في موقع جسر التمانعة أثناء عودته وأسرته لقريته في تقسيس بريف حماة.
وأفاد مصدر رسمي، أن إطلاق النار على السيارة أدى إلى استشهاد ابنة العميد نسرين البالغة من العمر 23عاماً، وإصابة زوجته فهيدة وولده لؤي وابنته شذى، حيث جرى نقلهم إلى مشفى سلمية الوطني.
وكان وفد الجامعة قد بدأ عمله رسمياً بحماة صباح الخميس الماضي، بلقاء المحافظ أنس عبد الرزاق الناعم، الذي وضعه بالصورة الحقيقية لحماة قبل وبعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة، والذي أكد له أن المدينة وقبل قدومه بيومين وهي تعاني من انتشار المسلحين والمظاهر المسلحة في الشوارع، بعد فترة طويلة على اختفائهم وانتفائها، وقد سُجِّلَ استشهاد عنصر من حفظ النظام وإصابة 8 آخرين، جراح أحدهم خطرة. فيما سجل يوم الأربعاء يوم وصولكم إلى المدينة 34 إصابة من القوى الأمنية وحفظ النظام، بينها شهيدان، وذلك بعبوات ناسفة ورصاص مجموعات مسلحة، التي صعدت الموقف مع زيارتكم المدينة.
وقالت مصادر إن وفد مراقبي الجامعة لحماة يضم 10 خبراء من مصر والسعودية والمغرب والجزائر والسودان، ويرأسه سفير المغرب في موريتانيا حالياً عبد الرحمن بن عمر، الذي أكد أن مهمة الوفد هي المراقبة والتوثيق فقط، وأنها تحظى بتسهيلات كبيرة، وأنه يتمنى لسورية الاستقرار والخير والوحدة الوطنية، وأن ينعم الشعب السوري بالأمان والسعادة، وأن تكون حماة آمنة دوماً.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد