البنتاغون أنهى خططاً تفصيلية للتدخل العسكري في سوريا
كشف موقع «سي أن أن» الاميركي الإلكتروني نقلاً عن مصادر أميركية أن البنتاغون قد انتهى من وضع «خطط تفصيلية» لتنفيذ عمليات عسكرية تستهدف النظام السوري، موضحاً أن الخطط تكون جاهزة للتطبيق في حال أوعز الرئيس الأميركي باراك أوباما بذلك، على الرغم من إقرارها بأن خطوة كهذه لن تكون أمراً سهلاً، سياسياً وعسكرياً.
ووفقاً للمصادر فإن هذا «التطور الحاسم» في مجال التخطيط للتدخل العسكري أتى بعد أسابيع من التحليلات الأولية التي أجرتها مجموعة من محللي وزارة الدفاع الأميركية من ضمن ما يسميه المسؤولون «مجموعة كاملة من الخيارات».
ونقلت مراسلة «سي أن أن» في البنتاغون باربارا ستار عن هذه المصادر قولها إن لكل خيار «مجموعة من المخططات التفصيلية التي تتضمن مفاهــيم دقيقة للطرق التي ستنفذ بها العمليات، كما لعدد العناصر الضرورية لكل عملية، فضلاً عن طبيعة الوحدات والمعدات العسكرية وأنواع الأسلحة المناسبة لكل خيار».
وتأتي هذه المخططات في وقت تواصل فيه واشنطن تأكيد التزامها بالحلول الدبلوماسية والسياسية، ومن ضمنها مواصلة الضغط السياسي على الأسد لدفعه إلى مغادرة السلطة.
في هذا الإطار، أكد مسؤولون في البنتاغون على صعوبة التزام القوات الأميركية في عمليات من هذا النوع لا سيما مع استمرار العنف، و«لكن الخطط وضعت على اعتبار أن عبارة «مجموعة متنوعة من الخيارات» تعني طرح جميع السيناريوهات على الطاولة».
ويقول أحد المسؤولين إن هناك الكثير من الأفكار المتداولة، لكن «جميعها يرتب علينا أعباء ثقيلة «، مشيراً إلى أن «استخدام القوات الأميركية لن يكون أمراً سهلاً، سياسياً وعسكرياً، في ذلك الجزء الحساس من العالم (الشرق الأوسط)، ولكن القيادات السياسية والعسكرية تواصل التفكير بجدية في ما يمكن فعله».
ويلفت الموقع إلى أن المسؤولين رفضوا الكشف عن هويتهم نظراً للطبيعة الحساسة لهذه النقاشات الجارية في أروقة البنتاغون، فـ«في حال أصدر أوباما أوامر بالتحرك فستكون هذه النقاشات بمثابة الخطوات الجدية التي ستُتبع في الخطط المقبلة».
وتابع المسؤول «نحاول دراسة كل الخيارات ونريد أن نفهم حقيقة الإمكانيات الموجودة أمامنا»، ولفت إلى أنه في حال صدور أوامر للجيش الأميركي بالتحرك ضد سوريا فسيتوجب على القوات المسلحة إجراء المزيد من عمليات التخطيط ونقل الوحدات العسكرية.
وأشار الموقع إلى أن إدارة أوباما تفكر في الإمكانيات التي يمكن أو يوفرها الجيش الأميركي في عمليات إيصال المساعدات الإنسانية على سبيل المثال.
وذكّر الموقع بما أعلن عنه مسؤولون في البنتاغون قبل أيام من ان خبراء دفاع يعتقدون أن تأمين مخازن الأسلحة الكيميائية في سوريا في حال سقوط نظام الأسد قد يتطلب إرسال نحو 75 ألف جندي أميركي، وهو أمر على درجة بالغة من الصعوبة.
ويعتقد المسؤولون في واشنطن أنه في حال سقوط الرئيس السوري فإن بعض أركان نظامه في الأجهزة العسكرية والأمنية سيستمرون في مناصبهم لفترة من الزمن كفيلة بضمان استتباب الأوضاع، أما في حال حصول انهيار كامل للنظام فسيكون على واشنطن والمجتمع الدولي التدخل للحفاظ على الأمن وحماية المدنيين.
ولكن ما لم يتخذ قرار التدخل العسكري المباشر من قبل أوباما، حسب المسؤولين، فإن العمل في الوقت الراهن يقتصر على جمع أميركا للمعلومات حول ما يدور على أرض الواقع عبر الأقمار الاصطناعية، بما فيها تحرك القوات السورية.
ويقول هؤلاء إن إدارتهم تعترض الاتصالات التي يقوم بها قادة النظام والأجهزة الأمنية السورية بما في ذلك الجيش، ولكن «ليس بهدف عرقلتها بل لأنها ترفدنا بمعلومات حول تحركات النظام، فضلاً عن أنها توفر مؤشرات حول أي وحدة من الجيش تهاجم المدنيين». في وقت استبعد هؤلاء المسؤولون أي استخدام لطائرات أميركية من دون طيار لمهمات استخباراتية «خوفاً من إسقاطها بصواريخ سورية أرض جو أو من جعلها تنخرط في الحرب هناك».
كما تحدث المسؤولون عما تقوم به إدارة اوباما من مراقبة لاتصالات عناصر تنظيم القاعدة في العراق الناشطين حاليا في سوريا، لا سيما بعد اتهام التنظيم بالمسؤوليات عن التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في سوريا.
ويخلص تقرير الموقع إلى أن «أولى بوادر الحملة الاستخباراتية الأميركية ظهرت مع الإفراج عن الصور المنخفضة الدقة التي تبيّن القوات السورية في محيط المدن السورية. وقد اعترف المسؤولون بوجود صور فائقة الدقة تكشف التفاصيل الصغيرة. وهذه القدرة تتيح للأميركيين إجراء تقييم دقيق لإمكانيات القوات السورية ووحداتها ودفاعاتها الجوية وأمن الأسلحة الكيميائية ومدى صمودها». وينقل عن أحد المسؤولين قوله، في محاولة لإظهار القدرة الاستخباراتية الأميركية، «يمكننا رؤية التصدعات الموجودة في أي رصيف في الشارع».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد