سوريا: صلوات وتفجيرات وخروقات وضحايا وإدانات في أول أيام الأضحى
في خرق واضح لمبادرة المبعوث الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي بوقف العمليات العسكرية واطلاق النار خلال "عيد الاضحى" في سورية نفذت المجموعات المسلحة في سورية عملية تفجير لسيارة مفخخة في حي دف الشوك في العاصمة السورية السورية دمشق.
واشارت الوكالة العربية السورية للانباء(سانا) الى ان "التفجير الإرهابي أسفر عن وقوع ضحايا بين المواطنين واضرار مادية كبيرة".
من جهتها افادت وكالة الصحافة الفرنسية ان "التفجير ادى الى سقوط خمسة قتلى و32 جريحا في التفجير الارهابي الذي وقع في حي الزهور في منطقة دف الشوك".
ويأتي هذا الانفجار في اليوم الاول من الهدنة التي اعلن الجيش السوري الالتزام بها تلبية لطلب المبعوث الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي بوقف اطلاق النار في سورية خلال "عيد الاضحى المبارك".
من جهة ثانية، شن عدد من عناصر المجموعات المسلحة في سورية هجوماً على قاعدة عسكرية شمال غرب البلاد، في خرق هو الأول من نوعه منذ الإعلان عن هدنة عيد الأضحى التي أعلن النظام إلتزامه بها حتى يوم الإثنين المقبل.
من جهتها، أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أنه "في خرق واضح لإعلان إيقاف العمليات العسكرية الذي التزمت به القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، فقد قامت المجموعات الإرهابية المسلحة حتى الساعة بالإعتداء على بعض المواقع العسكرية". وأضافت القيادة في تصريح صادر عنها اليوم إنه "في دير الزور أقدمت المجموعات الإرهابية المسلحة على إطلاق النار على حواجز الجيش في حلبية والجبيلة وحاجز السياسية".
وتابعت القيادة أنه في درعا "أطلقت مجموعة إرهابية مسلحة النار باتجاه حاجز المركز الثقافي، كما هاجمت المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب مواقع للجيش في مناطق (حارم- سلقين-وادي الضيف-العلانة)". وأضافت القيادة أن "مجموعة إرهابية مسلحة في حمص قامت بإطلاق النار على حاجز للجيش في باب هود، وفي ريف دمشق هاجمت المجموعات الإرهابية المسلحة مواقع عسكرية في (حرستا-عربين-دوما)". وذكرت القيادة أنه "تطبيقاً لنص البيان الصادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تقوم قواتنا المسلحة الباسلة بالتعامل مع هذه الخروقات والرد على مصادر النيران والتصدي للعصابات الإرهابية المسلحة وملاحقة فلولها".
هذا وتجدر الإشارة إلى أن "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة كانت أول من أعلن رفضها الإلتزام بالهدنة، وذلك من خلال بيان نُشر على أحد المواقع الالكترونية.
وكان كلٌ من الجيش السوري وعدد من المجموعات المسلحة أعلنوا التزامهم بما دعا إليه المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي من وقف لإطلاق النار لمدة 4 ايام خلال أيام عيد الاضحى المبارك. ولكنهم حذروا أنهم سيستخدمون القوة رداً على استفزازات العدو المسلحة.
هذا وأعلن الجيش السوري في بيان أصدره أمس الأول إلتزامه بالهدنة وإحتفاظه بحق الرد في حالات ثلاث، وهي:
1. إستمرار الاعتداءات من قبل المجموعات المسلحة ضد المدنيين والمراكز العامة والقوات النظامية.
2. إقدام المسلحين على تعزيز مواقعهم التي يتواجدون أو الحصول على إمدادات بالأسلحة.
3. تسلل مقاتلين من دول الجوار إلى الداخل السوري.
من جهة أخرى أدى الرئيس السوري بشار الأسد صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع الأكرم بالمزة وشارك في الصلاة لفيف من العلماء يتقدمهم مفتي عام سوريا الشيخ احمد بدر الدين حسون اضافة الى كبار المسؤولين السوريين وحشد من المواطنين.
من جهة أخرى أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أمس الجمعة إن فصائل المعارضة السورية المسلحة تتلقى باستمرار مساعدات من الخارج.
وخلال مؤتمر صحافي عُقد في موسكو، قال لوكاشيفيتش إن "الاوضاع في سورية معقدة جداً، والقوات الحكومية تواجه فصائل المعارضة المسلحة، التي تتلقى باستمرار مساعدات مختلفة من الخارج. إن مستوى أعمال العنف في ارتفاع وهو ما يزيد من معاناة المدنيين".
وتابع: "ما يثير القلق بصورة خاصة، هو ازدياد الاعمال الارهابية التي وقعت في مناطق سورية مختلفة، وآخرها انفجار يوم 21 اكتوبر/تشرين الاول في احد احياء مدينة دمشق المأهولة بالسكان".
وأضاف الدبلوماسي الروسي"ان هذه الجريمة الدموية نفذت في الوقت الذي كان فيه الاخضر الابراهيمي موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية موجودا بدمشق، وبعد جولة قام بها الى دول المنطقة بهدف تسوية الازمة السورية. مرة أخرى القوى المتطرفة تتعمد القيام بتصرفات لتقويض الاستقرار حال ظهور بصيص امل للتسوية".
وأكد لوكاشيفيتش، على ان موسكو رحبت بمقترح الابراهيمي بشأن وقف اطلاق النار في سورية خلال ايام عيد الاضحى المبارك.
إلى ذلك دعت روسيا كافة الدول التي تدعم المجموعات المسلحة في سورية للحيلولة دون حصول هذه المجموعات على منظومات صواريخ الدفاع الجوي المحمولة. وقال لوكاشيفيتش إن "الاسلحة تقع بايدي المتطرفين وهذا امر خطير جدا".
وأعاد المتحدث الى الاذهان ما صرح به سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الذي اكد على ان "المنطقة مليئة بالسلاح".
وختم: "ندعو كافة الدول التي تورد الاسلحة بهذا الشكل او ذاك الى سورية وتدعم المجموعات المسلحة، عمل كل ما بوسعها لمنع حصول هذه المجموعات على منظومات صواريخ الدفاع الجوي المحمولة، وخاصة تلك المجموعات التي اعلنت صراحة انها ستسقط الطائرات المدنية".
هذا وكانت روسيا قد قدمت يوم الجمعة 26 اكتوبر/تشرين الاول الى مجلس الامن الدولي مشروعا لبيان يدين العمل الارهابي الذي نفذ بدمشق في اول يوم العيد خرقا للهدنة المعلنة في ايام عيد الاضحى، ولم يتبن المجلس هذا المشروع بسبب موقف احدى الدول.
وحسبما ذكرت الوكالة فقد فسرت تلك الدولة موقفها "بقلة المعلومات" حول العمل الارهابي. واصر وفد هذه الدولة على انه ليس من الضروري اصدار بيان بشأن حادث واحد على خلفية الانباء حول العنف الشامل في سورية. ولم توضح الوكالة ما هي الدولة التي يدور الحديث عنها.
واشارت "ايتار - تاس" الى ان المشروع الروسي تضمن التعازي لاسر ضحايا التفجير، والتأكيد على تمسك مجلس الامن الدولي بمكافحة الارهاب بشتى اشكاله وفقا للالتزامات المنبثقة عن ميثاق الامم المتحدة.
وكانت روسيا قد قدمت في وقت سابق من هذا الاسبوع مشروعا للبيان يدين العمل الارهابي الذي نفذ في دمشق يوم 21 أكتوبر/تشرين الاول، بالاضافة الى مشروع بيان يرحب بمبادرة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي لاعلان الهدنة في سورية في ايام عيد الاضحى. ولم يتبن المجلس إلا المشروع الثاني منهما.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد