طهران: المساس بسورية مساس بمنظومة المقاومة بالمنطقة وألمانيا تضغط لتغيير مواقف موسكو
بعد أن أفشلت مشروع قرار روسي لإدانة تفجيرات دمشق في مجلس الأمن، رفضت الإدارة الأميركية الاتهامات الروسية لها بازدواجية المعايير عند التعامل مع الوضع في سورية، في وقت واصلت فيه ألمانيا محاولتها لتغيير موقف موسكو إزاء دمشق، على حين جددت إيران التأكيد على أن المساس بسورية مساس بمنظومة المقاومة في المنطقة».
وردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية فيكتوريا نولاند على موقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اتهم واشنطن بازدواجية المعايير في التعامل مع الوضع السوري، فقالت وفقاً لوكالة «يو بي آي»: «نحن نرفض ذلك، ولا بد من إدانة أي عنف ضد المدنيين من أي جهة أتى، وسوف نفعل ذلك».
وأوضحت نولاند أن «الروس اقترحوا إصدار بيان يدين تفجيرات دمشق، وقد وافقنا نحن والوفود الأخرى على اللغة لكننا رأينا أنه لابد من أن يتم إرفاقها بلغة عن باقي العنف الدائر في سورية.. فلم يرغب الروس بإضافة فقرة ثانية، ولذا فإن موقفنا هو أنه لا بد أن ندين جميعاً أي استخدام للعنف، وهذا ما فعلناه وسنستمر به على أساس يومي إن اقتضت الحاجة».
في الغضون، بحث نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف مع السفير الأميركي في موسكو مايكل ماكفول الأزمة السورية.
وفي طهران، أكد مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي أكبر ولايتي، وفقاً لوكالة الأنباء «سانا» أن «المساس بسورية هو مساس بمنظومة المقاومة في المنطقة»، وجدد خلال لقائه سفير سورية لدى طهران عدنان محمود دعم بلاده لسورية «في شتى المجالات والعزم الراسخ لمواصلة هذا الدعم لحمايتها وجبهة المقاومة حتى النهاية».
وأشار ولايتي إلى أن «أعداء سورية بدؤوا يستيقظون من أوهامهم التي غرقوا فيها خلال عامين من استهدافهم السافر لها وذلك بفضل صمود الشعب السوري ووعيه العميق وتمسكه بخياراته الوطنية بقيادة الرئيس بشار الأسد في دعم المقاومة ورفضه المخطط الرامي لتدمير بلاده».
بدوره، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن «المعركة التي تخوضها سورية في مواجهة الإرهاب ستكون نهايتها في مصلحة الشعب السوري قريباً».
وفي محاولة للضغط على روسيا لتغيير موقفها إزاء سورية بما يتناسب مع الغرب، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس روسيا مجدداً إلى تشديد الضغط على الرئيس بشار الأسد كي يتنحى عن السلطة.
وقالت ميركل في رسالتها التقليدية الموجهة إلى مواطني ألمانيا: «نحن نجري محادثات مستمرة مع روسيا فيما يتعلق بضرورة الضغط على النظام السوري وإيجاد حل سياسي بغية تشكيل حكومة جديدة في سورية»، معربة عن أسفها «لفشل أعضاء مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى موقف مشترك في مسألة إيجاد تسوية للأزمة السورية».
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير الذي وصل أمس إلى تركيا لتفقد العسكريين الألمان ومنظومات «باتريوت» المرابطة في مدينة كهرمان مرعش، أن بلاده «ستبقي صواريخ «باتريوت» في تركيا إلى الموعد الذي تراه مناسباً».
وقال دي ميزير وفقاً لموقع «روسيا اليوم»: «تبين الجهود المشتركة التي تبذلها الدول الأعضاء في الناتو لدعم أنقرة أن تركيا لن تجد نفسها بمفردها في حال نشوب نزاع مسلح مع سورية».
وأشار وزير الدفاع الألماني إلى أنه «إذا خطر ببال أحد في سورية فكرة سيئة فلن تقف إلى جانب تركيا ألمانيا وهولندا فقط، بل والحلف بكامله»، زاعماً في الوقت ذاته «أن بعثة الناتو في تركيا تحمل طابعاً دفاعياً بحتاً».
ورافق وزير الدفاع الألماني في زيارته التفقدية كل من وزير الدفاع التركي عصمت يلماز ووزيرة الدفاع الهولندية جينين هنيس بلاشيرت.
وألقت الوزيرة الهولندية كلمة عقب تحيتها لقوة بلادها العاملة في القاعدة، وضحت فيها أن الأحداث الدائرة في سورية «أظهرت أن الحرب تدور بالقرب من أوروبا، وهذا أمر مهم جداً بالنسبة لمفهومنا للأمن».
وأول من أمس أكد العقيد الأميركي تشارلس برانسون قائد إحدى بطاريات صواريخ باتريوت وفقاً لوكالة الأناضول على طبيعة النظم الدفاعية للصواريخ، ونفى وجود «أي نية لاستخدامها من أجل فرض منطقة حظر للطيران».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد