ملاحظات حول مؤتمر القيادة المركزية لحزب البعث

التصريحات الخجولة والإعلانات الرسمية الباهتة للمؤتمر(الموسع) للحزب والذي سيجتمع فيه أعضاء القيادة الأثرياء أول الأسبوع القادم، ليس لبحث مجمل العثرات والأخطاء في إدارتهم للدولة والمجتمع، ولا لتغيير أوضاع قواعدهم الفقيرة، وإنما فقط لبحث إيجابيات الإنتخابات التي أداروها أولا، وبعض السلبيات (إن وجدت) من دون اتخاذ قرارات رجعية لتصحيحها بالطبع .. فما جرى قد جرى ويجري من قبل، فلاتعولوا كثيرا على قدرة المؤتمرين في أن يشيلوا الزير من البير، فالمؤتمر ليس للتجديد والتغيير بقدر ماسيكون لتصفية الحسابات بين بعض الرفاق المتنافسين على السلطة، بعدما ابتعدوا عن العلمانية واقتربوا من السلفية وفشلوا في رعاية مصالح الطبقة العمالية والفلاحية التي أوصلتهم إلى حياتهم الرغيدة. يؤكد ذلك استمرار طريقة إدارتهم للإقتصاد والتموين والأمن والإعلام والفساد والقضاء ... فهؤلاء الأعضاء المبشرين بجنة الدولة جاؤوا على صهوة الحرب التي لم يحسنوا استثمار انتصاراتها العسكرية اقتصاديا وديموقراطيا بقدر ما أحسنوا استغلالها إعلاميا .. الإجتماع قد ينجح في الإتفاق على إدارة الأخطاء، وعلى القواعد أن تسمع وتطيع وتنسى حق النقد والنقد الذاتي .. ويبقى السؤال ماذا تبقى من الحزب التقدمي الذي حلم به الآباء المؤسسون؟ فقد بات مجرد مؤسسة قطاع عام لن ينجح فيما رسبت فيه باقي المؤسسات العامة التي قادها الحزبيون ..
البعث اليوم، وبعد أن عصفت الحرب بكل الأكاذيب السابقة، بحاجة لأن ينقلب على نفسه وعلى الواقع لكي يواكب الزمن ويحقق شعاره المكتوب في مقدمة نظامه الداخلي بأنه (حزب إنقلابي)، وهذا رأي مواطن يريد للحزب أن يكون جزءا من مستقبل الوطن وليس عقبة في سبيله..
لقد تعبنا وتجاوزنا حدود الخوف والألم والنفاق وبتنا نطالب ببعث تقدمي علماني متجدد يليق بتضحياتنا ويحمي فقراءنا الذين تم اختزالهم برمز الفئة ألف في الإنتخابات، وبالبطاقة غير الذكية للحصول على نارهم وخبزهم اليومي !؟
نصيحة: اقتدوا بالمؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني أو استجلبوا خبيرا صينيا لكي تعرفوا كيف يمكن أن ينجح اليسار في مواجهة الإمبريالية..

نبيل صالح