«أيام الفرنكوفونية» في دمشق ... باهتة ومشتتة

16-03-2008

«أيام الفرنكوفونية» في دمشق ... باهتة ومشتتة

تقتصر «أيام الفرنكوفونية في دمشق» لهذا العام على تظاهرة باهتة ومشتتة، مقارنة بما كان يقدم في السنوات الماضية. فالإطار الزمني للنشاطات حدد بين 10 و20 الشهر الجاري، لينتهي مع اليوم العالمي للفرنكوفونية. وعلى رغمغايار تعزف ذلك، ثمة نشاطات أقيمت قبل التواريخ المحددة للتظاهرة واخرى ستقام بعدها لكن العروض المميزة قليلة جداً، وغالبية النشاطات متواضعة المستوى.

افتتحت الأيام الفرنكوفونية مساء أول من أمس، بحفلة عزف منفرد أحيتها عازفة التشيللو السويسرية أوفيلي غايار في صالة «سينما الشام» في دمشق، قدمت خلالها ثلاث متتاليات لفان سيباستيان باخ، جاءت متنوعة المناخات الحسية عبر ما تحتويه من رقصات كثيرة، منها رقصة «البرليود» ورقصة «الموند» و «السارابوند»، ورقصة «مانوي» وهي ذات منشأ شرقي نقلها الامويون معهم الى الأندلس. واستطاعت العازفة شد انتباه الحضور، لكن هناك ما عكّر الإصغاء في الجزء الأول من الحفلة، إذ تتاخم المسرح صالة «الديسكو» التي تسربت منها أصداء الإيقاعات الصاخبة، وتدخل المنظمون لتسوية الأمر ولولا ذلك لكان من المتعذر التركيز مع موسيقى التشيللو. العازفة التي قوبلت بتصفيق حار من الحضور أعادها مرات إلى المسرح لتحيته، قدمت مقطوعة إضافية وهي موسيقى من قاطلونيا. وأشارت إلى انها تريد عبرها «تكريم الأمويين، لأن لدي أمنية شخصية بأن أكرمهم».

ولدى سؤال غايار لماذا تعتبر هذا التكريم أمراً شخصياً بالنسبة إليها، ردت: «لأنني أريد تذكير الناس بأن الكثير من الموسيقى التي نعرفها في الغرب سنجد أساساتها هنا في الشرق، إذ انتقلت مع الأمويين إلى الأندلس ومنها إلى أرجاء أوروبا ليستخدمها الموسيقيون، مثل باخ». واستطردت: «الكثير من الناس يظنون ان كل الموسيقى التي نقدمها في الغرب هي من ابتكارنا لكن ذلك...»، تصمت هنا، وتشير بيدها إلى رأسها موحية بأن ذلك التفكير شبيه بالجنون. وغايار التي تعزف أيضاً الموسيقى المعاصرة، قدمت حفلاتها مع الكثير من الأوركسترات العالمية المرموقة. وهي ضيف رئيسي في المهرجانات الأوروبية الأساسية. وتقدم تسجيلات موسيقية لمصلحة قنوات إذاعية وتلفزيونية، مثل «بي بي سي» و «راديو 3» و «فرانس 2» و «آرتي».

وكان يفترض أن تبدأ أيام الفرنكوفونية مع حدث مميز في العاشر من آذار (مارس)، عبر حفلة موسيقية معاصرة تقدمه المغنية الكندية من أصل جزائري ليندا تالي، والتي تؤلف الموسيقى وتلحنها وتغني وترقص أيضاً، إلا ان «الظروف الجوية السيئة التي أعاقت حركة الطيران بين كندا وسورية» حالت دون قدومها، وألغيت الحفلة.

وتشمل «أيام الفرنكوفونية في دمشق» الكثير من النشاطات. ويقدم المخرج ياسر عبد اللطيف مسرحية «قصة حب» للكاتب جان لوك لاغارس، على مسرح القباني في 17 و18 و19 الجاري، ويؤدي أدوارها الممثلون رغد مخلوف وكامل نجمة وخالد مزهر.

كما تقدم الممثلة السورية حلا عمران والممثل والمخرج الفرنسي مارسيل بوزونيه قراءات شعرية بعنوان «شرق الحب وغربه» وتتضمن مقتطفات للعديد من الشعراء العرب القدماء والمعاصرين وشعراء فرنسيين، وسبق تأدية هذا العرض في فرنسا ويعاد تصميمه خصيصاً ليقدم في سورية في دمشق في 16 و17 الجاري.

وتشمل ايام الاحتفالية عرضاً لبعض الأفلام الروائية والوثائقية، لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة، ما يعكس بدوره تواضع النشاطات، ومن خلفه التمويل طبعاً، بالإضافة إلى كونها لا تحتوي على عناوين مميزة أو إنتاجات حديثة، كما كان يحصل في الاحتفاليات السابقة. فهل بدأت الفرنكوفونية تصرف نظرها عن فعالية احتفالها في سورية واستقطاب جمهورها؟

وسيم إبراهيم

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...