«التحالف الدولي» في واشنطن: الموصل والتمويل وما بعد «التحرير»
انتظر اجتماعُ «التحالف الدولي» ضد الإرهاب، الرابعُ بعد عامين على بدء غاراته على تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، مخرجات قمة «الناتو» في وارسو، وقمة روسيا ـ «الناتو»، ولقاء وزيري الخارجية الروسي والاميركي في موسكو، لينعقد أمس في قاعدة «أندروز» الجوية القريبة من واشنطن، على وقع «انفلات» قوى عدة في المنطقة من «القبضة» الأميركية، وآخرها «الجنون» التركي بعد محاولة الانقلاب التي تعرض لها حكم رجب طيب أردوغان وحزب «العدالة والتنمية».
ولهذه الاسباب، خرجت اهم التصريحات التي صدرت أمس من الاجتماع الذي يستمر يومين، ويضم جون كيري إلى وزراء دفاع «التحالف»، بالتركيز على الموصل، «الجائزة الكبرى» التي ستنطلق المعركة ضد «داعش» فيها في عهد باراك اوباما، بالتأكيد، فيما سيرث خليفته الحرب السورية.
وفيما خيّمت المجزرة التي نفذتها طائرات فرنسية بحق عشرات المدنيين في ريف منبج على اليوم الأول من الاجتماع، حاولت فرنسا المرعوبة بتهديد «الذئاب المنفردة»، تحويل الاهتمام إلى العراق معلنة عن خطة لضربة منسقة على الموصل، فيما أعلنت بريطانيا مضاعفة قواتها في هذا البلد، وكندا زيادة مساعدتها، تماشياً مع رغبة وزير الخارجية الأميركي بـ«البقاء في العراق» حتى ما بعد تحريره، لمساعدته على مرحلة عودة النازحين والبناء.
لكن المعضلة الكبرى ستبقى بالنسبة لـ«التحالف»، الذي يعوّل على نسب الأراضي التي بدأ «داعش» بخسارتها في مناطق «خلافته»، هي ما طالب به وزير الدفاع آشتون كارتر الذي دعا الدول المشاركة في «التحالف» إلى زيادة مساهمتها، في وقت تضع دول الخليج التي لم ينقطع الانتقاد الأميركي لضعف مشاركتها، والأوروبي خصوصاً لجهة استمرار تمويل المتطرفين، شروطاً امام التقدم في أي معركة ضد «داعش»، رابطة اياها بالصراع مع ايران ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد، هذا بالإضافة إلى معضلة التهديد الذي بات يشكله «داعش» في اوروبا واميركا، اللتين شهدتا هجمات دموية عدة، كان آخرها في اورلاندو ونيس، وقبلها بروكسل.
وقال وزير الدفاع آشتون كارتر لدى افتتاح الاجتماع «علينا جميعاً ان نبذل مزيداً من الجهود، وعلينا التأكد من أن القوات العراقية والجماعات السورية المتعاونة مع التحالف لديها ما تحتاج إليه للفوز في المعركة» ضد المتطرفين ثم «لإعادة اعمار مناطقها وادارتها».
من جهته، اقر كيري خلال استضافته مؤتمراً لمانحي العراق إن «المعركة ضد داعش بعيدة عن نهايتها بالطبع، رغم احرازنا التقدم».
وسيستقبل كيري اليوم حوالي 30 من نظرائه من دول «التحالف» في لقاء مشترك مع وزراء الدفاع ايضاً. واشاد وزير الخارجية الاميركي بـ«الاندفاعة» في مكافحة «داعش» مع الاقرار بان «اعمال الارهاب تبقى خطراً يومياً دائماً».
من جهته، خلص رئيس لجنة الامن الداخلي في الكونغرس مايكل ماكول في تقرير الى وقوع اكثر من «100 مخطط ارهابي متصل بتنظيم الدولة الاسلامية ضد الغرب منذ 2014».
وكان كيري قد زار موسكو الجمعة حيث اتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على «اجراءات ملموسة» لم يكشف عن تفاصيلها لإنقاذ الهدنة ومحاربة «داعش» و«جبهة النصرة» في سوريا.
وسيبحث اعضاء «التحالف»، بحسب ما هو مقرر، ما بعد القضاء على التنظيم الإرهابي، لا سيما بالنسبة الى العراق الذي تسعى الولايات المتحدة وكندا واليابان والمانيا وهولندا والكويت الى جمع «ملياري دولار على الاقل» من اجله، وفق كيري.
وقال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري في واشنطن إن «الوقت حان لمساعدة العراق لمرحلة ما بعد التحرير»، مطالبا بـ«خطة مارشال».
وبحسب واشنطن، فقد خسر «داعش» في العراق قرابة 50 في المئة، وفي سوريا ما بين 20 و30 في المئة من الاراضي التي سيطر عليها في العام 2014، وفق واشنطن.
وقال كيري إن «قوة الدفع في القتال الدائر في العراق وسوريا تحولت ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكن المجتمع الدولي يجب أن يواجه أيضاً تحدي بسط الاستقرار في المناطق التي حررت في الفترة الماضية»، مطالباً الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي بتبني عملية مصالحة سياسية بعد «النصر» على «الدولة الإسلامية».
وأشاد كيري بالعبادي، لكنه قال «نود أن نرى بعض الإصلاحات تتم بشكل أسرع».
وانتقد مسؤولون في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي «التحالف» لاستثناء الأكراد من مؤتمر واشنطن. ووصف مسرور برزاني، رئيس وكالة حماية أمن الإقليم، المؤتمر على «تويتر» بأنه «مهزلة».
وبرغم عدم إعلان المسؤولين العراقيين والأميركيين عن جدول زمني للهجوم على الموصل، لكن ديبلوماسيا كبيراً يقيم في بغداد قال إن العبادي يريد تقديم موعد بداية الهجوم إلى تشرين الأول بعد استعادة الفلوجة الشهر الماضي.
إلى ذلك، أكد كارتر أن «التحالف» سيحقق في تقارير عن وقوع ضحايا مدنيين في غارة جوية قرب منبج شمال سوريا، التي تحاصرها «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة اميركياً.
ولفت كارتر إلى أن بعضاً من الدول المشاركة في «التحالف» أبدى عزمه على تقديم مساهمات أكبر في الحملة العسكرية.
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول إن فرنسا والولايات المتحدة تعدان لضربة منسقة ضد «داعش» في الموصل.
أما وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون فأعلن أن بلاده «ستضاعف عدد جنودها في العراق الى 500 جندي سيساهمون في تدريب القوات العراقية والكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد