«رايتس ووتش»: «داعش» ينجو بجرائمه في سرت الليبية

19-05-2016

«رايتس ووتش»: «داعش» ينجو بجرائمه في سرت الليبية

ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير نشرته أمس، أن تنظيم «داعش» قام بإعدام 49 شخصاً في مدينة سرت الليبية منذ دخوله اليها في شباط 2015، معتبرةً أن هذه الإعدامات تشكل «جريمة حرب».
وقالت المنظمة إن عمليات الإعدام الـ49 التي نفذها التنظيم المتطرف شملت «قطع الرقاب وإطلاق النار»، مضيفة ان بين من أعدموا «مقاتلين أسرى ومعارضين سياسيين وأناساً اتهمهم داعش بالتجسس والسحر والشعوذة وإهانة الذات الإلهية».
وأوضحت «رايتس ووتش» في تقريرها انها تحدثت الى 45 شخصاً من سكان سرت التي تبعد 450 كيلومتراً شرق طرابلس والتقت بعضهم في مدينة مصراتة، وأجرت مقابلات مع آخرين عبر الهاتف والبريد الالكتروني.
وتحدث سكان سرت عن «مشاهد» مرعبة، مثل قطع الرؤوس في الشارع، ومشاهدة جثث في ملابس برتقالية صلبت على مرأى من الناس، وخطف الرجال من منازلهم ليلاً على أيدي مسلحين ملثمين.
وقال السكان إن «شرطة الآداب» التي يطلق عليها التنظيم اسم «الحسبة» تقوم بتهديد الرجال «وتفرض عليهم الغرامات وتجلدهم بسبب التدخين والاستماع للموسيقى أو لأنهم لم يفرضوا على زوجاتهم وأخواتهم لبس عباءات فضفاضة». كما تقود الشرطة الرجال والأطفال في سرت الى المساجد للصلاة والتعليم الديني الإجباري، بحسب ما أفاد السكان.
وقالت ليبية من سرت جاءت الى مصراتة للعلاج قبل أن تعود الى مدينتها إن «الحياة في سرت لا تطاق. الجميع يعيشون في رعب. إنهم يقتلون الأبرياء، ولا توجد متاجر ولا مستشفيات ولا أطباء ولا ممرضون ولا دواء. يوجد فقط جواسيس في كل الشوارع. أغلب الناس غادروا ولكننا عالقون. ليس لدينا ما يكفي من المال لنغادر».
وقالت «رايتس ووتش» إن الإعدامات التي نفذها التنظيم في سرت تشكل «جريمة حرب قد ترقى الى جرائم ضد الإنسانية»، معتبرة أنه «في الوقت الذي يتركز فيه انتباه العالم على الفظائع في سوريا والعراق، ينجو داعش بجرائمه في ليبيا».
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الخارجية الايطالية أمس الأول أن إيطاليا وليبيا ناقشتا تجديد اتفاق يرجع إلى عام 2008 تعهدت بمقتضاه إيطاليا باستثمارات بمليارات الدولارات في مقابل عقود للطاقة والسيطرة على الهجرة غير المشروعة من شمال أفريقيا.
والاتفاق الأصلي وقعه رئيس الوزراء الايطالي آنذاك سيلفيو برلسكوني والزعيم الليبي السابق معمر القذافي.
وتجدد الحديث عن «اتفاق الصداقة» لعام 2008 أثناء اجتماع بين وزير الخارجية في حكومة «الوفاق» الجديدة في ليبيا محمد سيالة مع نظيره الايطالي باولو جنتيلوني في روما.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن «الوزيرين بحثا إمكانية إعادة تنشيط الأدوات الواردة في اتفاق الصداقة للعام 2008 في أقرب وقت ممكن».
وكان برلسكوني والقذافي قد طرحا اتفاق 2008 كتعويض عن الأضرار التي تعرضت لها ليبيا أثناء الحكم الاستعماري الايطالي الذي استمر من 1911 إلى 1943.
وخططت إيطاليا في ذلك الاتفاق لاستثمار 200 مليون دولار سنويا في مشاريع، من بينها بناء طرق وتطهير الالغام في ليبيا على مدى 25 عاما بمبلغ إجمالي قدره خمسة مليارات دولار.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...