«معهد واشنطن» يحرض أوباما على سوريا
دعا «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، المعروف بمواقفه المؤيدة لإسرائيل، في تقريرين حديثين حول سوريا، إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى الاستفادة من العقوبات الأميركية على دمشق وتحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول موقع «الكبر» من اجل إرغام دمشق على تغيير سياستها في المنطقة. وتحت عنوان «الأزمة الاقتصادية العالمية تعزز فاعلية العقوبات الأميركية على سوريا»، اعتبر التقرير انه «في الوقت الذي يظهر فيه أن واشنطن تخفف من موقفها وعينها على جذب دمشق، فان العقوبات تبقى أداة مهمة للتأكد من أن الانخراط مع سوريا يحقق للولايات المتحدة أهدافها السياسية. وعوضا عن إسقاط العقوبات، فانه يجب على واشنطن تعديلها من اجل معادلة الضغط على دمشق الذي تفاقم جراء الأزمة الاقتصادية العالمية».
وبعدما أشار التقرير إلى ما اعتبره «محنة الاقتصاد السوري، الذي ساء منذ أن ضربت الأزمة الاقتصادية العالمية»، اعتبر أن «الأخبار الاقتصادية السيئة تفسر تحول دمشق مؤخرا من التركيز على الحاجة إلى توسط واشنطن في محادثات السلام، إلى مطلب إسقاط العقوبات الأميركية».
وتحت ما اسماه المعهد «العقوبات الذكية أساس النجاح»، كتب في تقريره «في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة المالية في سوريا، فانه يمكن للعقوبات الأميركية الحالية أن يكون لها تأثير سلبي قوي على الاقتصاد السوري، مجبرة دمشق على إعادة تقييم سياساتها حيال المجموعات التي تصنفها واشنطن «إرهابية» (حماس، الجهاد الإسلامي، وحزب الله)، ولبنان، والعراق، وأسلحة الدمار الشامل، وذلك من اجل التوصل إلى انفراجات. إن هذا النوع من مراجعة السياسة يمكن أن يكون أساس الحوار المستقبلي بين سوريا والولايات المتحدة». وتابع «إذا كانت هذه العقوبات المحددة فعالة، فان دمشق ستجبر على الاختيار بين مواصلة سياساتها والمعاناة من العواقب الاقتصادية، أو التوصل إلى اتفاق واضح مع واشنطن لتغيير سياساتها والفوز بمساعدة أميركا لوضع سوريا على طريق الازدهار. إن العقوبات الأميركية تحتوي على سياسة العصي والجزرات من اجل قيادة دمشق في هذا الطريق. في الأسابيع والأشهر المقبلة، فان التحدي أمام إدارة اوباما سيكون تحديد أي العقوبات كانت الأكثر فعالية، وربط رفع العقوبات بتغيير سوريا سياستها بشكل كامل ويمكن التحقق منه».
وفي تقرير آخر، ربط المعهد بين تحقيق الوكالة الذرية ومنشأة «الكبر» في دير الزور التي قصفها الطيران الإسرائيلي في العام 2007، واتهمت واشنطن دمشق بإنشاء مفاعل نووي هناك، وإعلان اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون عزمهما تغيير المقاربة التي اعتمدتها الإدارة السابقة حيال سوريا عبر تخفيف العقوبات عليها. واعتبر انه «إذا كانت الإدارة الأميركية تتمنى تجنب النتائج السلبية، فإن الحل الممكن هو أن تشدد في أي محادثات مع المسؤولين السوريين ـ الذين يواصلون نفي القيام بأي خطأ في القضية النووية برغم الإثباتات الواضحة ـ على الحاجة إلى تعاون دمشق بشكل طوعي مع الوكالة الذرية في تحقيقها بقضية المفاعل النووي في دير الزور».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد