آثار سوريا.. بتقنية الأبعاد الثلاثة

15-03-2016

آثار سوريا.. بتقنية الأبعاد الثلاثة

ستتوافر مجسَّمات بالأبعاد الثلاثة للمواقع الأثريّة السوريّة المهدّدة جرّاء الحرب، اعتباراً من اليوم الثلاثاء، في قاعدة بيانات عبر الانترنت تحمل اسم «سيريان هيريتدج» أو «التراث السوري»، وهي ثمرة عمليّة «رقمنة» واسعة للشركة الفرنسيّة الناشئة «ايكونيم» بالتعاون مع المديريّة العامة للآثار والمتاحف في سوريا.
وفي حين تمّ تدمير مئات المواقع الأثريّة السوريّة، أو نهبها منذ بدء الحرب العام 2011، توجّهت «ايكونيم» نهاية العام 2015 إلى دمشق لتبدأ تدريب نحو 15 عالم آثار سورياً، وفق بيان الشركة.
وتستخدم «ايكونيم» بالشراكة مع «مايكروسوفت» والمعهد الفرنسي للبحث في مجال المعلوماتيّة والمعهد العالي للأساتذة، طائرات من دون طيار مجهّزة بآلات تصوير للتحليق فوق المواقع، فضلاً عن تكنولوجيا مبتكرة لمعالجة الصور، قادرة على «حوصلة» آلاف الصور لإعادة تشكيل المواقع بدقّة لا متناهية.
ومن المواقع التي تمّت حتى الآن «رقمنتها»، قلعة الحصن الصليبيّة، وقلعة دمشق العائدة إلى القرن الحادي عشر، والجامع الأموي في العاصمة السورية (القرن الثامن)، ومنازل تقليديّة من الحقبة العثمانيّة، وقصر ناظم باشا الوالي العثماني على دمشق، ومدرج جبلة الروماني، وموقع أوغاريت الفينيقي، ومجموعات المتاحف السوريّة الكبرى، من بينها متحف اللاذقيّة.
وتسمح هذه الصور بالأبعاد الثلاثة، التي ستُنشر تباعاً على موقعي «ايكونيم» والمديريّة العامة للآثار والمتاحف في سوريا، بزيارات افتراضيّة تفاعليّة، كما تقدّم أشرطة مصوّرة ووثائق للاستخدام العلمي.
وبات بالإمكان الآن الوصول إلى خمسة مواقع، هي: الجامع الأموي، وموقع أوغاريت، والمنازل الدمشقيّة، ومدرج جبلة، وقلعة الحصن، على أن تكون المجموعة متوافرة بالكامل بحلول نهاية أيار الحالي، بحسب «ايكونيم».
وقال المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا، مأمون عبد الكريم، في البيان، إنَّ «هذا الحلّ يوفّر للمواقع الأثريّة أملاً بنهضة حقيقيّة، وسيسمح، مهما حصل، بالمحافظة على ذكراها. وستسمح العمليّة التي قادتها المديرية العامة للآثار والمتاحف وشركة ايكونيم، بتجنّب خسارة لا تعوّض للبشريّة».
وسبق لشركة «ايكونيم» - أسَّسها العام 2013 المهندس المعماري المختص بالآثار ايف اوبيلمان، وقائد الطائرات والمروحيّات فيليب بارتيليمي - أن مسحت مواقع أثريّة في أفغانستان، و «رقمنت» بشكل كامل مدينة بومبيي الأثريّة في إيطاليا، وعملت في العراق وسلطنة عُمان وباكستان وهايتي.
وثمة مشاريع أخرى لـ «رقمنة» مواقع سوريّة بالأبعاد الثلاثة، مثل مشروع المعهد من أجل الآثار «المرقمنة»، الذي أسَّسته جامعتا أكسفورد البريطانيّة وهارفرد الأميركيّة.
وأعلن هذا المعهد أنَّه سيوزّع على شركائه على الأرض من موظفي المتاحف وأفراد المنظّمات غير الحكوميّة والمتطوّعين خمسة آلاف كاميرا ثلاثيّة الأبعاد متدنيّة الكلفة، من أجل التقاط صور للمواقع الأثريّة. والهدف من ذلك الحصول على مليون صورة ثلاثية الأبعاد بحلول نهاية العام الحالي، ونقلها إلى قاعدة بيانات متوافرة عبر الإنترنت. وسيعرض المعهد في نيسان المقبل في كل من لندن ونيويورك، مجسَّماً بحجم طبيعي لقوس النصر الأثري في تدمر الذي نسفه تنظيم «داعش»، بعدما أعيد تشكيله بفضل طابعة ثلاثيّة الأبعاد.

(أ ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...