آفاق الدور الأمريكي في الصراع الصيني - الهندي

08-08-2009

آفاق الدور الأمريكي في الصراع الصيني - الهندي

الجمل: بسبب التوترات الصينية – الهندية فقد بدت مناطق الحدود بين البلدين أشبه بمناطق الحدود التي كانت تفصل دول حلف الناتو عن دول حلف وارسو، وتقول المعلومات أن دول نيبال وبوتان وبدرجة أقل بنغلاديش وباكستان أصبحت مسارح فرعية لتصفية الحسابات الصينية – الهندية.
* محفزات التوتر الصيني – الهندي:
ما لا يعرفه الكثيرون أن التوتر الصيني – الهندي تعود جذوره إلى المراحل التاريخية القديمة وتحديداً إلى المواجهات بين القوى التقليدية التي كانت تحكم الممالك الصينية والهندية في مراحل ما قبل التاريخ، وعلى أساس الاعتبارات النوعية يمكن الإشارة إلى مكونات العنف السياسي الصيني – الهندي التي تتضمن الآتي:
• العوامل الدينية: تتمثل في العداء الهندوسي – البوذي – الكونفوشي الذي ظل متصاعداً حتى اليوم في أوساط القوى المجتمعية التقليدية الهندية والصينية.
• العوامل السكانية: تتميز كل من الصين والهند بالاكتظاظ السكاني الشديد بما أدى إلى الضغط المتزايد على الموارد الزراعية والمائية وعلى هذه الخلفية فقد ظل كل طرف أكثر رفضاً لاستقبال هجرة الموجات البشرية العابرة للحدود.
• العوامل الخارجية: بسبب تدخل الولايات المتحدة فقد برزت محاولات تهدف إلى إعادة صياغة معادلة توازن القوى الهندية – الصينية بما يتيح تفوق الهند أو على الأقل قيام الهند بدور الموازن الآسيوي للصين.
ظلت هذه المحفزات إضافة إلى عوامل إقليمية أخرى مثل أزمة كشمير ومشاكل الحدود الهندية – الصينية وتباين طبيعة النظام الشمولي الشيوعي الصيني في مواجهة النظام الهندي التعددي الديمقراطي جميعها تعمل باتجاه تصعيد الاحتقانات وبؤر التوتر في العلاقات الصينية – الهندية.
* توازن القوى على الحدود الصينية – الهندية:
على أساس معايرة القدرات الوطنية الذاتية فقد ظل توازن القوى الهندي – الصيني يميل إلى جانب الصين ولكن على خلفية تزايد العلاقات والروابط الاستراتيجية الأمريكية – الهندية فقد حصلت الهند على قوة مضافة حقيقية أعطت كفتها في الميزان ثقلاً أكبر ومن أبرز المعالم الدالة على ذلك:
• المزايا النسبية التجارية الأمريكية – الهندي التي أعطت قوة مضافة للقدرات الاقتصادية الهندية.
• المزايا النسبية التكنولوجية النووية التي حصلت عليها الهند بموجب اتفاقية التعاون التكنولوجي النووي مع الولايات المتحدة، والتي أعطت قوة مضافة للقدرات النووية الهندية.
• المزايا النسبية  الإقليمية التي حصلت عليها الهند بسبب قيام واشنطن بالإشراف على ربط الهند بتحالفات مع حلفائها في جنوب شرق آسيا: الفلبين – إندونيسيا – أستراليا – ماليزيا – تايلاند، وقد أعطى ذلك قوة مضافة للقدرات الإقليمية الهندية.
• المزايا النسبية العسكرية الأمنية التي حصلت عليها الهند بسبب قيام واشنطن بانخراط في التعاون العسكري الأمني الواسع النطاق مع نيودلهي بما أعطى قوة مضافة للقدرات العسكرية الأمنية الهندية.
فعلت هذه القدرات المضافة مفعول السحر في أوساط النخبة السياسية الهندية التي تزعمها حزب المؤتمر الهندي إضافة إلى الأحزاب الهندوسية الداعمة مثل حزب جانا بهارتا الهندوسي المتطرف.
* لعبة الصراع الصيني – الهندي بين الاستاتيكو والتفعيل:
خلال السنوات الخمس عشرة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية اندلعت المواجهات العسكرية الهندية – الصينية وكان نطاق المواجهة يمتد على طول خط الحدود الهندية – الصينية الواقعة شمال شرق الهند وجنوب غرب الصين وبتحديد أكبر منطقة إقليم التبت الصينية – الهندية.
تقول المعلومات أن محفزات الحرب الصينية – الهندية المعاصرة تمثلت في ما يلي:
• سعى النظام الشيوعي الماوي في الصين إلى نقل الثورة الشيوعية الفلاحية إلى الهند التي تتطابق البيئة الفلاحية فيها مع البيئة الفلاحية الصينية.
• سعى النظام الهندي المدعوم بواسطة القوى الدينية الهندوسية إلى دعم القوى البوذية التبتية للسيطرة على الإقليم وإقامة دولة دينية بوذية مستقلة تقوم بدور المنطقة العازلة التي تمنع انتقال وتصدير الثورة الشيوعية الصينية إلى الهند.
ولكن بعد أن استطاعت الصين بناء القدرات النووية حدث أن استجابت الهند لقوة الردع النووي الصيني وكفت عن العداء ضدها ولاحقاً بعد أن حصلت الهند على القدرات النووية بدأت النخب الهندوسية المسيطرة على نيودلهي تتبنى إدراكاً جديداً يقوم على ضرورة السعي لتصفية الحسابات القديمة العالقة مع الصين، وتضمن سعي النخب الهندية القيام بالآتي:
• دعم القوى الإقطاعية التقليدية للقيام باستهداف القوى والحركات الشيوعية الماوية في بوتان ونيبال الواقعتان على الحدود الصينية – الهندية.
• تعزيز قدرات أجهزة الأمن الهندية للقيام باستهداف واستئصال الأحزاب والحركات الشيوعية الماوية الهندية الناشطة في شمال شرق الهند.
إضافة لذلك، سعت السلطات الهندية إلى التعاون مع إدارة بوش للقيام بإشعال حركات العصيان البوذية في إقليم التبت ومن أبرز الإنجازات التي تحققت في هذا الخصوص قيام الزعيم الروحي البوذي الدالاي لاما بقيادة حركة الاحتجاجات الصينية الواسعة التي حدثت العام الماضي في إقليم التبت.
برغم وجود العديد من الأطراف الهندية التي تطالب بالمضي قدماً بالتعاون مع أمريكا في استهداف الصين فهناك أطراف هندية كثيرة أخرى ترى ضرورة عدم التمادي في استهداف الصين طالما أن الصين تستطيع القيام بدعم الحركات الإسلامية والشيوعية الهندية إضافة إلى دعم باكستان والحركات الإسلامية الكشميرية وعندها ستكون الخسائر الهندية تفوق أضعافاً الفوائد التي ستحصل عليها الهند من واشنطن.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...