أوروبا لاستئناف اتفاق الشراكة مع روسيا
طوت أوروبا وروسيا مرحلة متأزمة من علاقاتهما أمس، بإعلان وزراء دول الاتحاد الاوروبي، بما فيها بريطانيا والسويد، موافقتهم على استئناف المفاوضات بين الاتحاد وروسيا حول اتفاق شراكة شامل، كان قد جمد بسبب دخول القوات الروسية الأراضي الجورجية في آب الماضي. كما أعطى الاتحاد الضوء الأخضر لعملية بحرية عسكرية هي الأولى من نوعها لأوروبا، تستهدف مكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال.
وقال وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن »الجميع يوافق، باستثناء دولة واحدة (لتوانيا)، على المضي في بحث اتفاق شراكة« مع روسيا. وفي بيان مشترك، أيدت السويد وبريطانيا، بعد طول تردد، استعادة المفاوضات مع روسيا، مع التنبيه إلى أن موافقتهما لا تعني »قلب صفحة الصراع في جورجيا«، في تلميح إلى ضرورة الاستمرار في مراقبة الوضع هناك.
وكانت مفاوضات اتفاق الشراكة الأوروبية مع روسيا جمدت في أعقاب اجتياح القوات الروسية جورجيا، ردا على محاولة تبليسي استعادة السيطرة على إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي بالقوة. وأصر وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند على أن إعادة إطلاق المحادثات لا يمثل »مكافأة« لموسكو على »السلوك السيئ« الذي سلكته في جورجيا، منبهاً إلى أن روسيا لم تنفذ »انسحابا كاملا« من الأراضي الجورجية بعد، وبالتالي فانه لن يتم تطبيع العلاقات معها »كالمعتاد«.
من جهتها، اعتبرت لتوانيا، بلسان نائب وزير خارجيتها زيغيمانتاس بافليونيس إن »تجديد المحادثات (مع روسيا) في هذا الوقت هو خطأ« لأنه »ليس هناك ضمانات على أن أحداث جورجيا لن تتكرر في مكان آخر«. وكانت فرنسا بذلت جهوداً لإقناع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باستئناف العلاقات المجمدة مع روسيا، وخاصة بعدما هددت موسكو في الأسبوع الماضي بنشر صواريخ قصيرة المدى قرب الحدود البولندية واللتوانية رداً على مشروع الدرع الصاروخية الأميركية المزمع نشرها في شرقي أوروبا.
وفي وقت سابق، رحّب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بموقف الاتحاد الأوروبي، وقال في مقابلة مع صحيفة »هلسنغن سنومات« الفنلندية، »نتمنى طيّ الصفحة وزيادة نشاطاتنا المشتركة«.
من جهة أخرى، أعطى وزراء الاتحاد الأوروبي تفويضاً رسمياً لأول عملية بحرية أوروبية من نوعها، تهدف لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال وخليج عدن. ومن المتوقع أن تبدأ عملية »يوناف فور اتالانتا« في كانون الأول المقبل. وتشارك حاليا فرقاطتان فرنسيتان وطائرة اسبانية بدوريات هناك، فيما لم تعرف بعد كامل التشكيلة العسكرية، رغم إعلان ألمانيا وفرنسا وبريطانيا واسبانيا حتى الآن مشاركتها في العملية التي ستتولى بريطانيا قيادتها واستضافة مقر قواتها وأركانها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد