إضراب بالقوة في حماة والجهات المختصة تتدخل وتقتل إرهابيين في أسواقها

لليوم الثاني فرض المسلحون بحماة، إضراباً عاماً في مدينتهم بقوة السلاح على أصحاب المحال التجارية، الذين استنجدوا بوحدات من الجيش والجهات المختصة، ليرفضوا الاستجابة للمسلحين، وما يسمى «تنسيقية الثورة السورية في حماة» وليفتحوا محالهم ويسترزقوا لإعالة أسرهم، وخصوصاً في هذه الأيام التي تشهد الأسواق فيها ركوداًً لضعف قدرة المواطنين الشرائية، باستثناء الأسواق التي يُباع فيها ما يؤكل، والتي تقتصر حركة البيع والشراء بمحالها على الضروريات فقط.
وبالفعل، فقد لبت الجهات المختصة نداءات المواطنين، يوم أول من أمس السبت، وصباح أمس، وآزرتهم لفتح محالهم، ما عده المسلحون تحدياً لهم، فعمدوا عند ذلك إلى توتير الوضع العام في المدينة، ومهاجمة حواجز حفظ النظام، وإطلاق رشقات العيارات النارية، فرد عناصرها بالمثل، والتهبت المدينة، ما جعل أصحاب المحال يغلقون محالهم ويغادرون الأسواق إلى منازلهم.
ولم يرَ في أسواق «8 آذار والمرابط والحاضر الصغير والدباغة والعلمين»، سوى عدة محال رفض أصحابها إغلاقها، وثلاث بسطات يبيع أصحابها الخضار.
وأكد مصدر رسمي  أن «اشتباكات عنيفة جرت السبت والأحد بالعديد من أحياء حماة، بعد أن هاجم مسلحون حواجز الجيش وحفظ النظام في المدينة، ما أدى إلى إصابة المجند محمود خليل إصابة طفيفة بالرقبة، والمجند حمود حمود بفخذه الأيمن وإلى مصرع المواطن عبد العزيز عبد السلام لإصابته بعيار ناري بخاصرته اليسرى، وإصابة المواطن فاروق الطجين والمواطن عمر زوزة بعيارات نارية.
كما اشتبكت الجهات المختصة مع مجموعتين إرهابيتين في حي جورة حوا، وسوق 8 آذار الشعبي، الذي يعد شريان حماة التجاري، ما أدى إلى مقتل الإرهابي أحمد ماجد معطي وقد عثر بحوزته على قنبلة يدوية إسرائيلية الصنع، والإرهابي عمر سفيان سهيان ومصادرة بندقيته الحربية ومخزنيها.
كما فككت وحدة هندسية عبوة ناسفة، زرعتها مجموعة إرهابية تحت جسر الرئيس بمدخل حماة الشمالي.
وشنت الجهات المختصة حملة مداهمات واعتقالات في أحياء مشاع «مجرى الزيادة والشيخ عنبر وطريق حلب»، طالت العديد من المطلوبين.
ومن جهته، أكد مصدر في قيادة الشرطة : «إن مجموعة إرهابية اقتحمت منزل الشرطي محمد الدريس في حي جبرين بحماة، وصوَّرته بكاميرا فيديو على أنه منشق، وهددته بالقتل في حال عاد إلى عمله بقسم الحراسات.
على صعيد آخر، دعا محافظ حماة أنس الناعم، رجال الدين الإسلامي والمسيحي إلى ممارسة دورهم بشكل أكبر وأكثر فاعلية في نشر الوعي، لدى جميع أفراد المجتمع وخصوصاً فئة الشباب، حول الممارسات والأفعال الخاطئة التي يرتكبها بعض المسيئين وتتعارض مع الدين وتلحق الأذى بالوطن وأبنائه.
وذلك خلال لقائه خطباء وأئمة المساجد ورجال الدين المسيحي في المحافظة، الذين أكد لهم الناعم أنه «تقع عليهم مسؤولية إظهار وإعلاء أحكام الدين، والحض على تطبيقها بالشكل الأمثل، لما فيه خير الوطن والدولة، وضرورة أن يكون لهم تأثير في تعرية كل من يحاول استغلال الأزمة في تحقيق مصالح شخصية، على حساب المواطنين وابتزازهم واستغلالهم من خلال رفع أسعار السلع وخاصة التموينية منها، والتي تشكل أساساً في حياة المواطنين كالخبز والمازوت والغاز وغيرها.
ودعاهم إلى تطوير الخطاب الديني، والابتعاد عن لغة التلقين، واعتماد أسلوب الحوار والتفاعل البناء مع أفراد المجتمع.
وأما رجال الدين، فقد دعوا إلى محاسبة المفسدين الذين لا يقل خطرهم عن خطر العصابات المسلحة، في إلحاق الضرر بالمواطنين ومعيشتهم، والتنسيق بين وجهاء وأهالي المناطق الساخنة في المحافظة مع الجهات المعنية فيها، لإيصال المواد والحاجات الأساسية لها.

محمد أحمد خبازي

المصدر: الوطن