إيران ترفض إرسال الأموال إلى «من لا شرعية لهم»
اتخذت طهران أمس، موقفاً متشدداً ونادراً من السلطة الفلسطينية، بعدما دعت الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس الى إفساح المجال أمام إجراء انتخابات رئاسية، وحذرت من إرسال الأموال والمساعدات لإعادة إعمار غزة »إلى من لا شرعية لهم في فلسطين«، معتبرة أن من حق المقاومة في غزة الحصول على الأسلحة من أي مكان، بعدما توقعت هجمات إسرائيلية جديدة على القطاع.
وقال وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي إن »أي حكومة أو شعب لديهم الرغبة في الدفاع عن انفسهم من الطبيعي جداً ان يبذلوا قصارى جهدهم للحصول على أسلحة من أي مكان ممكن«. وأضاف متوجها الى الاميركيين »أثناء هذا الهجوم الاخير الوحشي قدمتم ٣٠٠ طن من القنابل للنظام الصهيوني والآن لديكم الوقاحة لكي تخرجوا وتقولوا إن المقاومة يجب الا يكون لديها أي أسلحة«.
ورأى متكي أن أهداف اسرائيل في غزة كانت »القضاء على المقاومة وتدمير القدرة الدفاعية للمقاومة«، لكنها »فشلت«. وأضاف »المقاومة تكافح في أنحاء العالم وأولئك الذين يكافحون ضد الاستعماريين من حقهم الدفاع عن انفسهم وأن يتصدوا للهجمات من جانب العدو وتأمين تحرير أرضهم ومواصلة كفاحهم... ومن اجل عمل ذلك من حقهم الطبيعي الحصول على أسلحة«.
وفيما انتقد متكي اجتماع شرم الشيخ الاخير الذي حضره قادة أوروبيون، معتبراً انه عقد »لمنع إيصال السلاح إلى المقاومة الفلسطينية«، حذر من إرسال الأموال والمساعدات لإعادة اعمار غزة »إلى من لا شرعية لهم في فلسطين«. كما قال وهو يتحدث عن الانقسامات الداخلية الفلسطينية، ان »الوقت قد حان« للرئيس محمود عباس المنتهية ولايته، وانه يجب إجراء انتخابات جديدة.
وحول السياسة الاميركية في المنطقة، قال متكي انه يجب أن يتعرف الرئيس الأميركي الجديد باراك اوباما على »الشرق الأوسط الجديد«، الذي قال إنه »يتبلور في الوقت الحاضر«. وأشار إلى أن السياسة التي اعتمدها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش »لا يمكن تبريرها أبدا لأنها مليئة بالانتقادات والسلبيات«.
من جهته، قال وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد »ان بعض التقارير تفيد بأن إسرائيل ستشن عدوانا جديدا على غزة في غضون الأشهر المقبلة وما يعزز هذا التوجه رفض الكيان الإسرائيلي لقرار مجلس الأمن الدولي«. وأضاف »إن القادة الإسرائيليين لم يكونوا راغبين بمنح ضمانات أو تعهدات إلى مجلس الأمن أو البلدان العربية، لذلك أعلنوا وقف إطلاق النار من جانب واحد لكي يتمكنوا من خلاله استئناف العدوان على غزة في أي وقت«.
الى ذلك، قال وزير الصحة الإيراني كامران باقري لنكراني ان مصر تحول دون وصول المساعدات الإيرانية إلى أهالي غزة، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة لإرسال شحنتين عبر الجو من المساعدات الطبية والأدوية إلى غزة. وأعرب عن أمله في أن يتم فتح المعابر المؤدية إلى غزة بأسرع ما يمكن، قائلا ان إيران »وخاصة وزارة الصحة مستعدة لتستقبل المصابين في حرب غزة، وقد تم اتخاذ بعض الترتيبات في هذا المجال«.
وقد شكلت السلطات الإيرانية لجنة أطلق عليها »اللجنة المركزية لإعادة اعمار قطاع غزة«، تعهدت ببناء وتجهيز ألف منزل سكني و١٠ مدارس وخمسة مساجد، إضافة إلى إعادة اعمار مستشفى وتجهيزها بالمعدات الطبية. كما تعهدت اللجنة بإعادة اعمار إحدى الجامعات وتجهيزها وبناء ٥٠٠ وحدة تجارية، إضافة إلى تقديم المساعدات إلى جميع عائلات الضحايا والمصابين وتأمين حاجات أربعة آلاف مصاب.
من جهة اخرى، اعلن السفير الروسي في بريطانيا يوري فيدوتوف انه من المتوقع انه يبحث ممثلو الدول الست برنامج ايران النووي الشهر المقبل في أول اجتماع لهم منذ تنصيب الإدارة الاميركية الجديدة. وقال »من المقرر ان يلتقي المسؤولون السياسيون في بداية شباط في برلين. وسيكون ذلك أول اجتماع هذا العام. سيبحثون فرص القيام بمزيد من التحرك في ما يتعلق بهذه القضية«.
في هذا الوقت، أكد مسؤول في شرطة الحدود الايرانية مقتل ١٢٠ متمرداً و١٩ شرطياً خلال الأشهر التسعة الماضية. وحكم على طبيبين اتهما بالمشاركة في مؤامرة ضد الدولة بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية بالسجن ست سنوات وثلاث سنوات.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد