إيران توسع نشاطها النووي
أفادت وكالة الأنباء الطالبية الايرانية "ايسنا" شبه الرسمية أمس أن طهران وسعت نشاطها النووي المثير للجدل من خلال بدء العمل في سلسلة ثانية من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب الأورانيوم، بينما تحركت القوى العالمية نحو انجاز مسودة قرار في مجلس الأمن لفرض عقوبات محدودة على الجمهورية الاسلامية بسبب رفضها وقف العملية التي قد تمكنها من انتاج مواد لمفاعلات الطاقة أو الأسلحة النووية.
ونقلت عن مسؤول لم تذكر اسمه أن ايران باشرت العمل في سلسلة ثانية من أجهزة الطرد المركزي قبل أسبوعين وأن "الغاز سيضخ في السلسلة خلال الأسبوع الجاري". وأضاف: "سنستغل الانتاج من الضخ"، مما يعني أن ايران ستستخدم الأورانيوم المخصب الناتج من ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي.
ولم توزع هذا الخبر وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" ولا بثه التلفزيون الايراني.
وكان ديبلوماسيون في فيينا أفادوا هذا الأسبوع أن ايران بدأت سلسلة ثانية من 164 جهازاً للطرد المركزي في مفاعل ناتانز بوسط البلاد. وتنتهك هذه الخطوة قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي طلبت من ايران وقف كل نشاطات التخصيب ذات الصلة.
ولفت الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك الى تقرير للوكالة "يشير الى وضع سلسلة ثانية من 164 محركا للطرد المركزي". وقال إن التقرير "لم يكن يوضح في ذلك الحين ما إذا كانت قيد العمل... ولكن استنادا الى هذه الوثائق العامة، من الواضح ان ايران تواصل بسرعة قصوى برنامجها النووي". وأضاف أن "هذا يدل على أهمية تحرك المجتمع الدولي، تحركه من حيث تبني قرار يفرض عقوبات على ايران، من أجل تغيير تصرف الايرانيين والتشديد على أن المجتمع الدولي جدي في كلامه".
وأكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية طلب عدم ذكر إسمه أن المشاورات في الأمم المتحدة أحرزت تقدماً في شأن مشروع قرار ينص على عقوبات على ايران. وقال: "إننا نقترب جداً من نص قرار"، مذكرا بأن ثلاث دول اوروبية معنية بالمفاوضات مع ايران هي التي تعمل على إعداد النص وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الى الولايات المتحدة. و"في غضون يوم أو يومين، سيحال على الأعضاء الآخرين الدائمي العضوية في مجلس الأمن".
وتحدثت مصادر ديبلوماسية عن تعثر مشروع القرار في موضوع المفاعل النووي المدني الذي تتولى روسيا بناءه في بوشهر بموجب عقد قيمته أكثر من مليار دولار. ولاحظ وكيل وزارة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز أن مفاعل بوشهر يجب ألا يكون "حجر عثرة كبيراً" بين واشنطن والقوى الأوروبية في استصدار قرار ينطوي على عقوبات لطهران بسبب برنامجها النووي. وقال إنه واثق من التوصل الى "اتفاق جيد نأمل في أن يقنع الإيرانيين بأنهم أساؤوا التقدير بشدة". وأمل أن "نقنع روسيا والصين بالانضمام الى قرار مجلس الأمن. قلنا إننا سنفعل هذا. روسيا والصين اتفقتا على أنه اذا رفضت ايران خوض مفاوضات فسيكون هناك قرار ينطوي على عقوبات، لذا نريد الآن أن نرى تنفيذ هذا التعهد".
غير أن مسؤولاً أميركياً قال انه "في ما يتصل ببوشهر، أعتقد أنهم سيحلون المسألة" من طريق السماح لروسيا ببعض الأعمال في المشروع. و"الأمر هو وضع حد لما هو مقبول. هل تسمح بالبناء ولكن لا تسمح بتسليم الوقود؟ كيف يمكن حل الإشكال؟ اعتقد أنه سيحل على الأرجح".
الى ذلك، أقر رئيس شركة "اتموستروياكسبورت" العامة الروسية المكلفة بناء المحطات النووية في الخارج سيرغي شماتكو بأن روسيا لم تتمكن من انجاز الاعمال في مفاعل بوشهر النووي في ايران في الوقت المحدد لأسباب محض تقنية. وقال: "من الواضح أن للتأخير أسباباً تقنية وإدارية".
ووقعت روسيا وايران اتفاقاً لانشاء مفاعل بوشهر، بيد أنه حصل تأخير في إنجاز المشروع، وخصوصاً بعدما مارست الإدارة الأميركية ضغوطاً على روسيا. واتفقت الدولتان في أيلول الماضي على اطلاق المفاعل في أيلول 2007.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد