إيران: خيارات المخاطر والفرص
الجمل: معايرة وموازنة الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية في الموقف الراهن لملف الأزمة الإيرانية، تشير بوضوح إلى أن الفرص والمخاطر الماثلة حالياً أمام القيادة الإيرانية، قد أصبحت أكثر تعقيداً:
خيار الفرص: ويقوم على أساس اعتبارات أن على إيران المضي قدماً في توسيع قوة نفوذها الإقليمي.
خيار المخاطر: ويقوم على أساس اعتبارات أن على إيران التراجع عن المضي قدماً في توسيع قوة النفوذ الإقليمي.
أما العامل الذي يعزز من احتمالات اللجوء لخيارين فيرتبط بقدر كبير بطبيعة دائرة صنع واتخاذ القرار:
• في إيران يتميز المتشددون بنفوذهم القوي على دائرة صنع واتخاذ قرارات الأمن والسياسة الخارجية، ويدركون بشكل تام أن فرصة إيران وسبيلها إلى القوة والمجد سوف تكون ضعيفة إلا إذا مضت قدماً وعملت بإصرار من أجل بناء قوتها العسكرية وقدراتها النووية، على النحو الذي يردع أمريكا عن محاولة تخطي حدود العراق وبلدان الخليج وتمديد نفوذها شرقاً.
• في الولايات المتحدة يتميز المتشددون (جماعة المحافظين الجدد وصقور اليمين الأمريكي وعناصر اللوبي الإسرائيلي) بسيطرتهم على دائرة صنع واتخاذ قرارات الأمن والسياسة الخارجية الأمريكية، وبالذات إزاء منطقة الشرق الأوسط. وحالياً يدركون تماماً وبكل وضوح أن فرصة أمريكا وسبيلها إلى القوى والمجد يرتبط حصراً بتجاوز وعبور حدود العراق والخليج العربي، من أجل التقدم شرقاً، والقضاء على القوة الإيرانية، بما يؤدي إلى تعزيز قدرة أمريكا في محاصرة روسيا، وجعل سيطرة أمريكا على نفط بحر قزوين أمر واقع، إضافة إلى إعطاء إسرائيل ميزة الانفراد بوضعها كقوة عسكرية نووية متفوقة وحيدة في الشرق الأوسط لعدة عقود قادمة.
الموقف الدولي الخاص بمعسكر أعداء إيران، لخصه تحليل ادوارد هيرمان، وديفيد بيترسون، الذي قاما بنشره في موقع زيدماغ اورغ، بتاريخ يوم 27 كانون الثاني 2007م، والذي حمل عنوان (الهيمنة والتنازل: تحديد الهدف (إيران) الأمريكي- الإسرائيلي لاقتراف جريمة دولية أخرى).
وقال الكاتبان بوضوح: (في مجرى قيامهما حالياً بعملية ترتيب وتنظيم وهضم اعتداءاتهم الراهنة والجارية حالياً في الشرق الأوسط، فإن النظامين الإسرائيلي والأمريكي يهددان الآن بالاعتداء على إيران، وحيث ان هذان البلدان العدوانيان يلقيان بظلال –عدوانهما- الطويل الأمد على سائر منطقة الشرق الأوسط، فقد وجدا نفسيهما مدعومان بمساندة ومساعدة مجلس الأمن الدولي، والقوى الكبرى الأخرى... والإعلام).
يقول الدكتور ميشيل فاينشتاين، الخبير بمركز دراسات القوة والسلطة والمصلحة: إن إيران استطاعت أن تمد يدها وتتلاعب بمجموعة من المؤسسات السياسية الأكثر تعقيداً في العالم.
وقد تمكنت إيران من إدارة اللعبة الدولية حولها طوال الفترة الممتدة من لحظة انتصار الثورة الإيرانية في عام 1978 وحتى الآن.. مستفيدة من التنوع المؤسساتي الداخلي، وحالياً فأن إيران لم تكن طوال الفترة الماضية تتحدث بصوت واحد أو تتصرف بيد واحدة، وذلك لأنه على الدوام كان هناك في إيران إصلاحيون ومحافظون.. ولكن ما هو مثير للجدل في التجربة الإيرانية، أنهم برغم الخلاف بين الإصلاحيين والمحافظين، فقد كانت الدولة الإيرانية، تفعل شيئاً واحداً.
نشر الباحثان لاريسا أليكسا ندروفا، وميوريل كاتي، تقريراً تحليلياً مطولاً على موقع صحيفة روستوري الالكترونية حمل عنوان (تصعيد الولايات المتحدة لخطة إيران العسكرية هو جزء من خطة استغرق بوش في تنفيذها ستة أعوام...) وقد أثبت الباحثان صحة فرضية أطروحة خطة السنوات الست هذه، عن طريق جدول زمني يرصد التحركات والأداء السلوكي الأمريكي الدولي والإقليمي ضد إيران بدءاً من شهر أيلول عام 2000، عندما أصدر معهد مشروع القرن الأمريكي الجديد المخطط التفصيلي التنفيذي الذي حمل عنوان (إعادة بناء الدفاعات الأمريكية) والذي شكّل أساس برنامج عمل إدارة الرئيس جورج دبليو بوش الحالية.
وينتهي الجدول الزمني لهذه التحركات بالتحرك الذي بدأت الإدارة الأمريكية بتنفيذه ضد إيران، وسربت معلوماته صحيفة الواشنطن بوست في يوم 19 نيسان 2006م، تحت عنوان (إدارة بوش تدرس خيارات توجيه الضربات العسكرية ضد إيران).
وتعليقاً على ما يحدث الآن، فقد قدمت لاريسا اليكساندوفا ةميرويل كاتي إيجازاً مختصراً يقول: (إن تصعيد الخطة العسكرية الأمريكية المتعلقة بإيران –الجاري حالياً- هو فقط بمثابة حركة النقلة الأخيرة على رقعة الشطرنج، التي ظلت إدارة بوش تنخرط في لعبتها قبل ست سنوات خلت، وذلك بهدف الوصول إلى النقلة أو الحركة الأخيرة في اللعبة: الانتقال إلى المربع النهائي، الذي يتضمن تنفيذ العدوان والعمل العسكري ضد إيران.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد