استمرار التجاذبات الدولية حول الملف السوري وواشنطن تخفي عجزها بإلقاء اللوم على موسكو والصين
رفضت روسيا الاتهامات الموجهة إلى موسكو وبكين بأنهما تعرقلان تسوية الأزمة السورية، على حين أكدت الولايات المتحدة الأميركية أنها تتشاور باستمرار مع شركائها الدوليين حول كيفية دعم عملية انتقالية مستقرة في سورية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف في مقابلة مع وكالة «انترفاكس» الروسية: إن هذه الاتهامات «ليس لها أي أساس من الصحة»، مضيفاً: «إن شركاءنا في الغرب والمنطقة يعرفون جيداً أن مثل هذه الاتهامات لا أساس لها. والحقيقة تكمن في أن روسيا والصين ليستا هما من يقف وراء عرقلة التسوية في سورية، بل القوى التي تواصل تأجيج المواجهة العسكرية في هذه البلاد عبر دعمها غير المشروط لأحد أطراف النزاع الداخلي، بما فيه عبر تزويده بالأموال والأسلحة».
وتنتقد أطياف من المعارضة السورية والعديد من الدول الغربية والعربية والإقليمية موقف الصين وروسيا من الأزمة السورية، متهمة موسكو بالقيام بدور سلبي حيال ما يحدث في البلاد، من خلال إسقاطها مع الصين 3 مشاريع قرارات حول الأزمة السورية في مجلس الأمن، إلا أن روسيا ترفض الاتهامات وترى أن ما يحدث في سورية شأن داخلي.
واعتبر مورغولوف، أن موقف هذه القوى يساهم في «تقوية مواقع العناصر المتشددة في صفوف المعارضة التي تسعى لقلب نظام الحكم في سورية بالقوة، ويمنح مساحة واسعة لنشاط المتطرفين المتعددي الألوان والإرهابيين الدوليين».
وأشار مورغولوف إلى أن موسكو وبكين تدعوان دائماً إلى الحل السلمي للأزمة عبر الحوار السوري الداخلي دون تدخل خارجي، مضيفاً: إن الدولتين «أكدتا هذه المواقف خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا».
كما أعاد المسؤول الروسي إلى الأذهان أن هذا الموقف شكل أيضاً أساس البيان المشترك لقمة دول مجموعة «بريكس» في قسمه المكرس للوضع في سورية، مشدداً على «التزام روسيا والصين بشكل صارم بالقواعد المعتمدة في نظام العلاقات الدولية المعاصر الذي ينبثق من ميثاق الأمم المتحدة». وتابع: إن «موسكو وبكين لا تقبلان بأي محاولات لقلب الأنظمة بالقوة ومن قوى خارجية»، مشدداً على أن التمسك بالحل العسكري للأزمة السورية سيأتي بآثار سلبية بالنسبة للأمن في الشرق الأوسط، مضيفاً: إن هذا الحل «لا يمكن أن يكون مستقراً وطويل الأمد مهما كانت الظروف».
ودعت روسيا والصين مراراً إلى حل الأزمة السورية على أساس بيان جنيف، مشددتين على أهمية إجراء حوار وطني بعيداً عن أي تدخل عسكري.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي أن روسيا والصين تعارضان فرض «عقوبات أحادية الجانب، يعاني منها الشعب السوري»، وقال: «لا شك في أن روسيا والصين بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي وانطلاقاً من مسؤوليتهما الدولية، ستواصلان تعاملهما المثمر في الصيغ الدولية المختلفة من أجل الدفاع عن مواقفهما المبدئية هذه».
في الأثناء قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في ردها على سؤال عن إمكانية إرسال قوات حفظ سلام دولية إلى سورية قد تقوم بمهام أكثر من حفظ السلام: «نحن نتشاور بشكل مستمر مع الأمم المتحدة وشركائنا الدوليين حول كيفية دعم عملية انتقالية مستقرة في سورية». وأضافت: «نحن نعلم جميعاً أن ثمة كثيراً من العنف الطائفي (في سورية)، وأن العنف قد يتزايد في أي سيناريو بما في ذلك سيناريو مغادرة (الرئيس بشار) الأسد. لذا أكدت أنه لا بد أن نكون مستعدين كمجتمع دولي لكل المتطلبات».
وقالت نولاند: إن «الأمم المتحدة تنظر في كل الأمور التي قد تطلب من المجتمع الدولي، تماماً كما نفعل نحن والعديد من الدول الحليفة والشريكة الأخرى التي تعمل حول سورية».
وختمت بالقول إن كل شيء مطروح إن لجهة أمن المدنيين أو الأسلحة الكيميائية أو الحاجات الإنسانية أو إعادة بناء كل الأمور التي تطرأ في وضع كهذا.
روسيا اليوم
إضافة تعليق جديد