الأسواق: وفرة بالمواد واستقرار في الأسعار
عادت الحركة الى أسواق الجملة بالنسبة للخضر والفواكه واللحوم منذ صباح الجمعة الماضي بعد عطلة استمرت خمسة أيام.. ولم يطرأ أي تغيير كبير على الأسعار. بل على العكس فقد ميز الأسواق يومي الجمعة والسبت وفرة العرض والاستقرار في الأسعار مع توقعات بحدوث انخفاض جديد في أسعار الفروج. وقد استمرت منافذ البيع التابعة للقطاع العام بتأدية خدماتها وبأسعار معقولة جداً ومنافسة لأسعار البقاليات وحتى لأسعار الأسواق الشعبية.
لكن أهم ما يمكن تسجيله في مسألة الأسعار الفارق الكبير بين الأسواق الشعبية الكبيرة وبين بقاليات الأحياء. إذ تبلغ نسبة الزيادة في السعر أو الفارق حوالى 10% فعلى سبيل المثال يباع كغ البطاطا في الأسواق الشعبية بـ30 ليرة وفي البقاليات 40 ليرة أما البندورة فتباع في الأسواق الشعبية بـ10 ليرات وفي البقاليات بـ 25 ليرة والعنب أيضاً يباع بين 35 الى 50 ليرة وفي البقاليات يباع بين 40 الى 75 ليرة وإذا حاول أي متتبع البحث في الأسباب فسيجد أجور النقل وأجور المحل ونسبة التلف في الخضر والفواكه أهم أسباب ذلك اضافة لجشع الباعة.
توقع البعض قبل حلول العيد أن يحدث ارتفاع إضافي على أسعار اللحوم الحمراء بسبب زيادة الطلب على المادة بمناسبة العيد وأيضاً زيادة استهلاك المطاعم منها خلال العيد لكن الأسعار بقيت على حالها دون أية زيادات جديدة لأن قسماً كبيراً من المستهلكين ذوي الدخول الضعيفة تحولوا الى استهلاك لحم الجاموس الهندي والى لحوم البقر. كما ان المطاعم واصلت عملية غش الزبائن في أطباق اللحم التي تقدمها معتمدة على لحوم الجاموس الهندية المستوردة وعلى لحوم البقر ومعالجتها بالخل والمنكهات وتقديمها على أنها لحوم عواس بلدية وتقاضي أسعار فاحشة جداً. كما أن القصابين استفادوا من وجود لحوم الجاموس الهندية فعمدوا الى مزج ما لديهم من لحوم بلدية مع المستوردة.. باختصار إن سعر كغ اللحم البلدي المجروم في أسواق دمشق وضواحيها لا يقل عن 800 ليرة وفي بعض المحال يباع بـ 900 ليرة. وكغ اللحم الحي يصل الى 225 ليرة وكان قبل عام بحدود 180 ليرة. أما الأسباب فيمكن تلخيصها بالتالي:
- استمرار حركة تهريب الأغنام الحية الى العراق. - استمرار التصدير.
- الآثار المدمرة للجفاف الذي انعكس سلباً في حجم القطيع ما اضطر العديد من المربين الى بيع جزء كبير من القطيع.. فقد رصدت التقارير الخاصة بالجفاف ان حوالى تسعين ألفاً من المربين فقدوا قطيعهم..
الوفرة تميز الأسواق السورية. فليس هناك أية مادة تعرض بكميات قليلة وهذا الأمر ينسحب على المواد الأساسية. فمادة الرز يوجد منها في الأسواق حوالى عشرين صنفاً. أما الأسعار فتبدأ من الـ 45 ليرة وتصل الى المئة ولا يزال السكر يباع بسعرين ففي القطاع العام يباع الكغ بـ 27 ليرة وفي منافذ القطاع الخاص يباع بأربعين ليرة أما البرغل انتاج الموسم الحالي فيباع بين 35 الى 50 ليرة.
يمكن القول: إن أسعار الأعلاف استقرت حول معدلات معينة منذ أربعة أشهر والزيادات السعرية بين أسبوع وآخر طفيفة جداً. وقد انعكست هذه الحالة الإيجابية على مربي المواشي والدواجن خاصة. فانخفضت كلف التربية والإنتاج وأصبح لديهم حافز في العودة إلى زيادة حجم القطيع وتعويض ما منيوا به من خسارات كبيرة في الصيف الماضي جراء ارتفاع أسعار الأعلاف.
لم يحصل أي انتعاش في تجارة العقارات منذ ما قبل شهر رمضان. بل إن المؤشرات تنبئ بالأسوأ فحالة الركود والجمود في بعض المناطق مستمرة. كما أن العرض يفوق الطلب بأضعاف مضاعفة والأسعار تواصل انخفاضها... كما أن حركة البناء والتشييد في أدنى معدلاتها فرغم وقف استيراد الاسمنت واعتماد السوق المحلية على الاسمنت الوطني فإن السعر الرسمي هو السائد ومراكز توزيع الاسمنت تبيع لكل حامل بطاقة عائلية عدة أطنان. كما أن بعض أصحاب مكاتب الوساطة العقارية حولوا محالهم إلى مهن أخرى مثل المطاعم والوجبات السريعة والعصير والبقاليات.
من المتوقع أن تفتح أسواق الألبسة أبوابها بدءاً من صباح اليوم بعد عطلة استمرت سبعة أيام... لكن المجمعات «المولات» استمرت بالعمل خلال العيد... أما لجهة الأسعار فقد ساهمت الحالة المادية للمستهلكين بحدوث نوع من الفرز فالأسواق الشعبية غدت الأكثر رواجاً والأكثر مقصداً من قبل الزبائن لأن فارق الأسعار الكبير بين الشعبي وغير الشعبي لم يعد باستطاعة الفقراء تحمله... أخيراً بيع غرام الذهب في السوق السورية يوم أمس بـ /1270/ ليرة وكان قد وصل سعر الغرام خلال الأسبوع الماضي إلى /1300/ ليرة ووصل سعر الأونصة في بورصة نيويورك إلى /1023/ دولاراً ويوم أمس انخفضت إلى /991/ ليرة. وتم صرف الدولار بـ 45.55 واليورو بـ 66.75 ليرة .
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد