الانسحاب من العراق وإشكالية بيت العنكبوت الأمريكي
الجمل: بعد طول انتظار أعلن الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما عن الجدولة الزمنية لسحب القوات الأمريكية من العراق، وجاء إعلان أوباما في الخطاب الذي ألقاه في قاعدة «ليغوين» التابعة لمشاة البحرية الأمريكية (المارينز) والموجودة في ولاية كارولينا الشمالية.
خطاب أوباما الذي أعلن فيه الانسحاب، كان بحضور كل من وزير الدفاع الأمريكي غيتز ورئيس هيئة رؤوساء الأركان المشتركة والأدميرال مايكل مولين. أبرز الخطوط العامة لجدول الانسحاب:
• الإعلان عن انتهاء العمليات العسكرية الأمريكية في العراق بدءاً من يوم 31 آب 2010.
• أن يتم سحب القوات كما هو مقرر ضمن بنود الاتفاقية الأمنية العراقية – الأمريكية التي حددت نهاية عام 2010 كموعد نهائي لسحب كامل القوات الأمريكية من العراق.
• أن تحتفظ أمريكا بقوات انتقالية يتراوح عددها بين 35 ألف و50 ألف جندي لعمليات محاربة الإرهاب وتدريب القوات الأمريكية.
• التعاون مع دول الجوار وعلى وجه الخصوص سوريا وإيران من أجل أمن واستقرار العراق.
• العمل على إعادة المهجرين والنازحين العراقيين.
• أن يتم البدء في سحب القوات الأمريكية بدءاً من عام 2010 بما ينسجم مع استراتيجية إنهاء الوجود الأمريكي في العراق خلال 18 شهراً والمشاورات مع القادة العسكريين الأمريكيين وتحسن الأوضاع الأمنية في العراق.
* ماذا وراء قرار الانسحاب؟
انقضت ستة سنوات على قيام القوات الأمريكية باحتلال العراق وطوال هذه السنوات مازال السؤال المتعلق بانسحاب القوات الأمريكية باقياً لم يراوح مكانه، وما هو واضح حالياً يتمثل في أن الفرق بين الانسحاب وعدمه هو فرق أصبح أكثر تطابقاً من ناحية الشكل والمضمون بالإجابة على السؤال: أيهما أولاً، البيضة أم الدجاجة؟
* سحب القوات الأمريكية: بين دائرة اللايقين ولعبة الحلقة المفرغة؟
تعود بدايات الحديث عن سحب القوات الأمريكية من العراق منذ الأيام الأولى التي احتلت فيها هذه القوات الأراضي العراقية وكان واضحاً آنذاك الآتي:
• تأييد عدد كبير من الأمريكيين لغزو العراق مع وجود أقلية أمريكية صغيرة رافضة لعملية الغزو والاحتلال.
• تأييد عدد كبير من العراقيين لقيام القوات الأمريكية باحتلال العراق وكان التأييد الكبير بين شيعة جنوب العراق وأكراد شمال العراق، مقابل أقلية سنية كانت تعارضه.
بعد مرور فترة من الزمن انقلبت الأوضاع وتغيرت الموازين وظهرت المؤشرات التالية:
• تأييد عدد كبير من الأمريكيين لسحب القوات الأمريكية من العراق مع وجود أقلية أمريكية صغيرة رافضة لعملية الانسحاب.
• تأييد عدد كبير من العراقيين لسحب القوات الأمريكية من العراق مع وجود أقلية عراقية –أكراد الشمال تحديداً- رافضة لعملية الانسحاب.
أشارت التحليلات إلى أن ديناميكيات انقلاب الرأي العام الأمريكي والرأي العام العراقي كانت تبين الآتي:
• أيدت أغلبية الأمريكيين عملية الغزو على أساس اعتبارات نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية وتحرير العراقيين من نظام صدام حسين، ولكن هذه الأغلبية تراجعت بسبب انكشاف أكذوبة أسلحة الدمار الشامل وتزايد الخسائر البشرية والمادية المترتبة على الاحتلال.
• أيدت أغلبية العراقيين عملية الغزو على أساس اعتبارات عديدة منها: أن شيعة الجنوب سيجدون حظاً وافراً في المشاركة السياسية والاقتصادية، وأن أكراد الشمال سيجدون الفرصة لتحقيق الانفصال الذي وعدت به أمريكا وإسرائيل، إضافة إلى أحلام العديد من الفئات الوسطى والدنيا العراقية التي عانت من نظام العقوبات الدولية بأن الاحتلال سيترتب عليه تحويل العراق إلى كوريا جنوبية أو يابان جديدة بواسطة الدعم الأمريكي. لكن هذه الأغلبية تراجعت بسبب إدراك العراقيين لأكاذيب الإدارة الأمريكية وممارسات الاحتلال الأمريكي بما أثبت بشكل قاطع أن عملية تحرير العراق كانت الغطاء المعلن لهدف حقيقي غير معلن يتمثل في سعي أمريكا لنهب ثروات العراق وتقسيمه إلى دويلات.
على خلفية تغلب الرأي العام الأمريكي والعراقي ظلت إدارة بوش تحاول التأكيد للأمريكيين بأن بقاء القوات الأمريكية في العراق رهين باستقرار العراق وفي بغداد ظل تحالف المتعاملين العراقيين يحاول الحفاظ على موقعه في السلطة من خلال الضغط على واشنطن للإبقاء على قواتها في العراق.
* السياسة الأمريكية ومفاعيل تداعيات ما بعد الاحتلال:
تقول استطلاعات الرأي الأمريكية التي أجريت في أيار 2007 بأن 55% من الأمريكيين يعتقدون بأن حرب العراق كانت خطأ وأن 51% من الأمريكيين يؤيدون سحب القوات الأمريكية من العراق.
انتقلت مفاعيل الرأي الأمريكية إلى الصراع داخل الكونغرس وفي نيسان 2007 أجاز الكونغرس ميزانية الاتفاق الإضافي على حرب العراق مع إ‘لزام الإدارة الأمريكية بتاريخ قاطع محدد لا لسحب القوات الأمريكية ولكن الرئيس بوش استخدم حق الفيتو الرئاسي الأمريكي على الفور ضد قرار الكونغرس.
في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي انعقدت في نهاية عام 2004 تقدم المرشح الديمقراطي جون كيري مراهناً على الانسحاب من العراق في مواجهة المرشح الجمهوري جورج بوش الذي كان مراهناً على عدم الانسحاب من العراق.
وكانت النتيجة فوز المرشح الجمهوري جورج بوش وبقاءه في البيت الأبيض لدورة رئاسية ثانية ولكن ما كان لافتاً للنظر أن الفارق كان ضئيلاً للغاية!!
ولكن في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي عقدت في نهاية عام 2008 تقدم المرشح الديمقراطي باراك أوباما مراهناً على الانسحاب من العراق في مواجهة المرشح الجمهوري ماكين الذي كان كسابقه جورج بوش مراهناً على عدم الانسحاب من العراق وكانت النتيجة فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما ولكن ما كان لافتاً للنظر أن الفارق كان كبيراً.
حسم الصراع السياسي بين الديمقراطيين والجمهوريين يقوم على أساس اعتبارات حركة الصعود والهبوط الخاصة بأجندة الوضع الكلي للسياسية الأمريكية:
• صعود أولوية أجندة ملفات الأمن القومي الأمريكي يترتب عليها صعود نفوذ الجمهوريين للسيطرة على الكونغرس والبيت الأبيض.
• صعود أولوية أجندة ملفات الاقتصاد الأمريكي يترتب عليها صعود نفوذ الديمقراطيين للسيطرة على الكونغرس والبيت الأبيض.
بكلمات أخرى، كان تغيير موازين القوى بين الجمهوريين والديمقراطيين يرتبط حصراً بمدى أولوية تفضيلات الرأي العام الأمريكي، هل الأولوية لخيار أجندة الأمن القومي الأمريكي أم لخيار أجندة الاقتصاد الأمريكي؟ ولكن ما كان لافتاً في انتخابات الكونغرس والرئاسة أن ملف الانسحاب من العراق كان فاعلاً لجهة التأثير في الجانبين معاً:
• أدرك الرأي العام الأمريكي أن الانسحاب من العراق يدعم أجندة الأمن القومي الأمريكي طالما أن البقاء فيه سيعرض المصالح الأمريكية للخطر ويؤدي إلى تشويه سمعة أمريكا وتزايد العداء للأمريكيين.
• إدراك الرأي العام الأمريكي أن نفقات حرب العراق من الصعب على الاقتصاد الأمريكي تحملها إضافة إلى أنها تمثل أسباب الأزمة الاقتصادية الأمريكية الراهنة.
على هذه الخلفية فقد كان واضحاً أن ملف الانسحاب من العراق كان بمثابة الرهان الرابح في يد الديمقراطيين الذين استطاعوا توظيفه بما أتاح لهم الصعود إلى الكونغرس والبيت الأبيض.
* الانسحاب من العراق وإشكالية "بيت العنكبوت" الأمريكي:
برغم المزاعم حول شفافية ومصداقية السياسة الأمريكية فقد كشف ملف الانسحاب من العراق مدى عدم شفافية أو عدم شفافية عملية صنع واتخاذ القرار في السياسة الأمريكية إضافة إلى مدى تعقيدات الترتيبات الإجرائية البيروقراطية السياسية والدور الفاعل الذي تقوم به "الأيادي الخفية" في توجيه عمليات صنع واتخاذ القرار في السياسة الداخلية الأمريكية والسياسة الخارجية الأمريكية.
• أصدر الكونغرس تشريعاً يشترط على الرئيس بوش الالتزام بجدولة واضحة للانسحاب ولكن تشريع الكونغرس لم يستطع تخطي عقبة الرئيس بوش الذي لم يتردد في استخدام حق الفيتو.
• أصدر الرئيس أوباما قراراً بسحب القوات الأمريكية من العراق ولكن هل يستطيع هذا القرار تخطي الكونغرس؟
بكلمات أخرى، التقت جماعات المصالح واللوبيات مستخدمة الأيادي الخفية في تقويض تشريع الكونغرس عن طريق دفع الرئيس بوش لاستخدام الفيتو، والآن الجماعات نفسها ستسعى لاستخدام الكونغرس لإعاقة قرار الرئيس أوباما، وبهذا الخصوص جاءت أولى المعالم الدالة من خلال تصريحات نانسي بيلوزي، رئيس مجلس النواب، الناقدة والمعترضة على قرار أوباما.
تبدو السياسة الأمريكية إزاء العراق والشرق الأوسط على مستوى السطح في شكل كونغرس (برلمان) يناقش ويصوت، وبيت أبيض (سلطة تنفيذية) تتخذ القرارات، ولكن هذه السياسة على مستوى العمق تأخذ شكل "شبكة العنكبوت" التي تجمع طريقة عملها بين آلية شباك الصيد وآلية عمل الرمال المتحركة. المعالم البارزة لآليات عمل السياسة الأمريكية تشير إلى الآتي:
• توازن القوى داخل الكونغرس الأمريكي (سلطة تشريعية) يرتبط بتوازن القوى بين الديمقراطيين والجمهوريين.
• توازن القوى بين الديمقراطيين يرتبط بتوازنات صراع الأجنحة داخل الحزب الديمقراطي.
• توازن القوى بين الجمهوريين يرتبط بتوازنات صراع الأجنحة داخل الحزب الجمهوري.
تتمثل سخرية القدر والمفارقة المثيرة للانتباه في أن جماعات المصالح التي تؤثر على صراع الأجنحة داخل الحزب الديمقراطي هي نفسها التي تؤثر على صراع الأجنحة داخل الحزب الجمهوري. بكلمات أخرى، فإن التوافق الديمقراطي – الجمهوري داخل الكونغرس الأمريكي يرتبط حصراً بتوافق عناصر الحزبين داخل الكونغرس وحصراً المرتبط بجماعات المصالح واللوبيات.
• توازن القوى داخل الإدارة الأمريكية (السلطة التنفيذية) يرتبط بتوازن القوى بين الكيانات الرئيسية المكونة للإدارة الأمريكية المتمثلة في مجلس الأمن القومي والمخابرات ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية ووزارة الخزانة وهيئة موظفي البيت الأبيض ومكتب نائب الرئيس.. وأخيراً الرئيس نفسه.
قرار الرئيس أوباما بالانسحاب من العراق ، وبرغم أنه يحمل قدراً كبيراً من ملامح "عدم الانسحاب"، نشير إلى أهم النقاط التي تضمنها القرار:
• الإعلان عن انتهاء العمليات العسكرية الأمريكية في العراق بدءاً من يوم 31 آب 2010 معناه أن العمليات العسكرية ستستمر حوالي 18 شهراً، أي عاماً ونصف.
• سحب القوات الأمريكية وفقاً لبنود الاتفاقية الأمنية الأمريكية – العراقية معناه:
- أن إدارة أوباما اعترفت عملياً بهذه الاتفاقية، هي التي كانت ترفضها، ولم تتم إجازتها رسمياً في الكونغرس الأمريكي الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.
- إن التزام أوباما بالاتفاقية يعني أن إدارته ستمضي قدماً في تنفيذ مشروع القواعد العسكرية الأمريكية في العراق والتي ستتجاوز الـ40 قاعدة!
• احتفاظ أمريكا بعدد يتراوح ما بين 35 إلى 50 ألف جندي في العراق معناه وجود عدد كبير من الجنود إضافة إلى عدد آخر سيتواجد في القواعد الأمريكية الـ40.
• تبرير وجود هذا العدد الضخم من الجنود تم على أساس ما يلي:
- مواصلة الحرب على الإرهاب وهذا معناه أن أوباما يمضي في إكمال مشروع الحرب على الإرهاب في العراق والذي بدأه جورج دبليو بوش.
- تدريب القوات العراقية وهو نفس التبرير الذي كان يستخدمه بوش مع ملاحظة أن عدد الجنود الأمريكيين يتراوح ما بين 23 و50 ألف جندي يكفي لتدريب 2 مليون جندي، والسؤال هو: كم يبلغ عدد قوات الأمن العراقية التي يخطط الأمريكيون لتدريبها؟
• التعاون مع دول الجوار العراقي، وتحديداً سوريا وإيران كما أشار الرئيس أوباما بالاسم، في تحقيق استقرار العراق معناه أن إدارة أوباما ستسعى في نفس مسار بوش الذي طالب سوريا وإيران بلعب دور في استقرار العراق بما يتضمن تحميلهما مسؤولية عدم الاستقرار.
• سحب القوات الأمريكية بما ينسجم مع استراتيجية الوجود الأمريكي والمناورات مع القادرة العسكريين الأمريكيين هو أمر يتضمن جانبين في غاية الخطورة:
- أن سحب القوات يتم بالطريقة التي تنسجم مع استراتيجية الوجود الأمريكي في العراق وهذا معناه أن هناك استراتيجية للوجود الأمريكي في العراق.
• إن سحب القوات الأمريكية يتم بالتشاور مع القادة العسكريين الأمريكيين وهذا معناه أن المشاورات سوف تتم حصراً مع:
- الجنرال ديفيد بتراوس قائد القيادة الوسطى الأمريكية المسؤولة عن العراق والقائد السابق للقوات الأمريكية في العراق إضافة إلى أنه يمثل أحد أكبر المعارضين لسحب القوات الأمريكية من العراق.
- الجنرال أودرينو القائد الحالي للقوات الأمريكية في العراق.
- الأدميرال مايك مولين رئيس هيئة رؤساء الأركان الأمريكية السابقة.
- عدد من كبار جنرالات وزارة الدفاع المشهورين بمعارضتهم لمبدأ الانسحاب من العراق.
وبالطبع ستتم مشاورة كل هؤلاء القادة عبر وزير الدفاع روبرت غيتز المعارض للانسحاب كذلك.
تقول المعلومات والتسريبات أن استراتيجية صقور الإدارة الأمريكية الجديدة ستركز على الآتي:
• الاحتفاظ بالمسرحين العراقي والأفغاني بحيث تتم تهدئة المسرح العراقي وإشعال المسرح الأفغاني وصولاً إلى إعادة إشعال المسرح العراقي بعد إعادة تهدئة المسرح الأفغاني.
• الاحتفاظ بخطين متوازيين للجهد العسكري الأمريكي يبدأ المحور الأول من الخليج العربي مروراً بالعراق وتركيا وضمن مناطق القوقاز والبلقان وهو الخط الذي يمتد طولياً بمحاذاة غرب إيران. أما المحور الثاني الموازي له فهو الخط المحاذي لشرق إيران والذي يبدأ من الهند ويشمل باكستان وأفغانستان وصولاً إلى آسيا الوسطى.
هذا، وعلى هذه الخلفية نلاحظ أن معايرة قرار أوباما بالانسحاب وفقاً لمعطيات العلم العسكري والاستراتيجي تفضي إلى نتيجة مفادها أن قرار الانسحاب تم إعداده بواسطة العسكريين الأمريكيين الرافضين للانسحاب وبالتالي فقد تمت صياغة القرار بما يتضمن المناورة والالتفاف على مبدأ الانسحاب عن طريق:
• المناورة على الخطوط الخارجية، وتضمنت على سبيل المثال إرسال القوات الأمريكية إلى أفغانستان.
• المناورة على الخطوط الداخلية وتضمنت التأكيد على الالتزام بالاتفاقية الأمنية العراقية – الأمريكية والمشاورة مع العسكريين الأمريكيين والحرب ضد الإرهاب وربط موضوع الانسحاب باستقرار العراق وتدريب القوات العراقية.
ونلاحظ أيضاً، أن المناورة على الخطوط الداخلية والخارجية لم تنحصر فقط في المجال العسكري الميداني البحت وإنما انتقلت عدواها إلى المسرح السياسي الأمريكي آخذة شكل مناورة الخداع الاستراتيجي وتبدى ذلك واضحاً من خلال الآتي:
• تأييد الجمهوريين لقرار الانسحاب الذي أصدره أوباما وكان اللافت للنظر أن المرشح الجمهوري جون ماكين الرافض مطلقاً لفكرة الانسحاب من العراق قد أعلن تأييده اليوم واستعداده لدعم خطة أوباما للانسحاب من العراق!
• انتقاد الديمقراطيين لقرار الانسحاب الذي أصدره الرئيس أوباما وكان اللافت للنظر أن زعيمة الكونغرس الديمقراطية نانسي بيلوزي كانت في مقدمة المنتقدين الرافضين لخطة انتخاب أوباما!!
الآن، بعد قرار أوباما القائل بالانسحاب من العراق ما زال السؤال الحائر كما هو وبتفاصيله: هل حقاً ستسحب القوات الأمريكية بالكامل من العراق؟
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد