البرتغالي غوتيريس لخلافة بان كي مون
كان من المتوقع أن تستمر معركة اختيار خليفة للأمين العام الحالي للأمم المتحدة الكوري الجنوبي بان كي مون لفترة أطول، أقلّه لنهاية الشهر الحالي، كما كان متأملاً ان تحلّ امرأة على رأس المنصب «الديبلوماسي» الأرفع في العالم، أو حتى أن يكون الأمين العام المقبل من اوروبا الشرقية كما طالبت دولُها وروسيا. لكن مجلس الأمن اختار هذه المرة أن يتفق بشكل استثنائي ـ من دون ان يعرف حجم المساومات الداخلية ـ ليصبح البرتغالي انطونيو غوتيريس على بعد خطوات قليلة من منصب الأمين العام الجديد للمنظمة الدولية، في فترة ارتفعت فيها وتيرة التحديات التي تواجهها لجهة التشكيك بحياديتها، ودورها المطالب ان يكون أكثر انصاتاً للدول «غير الكبرى».
وأعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، امس، ان رئيس الوزراء البرتغالي الأسبق ومفوض الأمم المتحدة السابق لشؤون اللاجئين، انطونيو غوتيريس، اصبح الأوفر حظاً لخلافة بان كي مون، وذلك بعد تصويت غير رسمي في مجلس الأمن، قد يقود اليوم على الأرجح إلى تزكية اسمه من قبل المجلس إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بعدما صوتت له بالإجماع الدول الخمس الدائمة العضوية، والتي تملك حق الفيتو.
وأكد تشوركين أن المجلس سيصوت رسمياً اليوم لتأكيد اختيار المرشح، متمنياً «كل التوفيق لغوتيريس حين يتولى مهماته كأمين عام للأمم المتحدة في الاعوام الخمسة المقبلة».
وكان غوتيريس تقدم في خمس دورات اقتراع اولية سابقة، وعليه إذا ثبت اختياره اليوم، ان يحظى بتأييد الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضواً. ويتولى الامين العام الجديد منصبه في اول كانون الثاني 2017. وهو يحتاج اليوم إلى تسعة أصوات مؤيدة على الأقل مع عدم استخدام «الفيتو» لتتمّ الموافقة عليه.
وعمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، إلى التخفيف من السرّية المحيطة بانتخاب الأمين العام للمنظمة المتبعة من 70 عاماً، وشرعت بعقد ندوات وحملات دعاية لكل مرشح، لكن الاختيار ظل الأقل ديموقراطية في العالم، إذ تحتكره الدول الكبرى من دون استثناء.
وشغل غوتيريس (67 عاماً) منصب رئيس وزراء البرتغال بين 1995 و2002، بعدما انتخب لقيادة الحزب الاشتراكي البرتغالي في 1992. وخدم لاحقاً لفترتين في منصب مفوض الأمم المتحدة السامي من 2005 حتى العام الماضي. وقاد مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في بداية أزمة اللاجئين التي نتجت عن الحرب في سوريا، والتي تشكل تحديات متزايدة لأوروبا.
ولطالما ندد المرشح البرتغالي بسياسة اوروبا تجاه اللاجئين، محذراً من عواقبها الجسيمة، ومطالباً القارة العجوز بفعل المزيد وبالتشارك وتحمل الأعباء في هذا الصدد مناصفة بين دولها، معتبراً نظام اللجوء في القارة غير فعال.
وحذّر غوتيريس من ارتداد للأزمة التي لم تشهد مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية على اوروبا، اذا لم تفتح ابوابها للاجئين الهاربين من العنف والاضطهاد والتصفية، وقدم كمثال لبنان الذي يتحمل ازمة اللجوء الفلسطيني والسوري على كاهله، مطالباً بمراجعة لسياسة التعاون الإنمائي الدولي، إذ أن الدول التي تحمل الثقل الأكبر من اللجوء السوري تحتاج إلى الاموال الفورية لدعمها، لكن معظمها كلبنان والأردن، تعد من الدول المتوسطة الدخل، والتي ليس بمقدورها الحصول على هبات من مؤسسات عالمية كصندوق النقد.
ومنذ بداية الحرب السورية، شدد غوتيريس على أن سوريا يجب ألا تتحول إلى حمام دم، داعياً الدول الكبرى إلى العمل على حل سياسي للأزمة، معتبراً أن إنشاء منطقة آمنة في هذا البلد ليست الحل الأفضل لأزمة اللاجئين.
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أب)
إضافة تعليق جديد