25-02-2018
التشكيلية عفاف خرما: أنقل إحساسي بالفرح عبر لوحاتي
Image
التزمت الفنانة التشكيلية عفاف خرما الأسلوب الواقعي الكلاسيكي منذ تخرجها من كلية الفنون الجميلة أوائل السبعينيات لتقدم اللوحة الأكاديمية المتقنة سواء في البورتريه النسائي أو في الطبيعة الصامتة مضيفة للوحتها لمسة انثوية ظاهرة ودفئا في الألوان.
وعن علاقتها بلوحتها تقول التشكيلية خرما “لوحتي نافذة أطل منها على العالم وهي ملجأ لي ولا سيما في ظل الحرب على بلدنا رغم اني لم أتفرغ للعمل الفني إلا من أمد قريب بسبب عملي في التدريس ولمسؤولياتي العائلية لذلك ما زال المشوار أمامي طويلا للوصول لما أريد”.
وتسعى خرما لتنطلق من الواقع الحقيقي في الرسم في معالجة مواضيع معينة تتناول فيها المرأة بحالاتها المختلفة لافتة الى انها ترسم بشكل أساسي الطبيعة الصامتة لما لها من جمالية خاصة.
وتقول عن ذلك “إذا تأملنا ما حولنا نجد قيمة لعدد كبير من الاشياء والعناصر ربما كنا نستخف بها لذلك أحاول أن أنقل الاحساس بالفرح والحبور اللذين تولدهما هذه الاشياء بألوانها مع التنوع الذي لا حصر له في تحولاتها حين انسكاب الضوء عليها وتماهيه معها”.
تستخدم خرما ألوان الباستيل في رسم لوحاتها كونها مادة مطواعة تحقق لها ما ترغب بتنفيذه ولأنها تقنية قل استخدامها في الفن السوري وعبرها تبحث عن التميز الفني على حد تعبيرها.
وحول التمايز بين فن يصنعه الفنان الرجل وآخر تصنعه الفنانة المرأة توضح خرما انه لا وجود لفن مختص بجنس معين فكل منهما يبحث عن مساحة فنية خاصة به بشكل فني منفرد عن الآخرين سواء في التقنية أو الأسلوب أو المواضيع والتجربة الفنية تصنف بجيدة أو سيئة أيا كان صاحبها.
وعن تأثير الحرب على سورية في الفن التشكيلي السوري تقول خرما “بعد ان وصلت الحركة الفنية في سورية الى درجة كبيرة من النشاط والتطور نراها الآن في ظل ما نتعرض له من حرب إرهابية تراجعت نوعا ما وخاصة بعد أن خسرنا العديد من الفنانين المهمين والشباب الذين غادروا للخارج”.
وتلفت خرما إلى أن هناك بوادر للتعافي في النشاط الفني الذي عادت إليه العديد من صالات العرض بعد توقف لفترة طويلة إضافة الى وجود اجتهادات فردية لبعض الفنانين باحداث مراكز لتعليم الفنون تبشر بمستقبل واعد للفن وللفنانين الموهوبين.
وعن هوية التشكيل السوري تقول خرما “تاريخ سورية الطويل والحافل بالحضارات اكسب شخصية الفنان السوري تنوعا حضاريا غنيا لكن الفن السوري الحديث تأثر بالغرب بشكل عام مع بعض الاستثناءات القليلة ما يجعل من الهوية الثقافية والفنية الخاصة بالفن السوري موضوعا إشكاليا في ظل انفتاح العالم على بعضه في هذا العصر”.
وأعربت خرما عن أملها بأن تزيد المؤسسة الثقافية من اهتمامها بالفن التشكيلي بشكل يوازي من دوره الفعال في المجتمع.
وتعبر خرما عن تفاؤلها بمستقبل الفن التشكيلي السوري وتختم بالقول “رغم الأسى الذي نشعر به لكن التفاؤل دائما موجود وآن لنا أن نحيا كما نستحق فبلدنا ومواطننا يعدان دائما بمفاجآت غير متوقعة ما يبعث على الامل بكل ما هو خير للوطن وللحركة التشكيلية السورية”.
والتشكيلية عفاف خرما من مواليد حمص عام 1951 تخرجت من كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق وحاصلة على دبلوم في التأهيل التربوي وعملت في تدريس مادة التربية الفنية في ثانويات ومعاهد حمص ودمشق ولها مشاركات دورية في معرض الخريف الذي تقيمه وزارة الثقافة كما شاركت في العديد من المعارض الجماعية المحلية.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد