التقرير الرابع لمجموعة تخطيط العراق في معهد المسعى الأمريكي
الجمل: أصدرت مجموعة تخطيط العراق تقريرها الرابع الذي حمل عنوان «العراق: المضي قدماً للأمام». وقد تم إعداد التقرير بواسطة مجموعة التخطيط التي يتزعمها اليهودي الأمريكي فريدريك كاغان.
* سردية معهد المسعى الأمريكي ومجموعة تخطيط العراق:
بعد تزايد الانتقادات عام 2006م لإدارة بوش إزاء قيامها بغزو واحتلال العراق وفوز الديمقراطيين بانتخابات الكونغرس، كان الرأي العام الأمريكي والعالمي يتوقع صدور تقرير لجنة بيكر – هاملتون (مجموعة دراسة العراق)، ولكن المفاجأة تمثلت في اعتماد الإدارة الأمريكية لتقرير آخر أصدرته مجموعة تخطيط العراق التي كانت تعمل انطلاقاُ من معهد المسعى الأمريكي التابع لجماعة المحافظين الجدد.
واصلت مجموعة تخطيط العراق عملها وإصدار تقاريرها الدولية المتعلقة بالشأن العراقي، وتقديم التحليلات والتوصيات لإدارة بوش، والتي تبين أنها كانت تلتزم في قراراتها بكل توصيات تقارير مجموعة تخطيط العراق، التي استطاعت حتى الآن إصدار أربعة تقارير إستراتيجية حول العراق:
• التقرير الأول: خيار النصر: خطة النجاح في العراق (الجزء الأول)، صدر في 5 كانون الثاني 2007م.
• التقرير الثاني: خيار النصر: خطة النجاح في العراق (الجزء الثاني)، صدر في 25 نيسان 2007م.
• التقرير الثالث: لا حل وسط: التصدي لاستراتيجيات الخروج من العراق، صدر في 6 أيلول 2007م.
• التقرير الرابع: العراق: المضي قدماً للأمام، صدر في 24 آذار 2008م.
تتكون عضوية مجموعة تخطيط العراق من العديد من نشطاء جماعة المحافظين الجدد الذين يرتبطون بمنظمات اللوبي الإسرائيلي مثل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وغيره، ويتولى رئاسة المجموعة اليهودي الأمريكي وخبير التاريخ العسكري والمفكر الاستراتيجي البارز في جماعة المحافظين الجدد فريدريك كاغان.
* محتويات التقرير الرابع:
يتضمن التقرير المحتويات التالية:
• الملخص التنفيذي.
• المقدمة.
• الفصل الأول: الموقف الأمني.
• الفصل الثاني: الموقف السياسي.
• الفصل الثالث: الخطط والآفاق لعام 2008م.
• الفصل الرابع: المضي قدماً للأمام: سبيل النجاح في العراق.
• الملاحق.
• الجداول.
أما أبرز ما تضمنه التقرير:
• استعراض دوافع ومحفزات العنف الطائفي في العراق، والتأكيد على مزاعم نجاح عمليات القوات الأمريكية والمتعاملين العراقيين في القيام بكسر حلقة دورة العنف الطائفي في العراق.
• التأكيد على حدوث الاستقرار بشكل نسبي لجهة حدوث استقرار على مستوى المحليات والمحافظات، وعلى المستوى الوطني العراقي.
• التأكيد على انحسار نشاط حركات التمرد العراقي وعلى وجه الخصوص:
* تنظيم القاعدة، الذي بدأ يحاول الانسحاب من العراق.
* حركات التمرد السنية.
* الجماعات المسلحة الشيعية.
• التأكيد على إحراز التقدم في بناء قوات الأمن العراقية.
• استعرض التقرير الموقف السياسي مؤكداً استقرار الأحزاب السنية والشيعية واستقرار الحكومة العراقية (البرلمان والرئاسة ومجلس الوزراء).
• بالنسبة للخطط وآفاق إحراز التقدم في العام 2008م، ركز التقرير على ضرورة توسيع العمليات العسكرية.
• بالنسبة لسبل النجاح في العراق، ركز التقرير على تحديد جانبين هما: عنصر المهام وعنصر الموارد، وطالب بالموازنة بينهما بحيث يتم استخدام الموارد المتاحة حالياً وقيام الإدارة الأمريكية الفوري وبلا تردد بتوفير النواقص سواء بالضغط على حلفاء أمريكا في المنطقة لتوفير الدعم أو تقديم الموارد الأمريكية إن تعذر ذلك.
تقرير المجموعة جاء صدوره ونشره على الموقع الإلكتروني الخاص بمعهد المسعى الأمريكي في هذا الوقت جاء متزامناً مع بعض التطورات الإقليمية:
• انعقاد القمة العربية في دمشق.
• جولة ديك تشيني في المنطقة.
• تزايد الضغوط الأمريكي ضد إيران.
• تزايد الاشتباكات بين جيش المهدي وقوات الأمن العراقية.
• رفض إدارة بوش لفكرة تخفيض القوات الأمريكية الموجودة في العراق.
• صدور نداء من البنتاغون يطالب الإدارة الأمريكية بتأجيل سحب بعض الوحدات العسكرية الأمريكية.
• إقالة الأدميرال فالون من منصبه كقائد للقيادة الوسطى الأمريكية.
المؤشر الرئيسي الذي أكد عليه مضمون التقرير يؤكد على أن إدارة بوش سوف تعمل باتجاه:
• شن المزيد من العمليات العسكرية داخل العراق.
• تعزيز القبضة العسكرية الأمريكية على منطقة الموصل.
• التفاهم مع بعض الأطراف العراقية المؤيدة للوجود الأمريكي إزاء مصير مستقبل كركوك.
• التفاهم مع تحالف أربيل – السليمانية الكردي حول ضرورة الوصول إلى تسوية حول ملف كركوك مع الأطراف السنية العراقية وذلك لإبعاد شبح عودة القوات التركية إلى شمال العراق.
أبرز التناقضات التي كشفت عن عدم المصداقية –بمنظور العلوم السياسية- ما تمثل في:
• استعراض التقرير للاستقرار السياسي والأمني الذي حدث في العراق.
• تأكيد التقرير على ضرورة توسيع نطاق العلميات العسكرية الأمريكية في العراق.
وإذا كان الاستقرار السياسي والأمني قد حدث فلماذا التوسع في العلميات العسكرية؟ هذا ما لم يجب عليه لا فريدريك كاغان ولا غيره من زعماء المحافظين الجدد.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد