الرهان الأممي الثالث على حل الأزمة السورية: دي ميستورا يمد الجسور مع دمشق اليوم

09-09-2014

الرهان الأممي الثالث على حل الأزمة السورية: دي ميستورا يمد الجسور مع دمشق اليوم

يبدأ الموفد الدولي الجديد إلى سوريا ستيفان دي ميستورا زيارة لدمشق اليوم، يمهّد بها لخوض التحدي الثالث للمنظمة الدولية مع الأزمة السورية، بعد استقالة سلفيه الأخضر الإبراهيمي (أيار الماضي) وكوفي أنان (آب العام 2012)، وفي جعبة كل منهما انجاز لا يتعدى جمع الأطراف الدولية والإقليمية في فترتين متقاربتين حول طاولة الحوار المستعصي في «جنيف 1» و«جنيف 2» مطلع العام الحالي.
وحتى الآن تدخل مهمة دي ميستورا في إطار «التعارف» مع الأطراف السورية المتاحة، وفقا لما ذكرته مصادر سورية، موضحة أن الزائر الدولي سيلتقي كلا من وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد، كما من المتوقع أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى لقاءات أخرى ستجمعه بممثلين عن المعارضة السورية الداخلية.مراهق يحمل جهازاً ومنظارا للإبلاغ عن تحركات القوات السورية في جبل الزاوية في ريف ادلب أمس الاول (رويترز)
ونصح ديبلوماسيون دي ميستورا بالعمل «بنَفَس هادئ ومن دون استفزاز» مع القيادة السورية، وفقا لما ذكرته مصادر ديبلوماسية غربية، عبر «توفير كل عوامل الثقة الممكنة» بين شخصه والمنظمة الدولية من جهة، ودمشق من جهة ثانية.
ومن الممكن أن يسعى الموفد الدولي إلى طلب إذن السوريين بافتتاح مكتب دائم لتنسيق مهامه في العاصمة السورية، يكون بمثابة مقر للبعثة، ويتولى من خلاله دي ميستورا التنسيق «المباشر» مع دمشق عبر زيارات متكررة وطويلة.
ويرى ديبلوماسيون أنه من المبكر إطلاق التكهنات بشأن الجولة الثالثة من هذه الجهود، خصوصا أن المبعوث الأممي سيبدأ عمله من دون خطة واضحة، وأن جل أهدافه، كما سيشرح لدمشق، سيتمثل بـ«وقف نزيف الدم» بين السوريين كأولوية.
ويتقاطع عمل دي ميستورا في هذه الأثناء مع تشكل تحالف دولي لمواجهة «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش»، الأمر الذي ستشكو دمشق استبعادها عنه، خصوصا عند التأكيد أنها «أول من نبّه إلى خطر تمدد الإرهاب» من سوريا إلى دول الجوار.
وترى دمشق، وفقا لما أعلنه مسؤوليها، في جولتي محادثات «جنيف 1 و2» في شباط الماضي أن «مكافحة الإرهاب» أولوية على «الحوار الوطني وبدء المرحلة الانتقالية التي ينص عليها بيان جنيف»، وذلك خلافا لما يقوله خصومها من أن «الجهود الانتقالية للسلطة هي التي ستسمح بنجاح جهود مكافحة الإرهاب». كما لا تتفق المنظمة الدولية ودمشق سوى على اسمين في هذا السياق، هما «داعش» و«جبهة النصرة» باعتبارهما منظمتين إرهابيتين، فيما تطول لائحة سوريا لتشمل معظم تكتلات المعارضة العسكرية.
وكما لا تخلو مهمة المبعوث الدولي من الاختلاف في تصنيف الإرهاب مع دمشق، فإن ثمة تكهنات بأن يستفيد دي ميستورا من هذا التطور، لا سيما في ظلال التقارب الإيراني ـ السعودي الاستثنائي لمواجهة خطر «داعش»، والذي وضع نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان المسؤولين السوريين بصورته في الأسابيع الماضية، بعد زيارة خاطفة قام بها إلى الرياض، لكن مع تحذيرات تعرفها البعثة الدولية بأن التسوية السياسية التي لحقت بالعراق، وأفضت إلى قيادة سياسية جديدة، قد «لا تكون ممكنة التطبيق في سوريا».
ونصح ديبلوماسيون دي ميستورا أيضا بالإشارة علنا لجهود الدولة السورية في تحقيق «مصالحات محلية» كان لها دور في تضييق دوائر الحرب، ولا سيما في حمص وريف دمشق. ويعتقد أن المبعوث الدولي سيسعى لدعم هذه الجهود، بشكل أوسع، خصوصا أنه سبق لممثله مارتن غريفيث في دمشق، أن تولى تنسيقا مباشرا بين الجانبين حين عمل إلى جانب فريق المراقبين الدوليين في العام 2012.
وأعلنت الأمم المتحدة، في بيان أمس، أن دي ميستورا سيزور دمشق برفقة مساعده المصري رمزي عز الدين رمزي، وسيجري «مشاورات مع مسؤولين سوريين». وهذه الزيارة الأولى لهما منذ تولي مهامهما في تموز الماضي. وأضافت أنهما سيزوران بعد ذلك «دولا في المنطقة» قبل التوجه في تشرين الأول المقبل إلى عواصم أخرى معنية بالنزاع السوري.
وكانت صحيفة «الوطن» السورية ذكرت أن المبعوث الأممي سيصل إلى دمشق اليوم للقاء عدد من المسؤولين السوريين. ونقلت عن مصدر سوري لم تحدده إن «دي ميستورا سيصل إلى دمشق غداً (اليوم) في زيارة ستستمر ثلاثة أيام يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين السوريين لبحث آفاق حل الأزمة التي تشهدها البلاد».
ومن المقرر أن يلتقي دي ميستورا أيضا أعضاء من تشكيلات المعارضة في الداخل، أبرزهم وفد من «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطي» المعارضة.
وشدد المنسق العام للهيئة رئيس الوفد حسن عبد العظيم، لوكالة «فرانس برس»، على «ضرورة إيجاد حل سياسي سريع، يكون عليه توافق إقليمي دولي وعربي». وأشار إلى أن الوفد «سيطلب من الموفد عقد جولة جديدة من المفاوضات في جنيف، على أن يتم العمل على تشكيل وفد للمعارضة مقبول، ويمثل كل القوى الوطنية الديموقراطية».
واعتبر عبد العظيم أن «الحل السياسي تأخر بسبب سوء تشكيل وفد المعارضة (في جولتي المفاوضات السابقتين في جنيف) والرؤية البرنامجية للحل السياسي، وعدم جدية المجتمع الدولي في إيجاد حل سياسي».
وذكرت «هيئة العمل الوطني الديموقراطي» المعارضة، على صفحتها على «فايسبوك»، إن دي ميستورا طلب إجراء لقاء معها الجمعة.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...