الفلسطينيون يحيون الذكرى 60 للنكبة
أحيا الفلسطينيون، أمس، في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات الذكرى الستين للنكبة من خلال تنظيم الكثير من الفعاليات التي تؤكد تمسكهم بحق العودة إلى فلسطين. وفي خطاب له بالمناسبة، قال الرئيس محمود عباس إن الاستيطان يدمر فرص "السلام" وان محاولات "إسرائيل" إحياء مشروع (E1) الاستيطاني في القدس المحتلة سيؤدي إلى إضاعة الفرصة بتحقيق "السلام"، مشددا على أن أمن "إسرائيل" مرتبط بتحقيق الاستقلال للشعب الفلسطيني وضمان أمنه. وأضاف في خطاب ألقاه في المهرجان المركزي الذي أقيم في ساحة المنارة في رام الله بمناسبة بدء فعاليات ذكرى النكبة أن استمرار الاحتلال وديمومة النكبة لا يجلبان الأمن لأحد. وقال "آن الأوان للاحتلال أن يرحل وآن لهذا العار الإنساني الذي يُسمى نكبة الشعب الفلسطيني أن ينتهي".
وجدد عباس الموقف الفلسطيني الداعي لتحقيق "سلام عادل"، وقال "يدنا الممدودة للسلام من دون ضعف أو تهاون، هي اليد التي كافحت طوال ستين عاماً وأكثر من أجل الحرية، فأصبحت أشد عزماً وثقة واقتداراً، وأكد التمسك ب"السلام الذي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال عن جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام67 وفي القلب منها القدس الشريف، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار 194". ووصف المبادرة العربية بأنها أهم فرصة إذا أرادت "إسرائيل" سلاماً حقيقياً. وأشاد بالدور الذي لعبه الرئيس الراحل ياسر عرفات مع رفاقه لحماية الهوية الوطنية.
وكان الآلاف من الفلسطينيين تجمهروا وسط مدينة رام الله وهم يرتدون الزي الأسود في انتظار صافرة الإنذار التي انطلقت عند الساعة الثانية ظهرا، بالتوقيت المحلي، فيما أطلقت السيارات أبواقها معلنة بدء فعاليات النكبة. وامتازت الفعاليات بمشاركة الأطفال وطلبة المدارس، في حين رفعت الأعلام الفلسطينية وجابت فرق الكشافة شوارع مدينة رام الله.
ونجحت مجموعة "غزة على بالي" الشبابية في إطلاق 21915 بالونا اسود في عدد من المناطق الفلسطينية في السماء، في حين فرضت قوات الاحتلال إجراءات غير مسبوقة في القدس، تحسبا من احتفال المقدسيين بالذكرى، حيث أشارت مصادر فلسطينية إلى قيام قوات الاحتلال بالاعتداء على جموع الطلبة الذين خرجوا من مدارسهم، في حين اندلعت مواجهات بين عدد من الشبان في مخيم قلنديا وجنود الاحتلال على الحاجز المقام بالقرب من المخيم.
وأكدت اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة حقوق الفلسطينيين كما نص عليها القرار ،194 واستعادة وحدة الوطن وإنهاء حالة الانقسام عبر الحوار وإعادة بناء وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية. واعتبرت أن أولى الخطى على طريق العودة تتمثل في اعتماد اصطلاح "النكبة مستمرة" في الخطاب السياسي.
وفي القطاع، شاركت فصائل فلسطينية في مؤتمر للوفاق الفلسطيني عقد في مدينة غزة تحت شعار "لنتوحد جميعا في ذكرى النكبة". وقال خليل الحية القيادي في حركة حماس "نوجه رسالة الى الأخ أبو مازن والاخوة في فتح.. تعالوا نلملم الجراح. كفانا فرقة وكفانا شروط تعجيزية"، مشيرا إلى أن "الوحدة الوطنية فريضة وضرورة". وأضاف "نحن في حركة حماس جاهزون من هذه اللحظة لحوار وطني بلا شروط في كل الملفات". وأكد محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي "ضرورة الوحدة الفلسطينية وتجاوز الانقسام"، مشيرا الى ان "العودة حق فردي وجماعي غير قابل للتفاوض". وشاركت في المؤتمر الفصائل وشخصيات من دمشق والضفة والأردن عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة.
واكد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات المعتقل في سجون الاحتلال، في كلمة ألقيت نيابة عنه في المؤتمر ضرورة الوحدة الوطنية. ورأى أن "وحدة الشعب الفلسطيني لا تتم إلا بإعادة بناء وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية"، داعيا إلى "وقف الرهان السياسي على المفاوضات". وأكد "أن حق العودة ثابت وغير قابل للتصرف".
وكان وليد العوض عضو هيئة العمل الوطني في غزة صرح ان الشرطة التابعة للحكومة المقالة منعت مسيرتين في مخيمي رفح وجباليا واعتدت بالضرب على المشاركين.وأكدت حركة "فتح" في بيان صدر عن المتحدث الرسمي باسمها فهمي الزعارير أن مفاعيل النكبة ما زالت متواصلة ومستمرة وانه لا بد من العمل على إنهاء تداعياتها عبر تنفيذ القرار 194. وقال أبو مجاهد الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الشعبية إن الذكرى الستين "لاغتصاب فلسطين تأتي لتؤكد أن الحق الذي سلب من أهله عبر قوة الإرهاب الصهيوني لا يمكن أن يعود إلا عبر خيار الجهاد والمقاومة".
وشهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا مظاهرات جماهيرية حاشدة، شارك فيها عشرات الألوف من الفلسطينيين والسوريين والعرب المقيمين في سوريا، وجابت المسيرات التي رفعت فيها الأعلام الفلسطينية والسورية وأعلام حزب الله ولافتات تؤكد التمسك بحق العودة وخيار المقاومة والوحدة الوطنية شوارع المخيمات الرئيسية في حلب وحمص واللاذقية ودرعا وريف دمشق. وشقت المظاهرة التي انطلقت من مخيم اليرموك طريقها باتجاه مركز مدينة دمشق الذي يبعد عن مخيم اليرموك عشرة كيلومترات.
وقام المتظاهرون بإحراق الأعلام "الإسرائيلية" والبريطانية والأمريكية وداسوها بالأقدام، كما أحرقوا صور مجرمي الحرب "الإسرائيليين"، ورددوا شعارات تدين الصمت الرسمي العربي والدولي عن المجازر "الإسرائيلية".
وتقدم المسيرات مجسمات لخارطة فلسطين والمسجد الأقصى وصور الشهداء، ولوحات وضعت عليها سندات ملكية بعض اللاجئين، ولوح بعض كبار السن بمفاتيح بيوتهم. وفي نهاية التظاهرات قام أطفال فلسطينيون بإطلاق بالونات ملونة بألوان العلم الفلسطيني في الهواء كتب عليها سنعود، فلسطين وطننا، من حقنا أن نتساوى مع أطفال العالم بهوية وحياة كريمة.
وشهدت دمشق والعديد من المدن السورية، أمس وأول أمس، مسيرات جماهيرية حاشدة عبر خلالها الشعب السوري عن تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني. وجابت هذه المسيرات دمشق وبقية المحافظات أكد خلالها المشاركون وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
من جهته، أكد أحمد عبد الكريم رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني أن الصهيونية أفرغت خلال الأعوام الستين الماضية ما في جعبتها من مؤامرات وحروب صريحة من أجل إطفاء النور والحق وأن هذه المؤامرات سقطت أمام إرادة الشعب الفلسطيني وصموده. وقالت سعاد بكور رئيسة الاتحاد النسائي إن ذكرى النكبة هي ذكرى الإرهاب والظلم الذي تمارسه "إسرائيل" على شعبنا الفلسطيني.
واعتصم اللاجئون الفلسطينيون في مخيماتهم وأكدوا تمسكهم باسترجاع حقوقهم المغتصبة وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف واستنكروا حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والمجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال. وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكدوا حقهم في العودة إلى ديارهم.
وانتقدت القيادة القطرية لحزب البعث بشدة احتفالات "إسرائيل" بذكرى النكبة وقالت إن صور التآمر على القضية المركزية العربية تتجدد اليوم عندما يتداعى قادة بعض الدول للاحتفال بالذكرى الستين للمؤامرة الاستعمارية الكبرى.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد