القرضاوي في حرب الصواريخ المؤمنة ضد الصواريخ الكافرة

08-06-2013

القرضاوي في حرب الصواريخ المؤمنة ضد الصواريخ الكافرة

الجمل - بيبي إسكوبار- ترجمة: د. مالك سلمان:

يحب السياسيون الغربيون أن يذرفوا مستنقعات من دموع التماسيح على "الشعب السوري" ويهنؤوا أنفسَهم في إطار "أصدقاء سوريا" للدفاع عنهم ضد "الاستبداد".
طيب, "الشعب السوري" قال كلمته. فحوالي 70% يؤيدون حكومة بشار الأسد. وهناك 20% محايدون. 10% فقط متحالفون مع "المتمردين" المدعومين من الغرب, بما فيهم ذلك النوع من الجهاديين الذين يخطفون ويقطعون الرؤوس ويأكلون الأكباد.
قدمت هذه المعطيات منظماتُ إغاثة مستقلة تعمل في سوريا. وقد تلقى الناتو تقريراً مفصلاً في أواخر شهر أيار/مايو ولكن – كما هو متوقع – لم يكن متحمساً لنشره.
كما أكد موقع "إيشا تايمز أونلاين" طيلة الأشهر الماضية, فإن طبقات رجال الأعمال السنة في دمشق وحلب تتأرجح بين المحايدة ودعم الأسد. كما ينظر معظم السنة الآن إلى عصابات المرتزقة الأجانب الذين تسلحهم قطر والسعودية على أنهم أخطر من الأسد بكثير.
في بريطانيا – حيث لا يزال ديفيد العرب كاميرون مصراً على منطقة حظر الطيران لحماية "الشعب السوري" – هناك 24% فقط من البريطانيين يؤيدون الاستمرار في تسليح "المتمردين" (مع أن 58% يؤيدون المساعدات الإنسانية).
وفي مهرجان في الدوحة, دعا نجمُ قناة "الجزيرة" ورمز "الإخوان الإسلامويين" الشيخ يوسف القرضاوي – الذي يفتي في الأزهر هذه الأيام – إلى جهاد يشارك فيه جميع السنة ضد دمشق. كما أطلق على حزب الله اسمَ "حزب الشيطان" وأدانَ إيران بسبب "تقديمها السلاح والرجال لدعم النظام السوري". وبذلك يكون قد حللَ جهادَ المسلمين ضد المسلمين, مع أنه أكد أن دعوته لمقاتلة حزب الله ليست "ضد جميع الشيعة".
كما قال القرضاوي, "كيف يمكن ﻠ 100 مليون من الشيعة أن يهزموا 1.7 مليار [سني]؟ هذا لأن المسلمين [السنة] ضعفاء." ومن الواضح أن هذا الكلام ينطوي على فكرة أن الشيعة هم العدو.
ولذلك, من يهتم بما يفكر فيه "الشعب السوري"؟ لم يكن بمقدور "أصدقاء سوريا" الغربيين أن يجدوا حجة مناسبة للترويج لهدفهم الرئيس "فرق تسد" أفضلَ من تقسيم السنة والشيعة. ومن المناسب جداً تقديم الملكيات النفطية في "مجلس التعاون الخليجي" بصفتها "محررة" بحيث يمكن للغرب أن يقودَ حرباً بالوكالة "من وراء الستار".
بأخبار أخرى, أين هو إيفلين وو عندما تحتاجه؟ إنه "سبق صحفي" مرة أخرى, حيث تحل سوريا مكان حرب "واعدة" في "جمهورية الاسماعيلية الأفريقية" وحيث يقوم كل "كديش" في العالم الغربي بصنع خليط من "الوحش اليومي", معلناً سقوط الأسد الحتمي, هذا لأننا نؤيد المتمردين وقد قررنا أنهم سينتصرون.

تلك الصواريخ الكافرة
كما هو واضح من مجريات الأمور, فإن مفاوضات "جنيف 2" التي تحضر لها واشنطن وموسكو تبدو وكأنها ولدت ميتة (على الرغم من اجتماعهما اليوم لتحديد إطار هذه المفاوضات).
رفع الاتحاد الأوروبي حظرَ توريد السلاح إلى سوريا – وهي خطوة فرانكو- بريطانية هذيانية تم تمريرها رغماً عن أعضاء الاتحاد الأوروبي. ومن الطبيعي أن نرى فرنسا وبريطانيا تفعلان ذلك, وهما القوتان الإمبرياليتان السابقتان اللتان قامتا قبل قرن من الآن برسم خط في الرمال وتقسيم المشرق العربي, وهما تريدان إعادة الكرة الآن.
سوف يعني هذا, من الناحية العملية, أن الاتحادَ الأوروبي قد أعلنَ الحربَ على دمشق ... بشكل أو بآخر. فتبعاً للاتفاقية الأوروبية, لن يبدأ التسليح قبل الخريف. وعلى الثنائي الفرانكو- بريطاني المتبجح أن التأكد من استخدام الأسلحة المرسلة لحماية المدنيين فقط. لكن من سيشرف على ذلك – حفنة من بيروقراطيي بروكسل في لباس عسكري؟ ولكن يمكنهم دائماً أن يعزو أي خطأ يحصل إلى الإهمال, ثم يطلبون مساعدة الأمريكيين. كل حبة رمل في المشرق العربي تعرف أن "سي آي إيه" "تساعد" قطر والسعودية لتسليح "المتمردين".
وهناك أيضاً إمكانية أن تكون بريطانيا قد لعبت, مرة أخرى, دورَ "الطابور الخامس" الأمريكي داخل الاتحاد الأوروبي, ممهدة الطريق لتدخل محتمل لإدارة أوباما بصيغة "كل الخيارات مطروحة على الطاولة".
لكن الرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين سرعان ما قال للأوروبيين – والأمريكيين أيضاً: كش ملك! نعم, إن أنظمة صواريخ (إس- 300) الشهيرة قادمة إلى دمشق, وعلى جناح السرعة. كما قال مساعد وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف إن الصواريخ عامل استقرار في سوريا من شأنه أن يعرقل خطط "المتهورين". كما أكد – بشكل صائب – أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يكون قد فجرَ محادثات جنيف المرسومة.
قال الجنرال السابق في "القوى الجوية الروسية" أناتوليي كورنكوف ﻠ "إنترفاكس- إي ڤي إن أونلاين" إن دمشق بحاجة إلى 10 مجموعات من أنظمة الدفاع الصاروخي (إس- 300) لحماية أراضيها بشكل كامل من هجوم محتمل للناتو. وفي هذه الحالة, لا يمكن إقامة منطقة حظر جوي بأية طريقة كانت, كما يحلم الفرانكو- بريطانيون.
يتكون كل نظام صاروخي أرض- جو (إس- 300) من موقع قيادة مزود برادار وحوالي 6 صواريخ (5 زد إيتش 15). ويمكن تدريب السوريين على استخدامها خلال شهر واحد فقط. وقد أشار كورنكوف إلى "إمكانية نشر أنظمتنا خلال 5 دقائق". ومن المستحيل تعطيلها.
ماذا سيفعل "أصدقاء سوريا" حيال ذلك؟ هل سيدعون إلى اجتماع آخر؟ هل حان الوقت لكي يظهرَ القرضاوي على "الجزيرة" لتحديث دعوته إلى الجهاد بحيث تشمل الصواريخ الروسية (فهذه أسلحة كافرة في نهاية الأمر). لماذا لا يضرب مثلاً للآخرين ويتطوع بالذهاب إلى الخطوط الأمامية؟

العنوان الأصلي: رحبوا ﺑ ‘أصدقاء الجهاد’

تُرجم عن ("إيشا تايمز", 5 حزيران/يونيو 2013)

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...