الكشف عن شبكة عبد القدير خان للسوق السوداء النووية
الجمل: حمل تقرير واينماديسون الاستخباري الصادر في العاصمة الأمريكية واشنطن، مجموعة من التقارير والمعلومات المفصلة عن وجود شبكة تعمل بالتهريب في السوق السوداء الدولية الخاصة بالاتجار سراً في المواد النووية الخام والصناعية.
تتحدث معلومات التقرير عن علاقة وثيقة تربط الأطراف الآتية:
- عبد القدير خان: باكستاني يعمل في تهريب المواد النووية المحظورة.
- ميخائيل خودوركو فسكي: رئيس شركة يوكوس الروسية.
- لويس سكوترليبي: يهودي أمريكي، عمل مستشاراً في البيت الأبيض سابقاً، وحالياً يمثل أمام المحكمة بتهمة كشف اسم عملية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لإسرائيل.
- مارك ريتش: أحد حلفاء الرئيس كلنتون السابقين والوثيق الصلة بأرييل شارون والمخابرات الإسرائيلية.
- أشير كارني: يهودي هنغاري، يحمل الجنسية الإسرائيلية، ويقيم في مدين كاب تاون بجنوب افريقيا.
- زيكي بيلمين: يهودي تركي.
- كارل روف: يهودي أمريكي من زعماء جماعة المحافظين الجدد، ومن أبرز مستشاري الرئيس بوش في البيت الأبيض الأمريكي.
كذلك فقد تبين أن كل اسم من الأسماء السابقة يشرف على شبكة خاصة به، وبالتالي فهذه القائمة لا تعكس أفراداً يرتبطون ببعضهم البعض في بعض المعاملات المتعلقة بتجارة وتهريب المواد النووية والأجهزة المرتبطة بها، وعلى سبيل المثال: الباكستاني عبد القدير خان، الذي يحمل درجة الدكتوراه في الفيزياء الذرية، ويعتبر الأب الروحي والمشرف الأساسي المباشر على البرنامج النووي الباكستاني، من أبرز المتعاملين في السوق السوداء للمواد النووية، ويرتبط بعبد القدير خان مجموعة كبيرة من العناصر أطلقت أجهزة المخابرات العالمية الكبرى عليهم تسمية شبكة عبد القدير خان، والتي تعتبر حالياً الشبكة الكبرى الرئيسية المسيطرة على السوق السوداء الخاصة بالمواد النووية.
تغطي أنشطة شبكة عبد القادر خان روسيا وبلدان آسيا الوسطى التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي السابق، وبالذات كازاخستان، ويرتبط عدد كبير من خبراء الأسلحة النووية الروس سراً بشبكة عبد القدير خان، كذلك تغطي أنشطة شبكة عبد القدير خان، الولايات المتحدة الأمريكية، ولها زبائن من كبار عناصر إدارة بوش الحالي وبالذات بين جماعة المحافظين الجدد، منهم دوغلاس فايث نائب وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد، وأيضاً نائبه لشؤون السياسة والتخطيط إيديك ايديلمان. كذلك تؤكد تحريات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وفقاً لتقرير واينماديسون الاستخباري بأن ريتشارد بيرل، زعيم المحافظين الجدد وأحد أبرز مستشاري الإدارة الأمريكية في الشؤون الدولية من بين الناشطين في هذه الشبكة ضمن فرعها الأمريكي.
أشارت المعلومات أيضاً إلى أن بوب ليفينسجتون رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق، ظل يتولى القيام ببعض المهام باعتبارها تندرج تحت نشاط اللوبي التركي، ولوبي جزر كايمان، ولاحقاً تبين أن موضوع تركيا وجزر كايمان ما هو إلا غطاء.. والهدف الرئيس غير المعلن هو التعامل بالمواد النووية، كذلك تبين أن هناك شبكة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ومجلس النواب الأمريكي، منهم رئيس مجلس النواب السابق هاستارد، المتورط أيضاً في فضائح الشذوذ الجنسي.
ومن أبرز ما احتوت عليه تقارير جهاز مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) الأمريكية، يتمثل في أن ايديلمان كان يقوم باستغلال منصبه عندما كان سفيراً لأمريكا لدى تركيا، في تعزيز عمليات ثلاثية الطابع تتمثل في الجمع بين ثلاث عمليات ضمن عملية واحدة:
- تهريب المخدرات.
- تهريب المواد النووية.
- عمليات غسل وتبييض الأموال.
وكان على سبيل المثال يشرف على تهريب المخدرات في (شحنة الذهاب)، ثم يشرف على نقل المواد النووية (في شحنة الإياب)، وخلال الفترة الفاصلة بين لحظة شحن البضاعة في ميناء الشحن ولحظة تفريغها في ميناء التفريغ، كان ايديلمان يقوم ببراعة ومهارة فائقة بعملية غسل وتبييض العملة.
شبكة التهريب كانت تعمل في كل أنحاء العالم، وكان البروفيسور عبد القدير خان يقوم بدور (العراب) المعلم، من مقره في إسلام أباد العاصمة الباكستانية حيث يتمتع بحماية المخابرات الباكستانية، وكانت المحطات الأكثر وزناً في أنشطة الشبكة هي:
كيب تون، ولاية نيوجرسي الأمريكية، إسلام أباد، دبي، استنبول، تل أبيب، موسكو، روما، بوينس ايرس.
ظلت الشبكة الرئيسية (أي شبكة البوفيسور عبد القدير خان) وشبكاتها الفرعية تعمل بنجاح، ولكن أدت الخلافات إلى حدوث المشاكل والتصدعات بين أطرافها، وقد حاولت جماعة المحافظين الجدد القيام بنقل بعض المواد النووية عبر تركيا إلى داخل العراق، خلال الفترة الأخيرة من حكم الرئيس السابق صدام حسين، واتفقت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مع بعض العناصر الكردية على الإسهام والمساعدة في تمرير هذه المواد من جنوب تركيا عبر منطقة شمال العراق، إلى مكان ما يقع في وسط العراق، إلى حين تدخل القوات الأمريكية وتعثر على هذه المواد النووية، بحيث يعتبر ذلك الدليل على مصداقية ادعاءات بوش بأن نظام الرئيس الراحل صداح حسين كان يقوم بإنتاج أسلحة الدمار الشامل، ولكن فقد تخوف الأتراك من أن يستولي الأكراد على هذه المواد النووية، ويُقال بأنهم أوعزوا لأطراف أخرى بأن تقوم بعملية التسريب والكشف لأخبار ومعلومات هذه العملية، بالفعل، بعد حدوث ذلك فشلت العملية بالكامل، وقد أدى فشل هذه العملية إلى إغضاب جماعة المحافظين الجدد.. فعمدوا إلى الانتقام من أطراف الشبكة الأخرى، وبالذات البروفيسور عبد القدير خان، ولكن كعادة زعماء الشبكات لم يسلم عبد القدير خان وحلفاءه.. بل قاموا بكشف أسماء أبرز المتعاونين مع الشبكة، وكان من بينهم هذه المرة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد