المحلل الأمريكي جون باسيل يحصر عواقب الهجوم على إيران في 12 بنداً
الجمل: نشر الكاتب الأمريكي جون باسيل أوتلي، تحليلاً في صحيفة انتي وار الالكترونية الأمريكية، اليوم 7شباط 2007م، حمل عنوان (12 تبعة وعاقبة للهجوم على إيران).
يقول جون باسيل، لقد عارض الزعيم الإسرائيلي الذي تم اغتياله اسحق رابين، حرب الخليج الأولى عام 1990، محذراً من أن المرء عندما يبدأ الحرب لا يعرف إلى أين سوف تقود. وقياساً على ذلك يقول جون باسيل: طالما أن جماعة المحافظين الجدد والرئيس بوش قد خططوا من أجل الهجوم على إيران، فإن عليهم معرفة التبعات والعواقب التي سوف يقود إليها ذلك.
تفيد المعلومات بأن بوش قد قرر مهاجمة إيران قبل انتهاء فترة عمل طوني بلير في رئاسة الوزراء البريطانية (طوني بلير أرسل اثنتين من كاسحات الألغام البريطانية إلى منطقة الخليج كمساهمة في الحشد العسكري الأمريكي). كذلك أشار جون باسيل إلى أن الطائرات الحربية الأمريكية أصبحت أكثر استعداداً وتأهباً لحرب وشيكة ضد إيران يتوقع اندلاعها خلال بضعة أسابيع من الآن.
العواقب الوخيمة التي سوف تنتج من جراء العدوان الأمريكي المتوقع ضد إيران تتمثل في الآتي:
• قيام إيران بإغلاق مضيق هرمز، وعرقلة الملاحة فيه، خاصة وأنها تملك صواريخ روسية متطورة مضادة للطائرات وأيضاً مضادة للسفن، كذلك استطاعت إيران الحصول على الكثير من الأسلحة الروسية المتطورة الأخرى عبر أوكرانيا، حصلت أيضاً على أسلحة صينية متقدمة، إضافة إلى أن ترسانة الأسلحة الإيرانية تعززت بقدر أكبر بواسطة قدراتها الصناعية الحربية والعسكرية.
كذلك على الإدارة الأمريكية أن تفهم وتدرك تماماً بأن القضاء الكامل على القدرات العسكرية الإيرانية الاستراتيجية بضربة واحدة مفاجئة هو أمر صعب إن لم يكن مستحيلاً، حتى وإن استطاعت القوات الأمريكية تنفذي ذلك بنجاح، فإن إيران تستطيع إغراق بعض السفن الموجودة عند مدخل خليج هرمز، الأمر الذي سيؤدي إلى إغلاقه بالكامل في وجه الملاحة.
• الهجوم الأمريكي ضد إيران سوف يؤدي إلى إيقاف إمدادات النفط الإيرانية إلى الأسواق العالمية لفترة طويلة وهو أمر سوف يترتب عليه ارتفاع أسعار النفط بشكل جنوني وسوف يستمر هذا الارتفاع لفترة طويلة أيضاً، وذلك لأن انقطاع النفط الإيراني عن الأسواق العالمية، لا يمكن أن يكون تأثيره عابراً، طالما أن صادرات إيران النفطية تبلغ ملايين البراميل يومياً.
• الصدمة النفطية التي سوف تواجهها الأسواق العالمية بسبب الانقطاع والتوقف الفجائي للنفط الإيراني، سوف تؤدي إلى صدمات أخرى عديدة في الاقتصاد العالمي، منها أن البنوك الأمريكية سوف تلجأ لرفع سعر الفائدة وهو أمر سوف تترتب عليه الكثير من المضاعفات والتداعيات السالبة في كامل الاقتصاد العالمي، وسوف تكون معاناة الشعب الأمريكي أكبر على وجه الخصوص.
• سوف تتعرض المنشآت الأمريكية المنتشرة في سائر أنحاء العالم إلى الاعتداءات، وحتى عندما لا تتعرض لهجوم أو اعتداء، فإنها سوف تكون مهددة بمخاطر الهجوم، الأمر الذي يؤدي إلى نفور المستثمرين عنها، وحتى الذين ينخرطون في استثمارات معها سوف يحاولون التخلص من ارتباطاتهم وتخليص رؤوس أموالهم منها.
• الهجوم سوف يؤدي إلى تزايد الكراهية ضد أمريكا في سائر أنحاء العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الاستراتيجية للمصالح الحيوية الأمريكية في العالم.
• الهجوم سوف يؤدي إلى تعزيز قوة روسيا، باعتبارها القوة الكبرى الأكثر سلاماً وأماناً في تعاملها مع العالم الخارجي.
• لا توجد معلومات استخبارية دقيقة عن الأسلحة الروسية والصينية التي حصلت عليها إيران، ومن الممكن أن تهدد هذه الأسلحة أمريكا نفسها.
• الخسائر الأمريكية العسكرية في منطقة الخليج سوف تكون كبيرة، وعلى الأغلب أن تطال الخسائر حاملات الطائرات الأمريكية العملاقة مثل ايزنهاور، وهو أمر سوف يؤدي حدوثه إلى الاضرار بقوة أمريكا الاستراتيجية في العالم، وذلك لأن تعويض هذا النوع من الخسائر سوف لن يكون أمراً سهلاً.
• القوات الأمريكية الموجودة في العراق، والتي يفوق عددها 140 ألفاً سوف تكون مكشوفة وعرضة للعمليات العسكرية الأكثر خطورة، خاصة وأن الصواريخ المضادة للدبابات والدروع، تستطيع بكفاءة وفعالية تهديد الآليات المدرعة التي تعتمد عليها القوات الأمريكية الموجودة بالعراق في تحركاتها وعملياتها، وهو أمر سوف يؤدي إلى فقدان سيطرة الإدارة الأمريكية على العراق كله، إضافة إلى أن تكاليف تعويض خسائر الجيش الأمريكي في العراق سوف تكون باهضة.
• اليمين الديني المتطرف سوف يواجه مأزقاً صعباً في أمريكا وبلدان غرب أوروبا، لأن الصراع السياسي ضد هذا اليمين الديني المتطرف سوف يحتدم داخل أمريكا، وبالتالي فإن بوش وجماعة المحافظين الجدد سوف يفتقدون سندهم ومصدر قوتهم داخل الرأي العام الأمريكي.
• الكوارث التي سوف تتعرض لها أمريكا سوف تؤدي إلى إضعاف نفوذ اللوبي الإسرائيلي، وبالذات منظمة الإيباك.
• إن إشعال حرب جديدة سوف تؤدي إلى دق آخر مسمار في نعش الحزب الجمهوري، وهو أمر سوف يؤدي إلى اختلال التوازن السياسي داخل أمريكا وصعود القوى السياسية الأمريكية الأخرى.
وعموماً نقول: إن تداعيات الهجوم على إيران سوف تؤدي لتوليد طاقة هائلة من العنف، ليس في منطقة الشرق الأوسط، بل وفي آسيا الوسطى والهند وباكستان وأفغانستان، وجنوب شرق آسيا، وحالياً أصبح الجميع يعرف التداعيات الكارثية لمهاجمة إيران، ما عدا جورج بوش وصقور المحافظين الجدد.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد