الهجوم الانتحاري الأعنف في الجزائر: ٨٨ قتيـلاً وجريحـاً
قتل ٤٣ جزائريا، وأصيب ،٤٥ في هجوم انتحاري، هو الاكثر دموية منذ سنوات، استهدف معهدا لتدريب الدرك في مدينة يسر في ولاية بومرداس في منطقة القبائل شرقي العاصمة الجزائر.
وعلى الرغم من تراجع اعمال العنف بشكل عام في الجزائر الا ان الهجمات الانتحارية والتفجيرات الكبيرة تتزايد، وهو ما دفع حكومة احمد او يحيى الى التعهد مجددا بـ»محاربة الارهاب بلا هوادة«، فيما اعتبرت وزارة الداخلية ان الهجوم يعكس دخول »الارهاب طريقا مسدودا«.
وقال شهود إن انتحاريا اندفع بسيارته المفخخة إلى بوابة المعهد، حيث كان مرشحون جامعيون وأهلهم ينتظرون دورهم للمشاركة في امتحانات الدخول للانضمام إلى معهد التدريب. وأوضحوا أن الانفجار احدث حفرة قطرها حوالى ثلاثة أمتار وسمع دويه الى مسافة كيلومترات. كما دمر واجهة المعهد، فضلا عن انهيار عدد من المنازل.
وأعلنت وزارة الداخلية، في بيان، أن هجوما انتحاريا استهدف معهد تدريب الدرك الوطني في مدينة يسر، أسفر عن سقوط ٤٣ قتيلا، بينهم دركي، و٤٥ جريحا، بينهم ١٣ دركيا.
وانتشر عدد كبير من قوات الأمن فورا حول المنطقة وأغلقت الطرق المؤدية إلى يسر. وقال وزير الداخلية يزيد زرهوني، الذي وصل إلى المكان بمروحية، انه »عمل موجه ضد الجزائريين«. واعتبر أن »استهداف العصابات الإرهابية للمدنيين يدل على أنها دخلت طريقا مسدودا، لأن لها مشاكل مع أتباعها، وهم في حاجة لرفع معنوياتهم من خلال هذه العمليات وقد يئسوا من أي تأييد من طرف المواطنين«.
وأدانت الحكومة الجزائرية الهجوم من قبل »شرذمة متوحشة من الإرهابيين«. وشددت على أنها
»ستواصل محاربة الإرهاب بلا هوادة وبعزم راسخ، إلى غاية القضاء عليه نهائيا في بلادنا«، وأن الجزائر في الوقت ذاته »لن تحيد عن سبيل المصالحة الذي اختارته الأمة والذي أنتج ثمارا مهمة بالنسبة لتعزيز الأمن في الوطن«.
وقال المحلل السياسي محمود بلهيمر انه يتعين القلق بشأن الوضع الأمني الآن وعدم التقليل من التهديد الإرهابي مثلما تفعل السلطات، موضحا أن الهجوم »اظهر أن المتمردين يتجذرون في الأرض، ويمكنهم على ما يبدو ضرب أهداف مهمة«.
ويعتبر هذا الانفجار الأعنف في الجزائر منذ سنوات وتفوق حصيلة قتلاه الهجومين المتزامنين في ١١ كانون الأول الماضي في العاصمة واستهدفا مبنى المجلس الدستوري ومقر الأمم المتحدة، وأسفرا عن سقوط ٤١ قتيلا. وكان تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تبنى هذين الهجومين.
ويأتي الانفجار بعد يومين من كمين نصبته مجموعة من المسلحين الإسلاميين، الأحد الماضي في سكيكدة شرقي العاصمة، أدى إلى مقتل ثمانية شرطيين وثلاثة عسكريين ومدني، وفق ما ذكرت صحف جزائرية أمس، مشيرة إلى أن أربعة إسلاميين قتلوا في الاشتباك.
إلى ذلك، دعا الزعيم السابق ومؤسس »الجماعة السلفية للدعوة والقتال« حسن حطاب المقاتلين إلى تسليم أسلحتهم. وقال، في بيان، »أوجه هذا النداء إلى جميع من يقاومون وجميع الشبان الراغبين في المشاركة في العمل المسلح. أنصحكم بوقف عملكم والتخلي« عن السلاح. وأضاف »لقد سبقناكم إلى هذه الدرب وكنا بين قادتها الأساسيين. بعدما أجرينا تقويما لمسيرتنا توصلنا إلى الاستنتاج أننا أمام مأزق«.
وسارعت دمشق إلى إدانة الانفجار. وأكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية »تضامن سوريا مع الجمهورية الجزائرية ووقوفها إلى جانبها في وجه محاولات الغدر والإجرام التي تسعى إلى العبث بأمنها واستقرارها«. كما أدانت الهجوم برلين وباريس وروما ومدريد وموسكو.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد