اليمن : 57 قتيلاً وألف جريح في تعز
طغت المذبحة المروعة التي نفذتها قوات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بحق المعتصمين اليمنيين في مدينة تعز الجنوبية على المشهد المحلي امس مع سقوط 57 قتيلا واصابة الف جريح بقصف الجيش، في وقت اتسعت دائرة العنف في زنجبار، عاصمة محافظة ابين الجنوبية، التي شهدت انفلاتا امنيا وسط اشتباكات ضارية بين مسلحين يفترض انهم من تنظيم «القاعدة» واللواء العسكري اليمني «25 ميكانيكي».
وفيما قال نشطاء يمنيون إن المواجهات تواصلت في تعز بين قوات الأمن التابعة للرئيس علي عبد الله صالح والمتظاهرين بعد اشتباكات ليل الاحد الاثنين، افادت مصادر امنية عن مقتل اربعة عسكريين في كمين نصبه مسلحون على مشارف زنجبار، في ظل استمرار المواجهات العنيفة مع قوات يمنية محاصرة في المدينة.
وقال احد الناشطين في تعز، باسم عابد، إن القوات الحكومية اقتحمت الاعتصام المناهض للحكومة في ساحة «الحرية» وأشعلت النار في خيام المعتصمين، مضيفا ان دوي الأعيرة النارية لا يزال يسمع، وإن المتظاهرين يحاولون استعادة السيطرة على الساحة. وأضاف عابد «لا يمكنكم تصور كيف دمرت قوات الأمن كل شيء في الساحة،
لقد استخدموا الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والجرافات لتدمير الخيام».
وكانت قناة «العربية» ذكرت في وقت سابق أن الشرطة اليمنية استخدمت الجرافات لاقتحام خيام المعتصمين وأن قوات الأمن قتلت 20 شخصا واقتادت 37 من الجرحى من المستشفيات، فيما تحدثت قناة «الجزيرة» عن 57 قتيلا وألف جريح. وقال طبيب في تعز إن 25 جثة متواجدة في المشرحة مضيفا ان قوات الأمن حاصرت أكثر من 100 طبيب في المستشفى الميداني لساعات في الصباح بينما كانوا مطلوبين على وجه السرعة لمساعدة عشرات المصابين بشكل خطير.
وكانت الدبابات والمدرعات هاجمت «ساحة الحرية» تحت غطاء نيران كثيفة وتم تعقب واستهداف مئات المتظاهرين الذين حاولوا الهروب من الساحة عبر الشوارع المجاورة، كما تم اعتقال عدد منهم بحسب الشهود.
وأدانت بريطانيا الأحداث في تعز محمّلة النظام اليمني المسؤولية. وقال المسؤول في وزارة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا اليستر برت «على الحكومة اليمنية وقوات الأمن التابعة لها ممارسة ضبط النفس والالتزام بمسؤولياتهم في حماية الشعب اليمني والحقوق الأساسية والحريات»، مضيفا ان على صالح العودة الى الاتفاق الخليجي لتسليم السلطة.
في المقابل، صرح نائب وزير الاعلام اليمني عبده الجندي بان استخدام السلطات اليمنية للقوة في فضّ اعتصام المتظاهرين فى ساحة التغيير جاء بعد محاولة المعتصمين اقتحام منشآت حكومية في المدينة من بينها مديرية الامن، ومقتل اثنين من رجال الامن فيها. وحمل الجندي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» الاحزاب المعارضة مسؤولية «دفع المعتصمين الى الانتقال من الاعتصامات السلمية الى اعمال الشغب والعنف».
من جهته، اتهم مصدر في شركة «فودافون» اليمنية لخدمات الهاتف النقال، وزارة الاتصالات اليمنية بقطع الاتصالات الدولية وخدمات الانترنت والهاتف الأرضي عن مشتركي الشركة. وقال لـ «بي بي سي» إن الخطوة مخالفة للقانون والدستور اليمني.
في هذه الاثناء، قال مصدر امني مسؤول ان «موكبا من التعزيزات آتيا من عدن تعرض لكمين نصبه عناصر من تنظيم القاعدة على بعد كيلومتر واحد من زنجبار، وقد قتل اربعة عسكريين بينهم عقيد فيما اصيب عدد من الجنود بجروح». وافاد مصدر امني آخر ان اربعة مسلحين من «القاعدة» قتلوا خلال المعارك الليلية مع قوات عسكرية لا تزال متواجدة داخل زنجبار.
وذكرت مصادر قبلية ان حوالى مئتي مسلح من قبائل ابين يدعمون «اللواء 25 ميكانيكي»، المحاصر في المدينة ويخوض مواجهات عنيفة مع المسلحين. وقال خالد الجعدني، وهو من ابناء القبائل، «لا يمكن ان نسلم عاصمة محافظتنا للقاعدة».
وافاد شهود عيان ان قصفا جويا وبحريا استهدف مواقع يعتقد انها لـ«القاعدة» قرب زنجبار. وذكر الشهود ان القصف استهدف منطقتي باجدار والخلا، ويعتقد ان المسلحين يتحصنون في هاتين المنطقتين.
واعتبر الزعيم القبلي في ابين والمجاهد السابق في افغانستان طارق الفضلي ان صالح قد يكون يسعى الى استدراج الولايات المتحدة الى النزاع في اليمن لخلط الاوراق مستفيدا من سيطرة المسلحين المتطرفين على زنجبار.
وأكد ان هوية المسلحين الذين يقدمون على انهم تنظيم «القاعدة»، تبقى «غير واضحة». وذكر الفضلي الذي يعد من ابرز اعيان ابين ان «مواجهات حصلت مع جماعات عديدة مسلحة اقتحمت المدينة وسيطرت على المعسكرات واستولت على كميات كبيرة من الاسلحة والسيارات العسكرية». وقدر عدد المسلحين بألف شخص، وقال انهم « يرفعون اعلاما بيضاء مكتوبا عليها انصار الشريعة».
وفي وقت بحث وزير الصناعة والتجارة في حكومة تصريف الأعمال هشام شرف عبد الله مع السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، حيث أكد فايرستاين مجددا دعم بلاده لإيجاد حل سياسي شامل من خلال المبادرة الخليجية، كثفت قوى الامن اليمنية اعمال البحث عن الفرنسيين الثلاثة الذين اختفوا السبت الماضي في جنوب شرق البلاد.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو انه «تم العثور على سيارة اعضاء المنظمة، ولم تلحق بها اضرار. وذلك يدعم فرضية الخطف». واضاف «نواصل التحري عن جميع الخيوط، مع تعاون وثيق مع السلطات اليمنية وقوات الشرطة والأمن بشكل خاص. ونحن على اتصال مع المنظمة غير الحكومية ومع عائلات مواطنينا الثلاثة».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد