انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة الأولى من نوعها منذ عام 1952
الجمل: تحدد يوم 4 تشرين الثاني 2008م، لإجراء الانتخابات الرئاسية رقم 55 للولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً لنائب الرئيس. وتجدر الإشارة إلى أن مهمة رئيس الولايات المتحدة تتمثل في القيام بأعباء رئيس الدولة، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، أما نائب الرئيس فيعمل كنائب للرئيس في مهامه، وأيضاً كرئيس لمجلس الشيوخ الأمريكي.
كذلك سوف تجري في يوم 4 تشرين الثاني نفسه، عملية انتخاب تشريعية لكامل أعضاء مجلس النواب الأمريكي ولـ22 عضواً من مجلس الشيوخ الأمريكي.
قواعد الانتخابات للرئيس ونائب الرئيس:
تقول قواعد الانتخابات بأن من يحصل على أغلبية الأصوات في الانتخابات لمنصب الرئيس سوف يصبح الرئيس، ومن يحصل على أغلبية الأصوات في الانتخابات لنائب الرئيس سوف يصبح نائباً لرئيس الولايات المتحدة، ولكن:
- إذا لم يحصل أحد المرشحين لمنصب الرئيس على أغلبية الأصوات فسوف لن تتم إعادة الانتخابات، وحصراً سوف يتم انتخاب الرئيس بالتصويت داخل مجلس النواب الأمريكي.
- إذا لم يحصل أحد المرشحين لمنصب نائب الرئيس على أغلبية الأصوات فسوف لن تُعاد الانتخابات، وحصراً سوف يتم انتخاب نائب الرئيس بالتصويت داخل مجلس الشيوخ الأمريكي.
أبرز الملامح العامد لانتخابات عام 2008 الرئاسية:
- عدم وجود ظاهرة إعادة الانتخاب:
تعتبر هذه الانتخابات الأولى من نوعها في أمريكا منذ عام 1952، والتي لا يوجد فيها رئيس أو نائب رئيس يدخل المنافسة من أجل إعادة انتخابه لمنصبه مرة أخرى.
- التكاليف المرتفعة:
تعتبر تكاليف هذه الانتخابات الأكثر ارتفاعاً في كل تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.. وتشير التقديرات الأولية بأن الحد الأدنى للتكاليف سوف يتجاوز المليار دولار.
- الجدول الزمني:
تم وضع الجدول الزمني لهذه الانتخابات بشكل مبكر، وذلك على النحو الآتي:
* 25 آب 2008م يختار الديمقراطيون المرشحين لمنصب الرئيس ونائب الرئيس.
* 1 أيلول 2008م يختار الجمهوريون المرشحين لمنصب الرئيس ونائب الرئيس.
* تشرين الأول سوف يتم عقد المناظرات بين المرشحين.
* 4 تشرين الثاني عملية الاقتراع.
أبرز المرشحين المتنافسين من داخل الأحزاب:
• الحزب الديمقراطي: وتدور المنافسة بين المرشحين الآتية أسماءهم من أجل الحصول على تسمية الحزب الرسمية كمرشح للرئاسة، وهم:
- باراك أوباما (يؤيده 59%، ويعارضه 34%).
- جون إدوارد (يؤيده 57%، ويعارضه 35%).
- هيلاري كلنتون (يؤيدها 48%، ويعارضها 50%).
- ويسلي كلارك (يؤيده 39%، ويعارضه 28%).
- جو بايدين (يؤيده 33%، ويعارضه 35%).
- بيل ريشارسون (يؤيده 30%، ويعارضة 30%).
- كريس دود (يؤيده 26%، ويعارضه 32%).
- دينيس كوشينيخ (يؤيده 23%، ويعارضه 33%).
• الحزب الجمهوري: وتدور المنافسة بين المرشحين الآتية أسماءهم من أجل الحصول على تسمية الحزب الرسمية كمرشح للرئاسة، وهم:
- رودي غيولياني (يؤيده 58% ويعارضه 38%).
- جون ماكين (يؤيده 55%، ويعارضه 39%).
- نيويت غينغريش (يؤيده 43%، ويعارضه 48%).
- مايك هوكابي (يؤيده 23%، ويعارضه 32%).
- تشوك هاغيل (يؤيده 23%%، ويعارضه 37%).
- فريد تومبسون (يؤيده 35%، ويعارضه 27%).
- ميت رومني (يؤيده 32%، ويعارضه 27%).
- دونكان هونتر (يؤيده 19%، ويعارضه 25%).
- سام برونباك (يؤيده 19%، ويعارضه 38%).
- توم تانكريدو (يؤيده 16%، ويعارضه 26%).
- رون بول (يؤيده 14%، ويعارضه 27%).
التوجهات والنزعات العقائدية للمرشحين:
• يتميز المرشحون الديمقراطيون بانخفاض النزعة المحافظة المصحوب بارتفاع النزعة الليبرالية العالية، وقلة عدد المرشحين، والانخفاض النسبي لنزعة الاعتدال.
• يتميز المرشحون الجمهوريون بارتفاع النزعة المحافظة المصحوب بانخفاض النزعة الليبرالية، وتوسط نزعة الاعتدال.
وعموماً، نجد أن أرقام النسب (التي أعدها استطلاع مؤسسة تقرير رازموسين الأمريكي والأكثر شهرة وخبرة في استطلاع الرأي حول انتخابات الولايات المتحدة الرئاسية)، هي أرقام تعكس المؤشرات الآتية:
• لا يوجد حتى الآن مرشح رئاسي حصل على دعم وتأييد جماهير حزبه بما يصل إلى 60% أو أكثر.
• بالنسبة لأبرز المرشحين:
- في الحزب الديمقراطي حصل باراك أوباما الذي يتقدم ا لمرشحين الديمقراطيين حالياً على نسبة تأييد تبلغ 59%، ومعارضة تبلغ 34%، وبالتالي فإن هناك فرصة أماه للمزيد من التأييد عن طريق كسب الأصوات المحايدة، والتي تبلغ 7% من إجمال أصوات الديمقراطيين، بحيث يصل إلى حد السقف الأعلى المتاح له حالياً وهو 66%. أما المرشح جون ادوارد فقد حصل على نسبة تأييد تبلغ 57% ومعارضة قدرها 35%، وبالتالي فبإمكانه المنافسة من أجل الحصول على أصوات المحايدين البالغة 8%، ليصل إلى سقف النسبة الأعلى المتاح له حالياً وهو 65%. أما هيلاري كلنتون، فقد حصلت على تأييد قدره 48% ومعارضة قدرها 50%، وبالتالي فإن أصوات المحايدين التي يمكن أن تحصل عليها هي 2% فقط، ومن ثم فإن السقف الأعلى لها لن يتجاوز 52%، وبالتالي فإن فرصتها أقل من سابقيها إلا إذا حدث تحوّل طارئ.
- في الحزب الجمهوري، يأتي رودي غولياني في المقدمة بنسبة تأييد حزبي جمهوري تبلغ 58% ومعارضة 38%، وبالتالي فإن الهامش المتاح له هو 4% فقط، ومن ثم فإن سقف التأييد الجهموري له لن يتجاوز 62% في أحسن الأحوال، والمرشح التالي له هو جون ماكين ونسبة التأييد الجمهوري له تبلغ 55% والمعارضة 39%، ومن ثم فإن الهامش المتاح أمامه هو كسب 6% من أصوات الجمهوريين ليصبح سقف نسبة التأييد الجمهوري هو 61%، أما بالنسبة للمرشح الثالث وهو نيويت غينغريش فقد حصل على نسبة تأييد جمهوري تبلغ 43% ومعارضة تبلغ 48%، وبالتالي فإن الهامش المتاح أمامه هو كسب 9% فقط من أصوات الجمهوريين ليصبح السقف الأعلى له 52%.
وعموماً نلاحظ من خلال قوائم المتنافسين الديمقراطيين والجمهوريين تأثير نزعات شخصية المرشح على التأييد: في حالة الديمقراطيين انه كلما انخفضت النزعة المحافظة وزادت النزعة الليبرالية وتوسطت النزعة الاعتدالية، كان المرشح أكثر تأييداً وسط الديمقراطيين، أما بالنسبة للمرشحين الجمهوريين فقد كان التأييد في الماضي يعتمد على ارتفاع النزعة المحافظة وانخفاض النزعة الليبرالية، ولكن هذه المرة على ما يبدو أن جماهير الحزب الجمهوري أصبحت لا تفضل تزايد النزعة المحافظة، وبالتالي فإن أبرز المرشحين الذين حصلوا على المزيد من التأييد الجمهوري كانوا أقل في نزعتهم المحافظة عن بقية المرشحين الجمهوريين الذين جاؤوا في ذيل القائمة الجمهورية، ويبدو أن سياسات إدارة بوش- تشيني، قد أثّرت سلباً على البنية النفسية ونسف القيم التي تميز جماهير الحزب الجمهوري.. ومن ثم يمكن القول بأن الرئيس الأمريكي القادم إن كان ديمقراطياً فسوف يكون أكثر ليبرالية وأقل محافظة، وإن كان جمهورياً فسوف تكون نزعته المحافظة أقل من نزعات سابقيه، وأيضاً سوف يكون أكثر ليبرالية واعتدالاً منهم.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد