بريطانيا بروان لم تعد الحليف الأقوى لأمريكا
“بريطانيا لم تعد الحليف الأوثق لأمريكا منذ تولي غوردون براون الحكم فيها”.
هذا هو جزء من تسريبات لمصادر في البيت الأبيض لصحيفة “دايلي تلجراف” البريطانية، حسبما ذكرت في تقرير أمس.
وذكر مصدر رفيع المستوى للصحيفة ان القلق يساور واشنطن حيال سياسات براون، ولهذا فإن الادارة الأمريكية تتجه الآن على نحو أكبر للميل تجاه فرنسا وألمانيا بدلاً من بريطانيا.
وقال هذا المصدر ان باريس وبرلين لم تعودا تمثلان “صداعاً” حالياً للولايات المتحدة، و”كذلك فإن الحاجة الملحة للاعتماد في كل الأمور على لندن لكونها العاصمة التي يمكن ان تضمن الأمن في أوروبا قد انتهت”.
ويقول هذا المصدر انه بعد استقالة توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق، فإن هناك الكثير من الذين يعتبرون الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو الشخص الذي يمكن للرئيس الأمريكي جورج بوش أن يتعاون معه لتحقيق الأمور في أوروبا.
وبالرغم من أن المستشارة الألمانية انجيلا ميركيل لم تعد في مستوى التوقعات الأولية بها في الولايات المتحدة، إلا انها لا تزال “مفضلة” على نحو أكبر من سلفها جيرهارد شرويدر.
وذكر مصدر في البيت الأبيض ان بريطانيا ستظل على نحو دائم تمثل “حجر الزاوية” في السياسة الأمريكية تجاه أوروبا، إلا ان المصادر تشير إلى ان هناك عدم ارتياح واسعاً بالنسبة لأداء القوات البريطانية في البصرة.
وعلاوة على ذلك، فإن هناك إقراراً بأن براون سيقوم بسحب القوات البريطانية المتبقية في البصرة، والتي سيصل قوامها إلى نحو 005ھ جندي قريباً.
وقال مسؤول في البيت الأبيض “ان القوات البريطانية كان أداؤها بالنسبة للعمليات في البصرة سيئاً”.
ويقول هذا المسؤول “ربما يكون من الأفضل فعلاً ان تنسحب القوات البريطانية وإنه سيتوفر أمامنا في جنوبي العراق مواقع واضحة”. وتحدث مسؤول آخر في البيت الأبيض للصحيفة عن براون، فقال إنه “يثير التحدي”، وكذلك “فإنه ليس على صلة وثيقة إلى حد كبير بالولايات المتحدة بالمقاربة إلى ما كان عليه الحال خلال حكم توني بلير”.
وفي اطار هذه التسريبات الأمريكية فإن الصحيفة تقول إن هناك الآن خفضاً ملحوظاً في نسبة الاتصالات بين دونينغ ستريت والبيت الأبيض، منذ رحيل بلير. وكذلك فإن مسؤولين أمريكيين لاحظوا ان عدداً قليلاً من الوزراء البريطانيين قد زاروا واشنطن خلال الأشهر القليلة الماضية منذ تولي براون الحكم.
وقد تحدث براون مع بوش مرتين هاتفياً خلال الأشهر الثلاثة الماضية منذ أن التقى الزعيمان في كامب ديفيد في شهر يوليو/تموز الماضي، بينما كان بلير وبوش يعقدان مؤتمرات عن طريق شبكة الفيديو التلفزيونية اسبوعياً في أغلب الأحيان.
وعلى صعيد داخلي في بريطانيا، تزايدت الحمى الانتخابية مع توقعات بأن يتوجه براون إلى قصر باكنغهام الاسبوع المقبل ليستأذن الملكة بأنه قرر الدعوة إلى انتخابات مبكرة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
عمر حنين
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد