بلير يبدأ مهمته في الأراضي الفلسطينية المحتلة بتجاهل حماس
استبعد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لقاء مسؤولين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مهمته الأولى بالمنطقة مبعوثا للجنة الرباعية الدولية لسلام الشرق الأوسط، وفق ما ذكر المتحدث باسمه ماتيو دويل.ووصل بلير إلى القدس الغربية قادما من عمان التي بدأ فيها جولته، حيث أجرى محادثات وصفها بالإيجابية والبناءة مع وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب.
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الأردني أن مهمة بلير "حيوية للفلسطينيين والإسرائيليين وللمنطقة".
وقال الخطيب عقب لقائه مبعوث الرباعية إنه أبلغ بلير بموقف ووجهة نظر الملك عبد الله الثاني الهادفة إلى تحقيق السلام بناء على استعادة الحقوق الفلسطينية والتوصل إلى السلام الشامل من خلال الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة.
ويجري بلير في إسرائيل محادثات مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك، قبل أن ينتقل إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض غدا، يعود بعدها إلى القدس الغربية للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.وأوضحت ميري أيسين المتحدثة باسم أولمرت أن إسرائيل تنظر إلى دور بلير على أنه دور لدعم المؤسسات الفلسطينية، مشيرة إلى أن رؤية قدرة الفلسطينيين على الحكم ستساعد تحديدا المسار الثنائي.
وكان بلير عين يوم 27 يونيو/ حزيران مندوبا للجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة.وسبق جولته الأولى للشرق الأوسط اجتماع للجنة الرباعية الأسبوع الماضي في مدينة لشبونة، أعرب بلير فيه عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
لكنه لم يشأ أن يعطي في نفس الوقت آمالا "زائفة" بتحقيق اختراق بارز في مهمته التي يطلق عليها المتشككون "المهمة المستحيلة"، موضحا أن مسعاه الأول سيكون الإصغاء إلى المسؤولين والانصراف إلى التفكير.
وقد حذرت حماس بلير من أي محاولة لتهميشها. وقال القيادي في الحركة محمود الزهار إن ذلك سيكلف بلير مصداقيته.وأكد الزهار في نفس الوقت أن حماس غير مستعدة للجلوس مع شخص "يدعوها للتخلي عن ثوابتها الوطنية وآمال الشعب الفلسطيني".
لكن المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري أعرب في تصريحات لصحيفة تايمز الصادرة اليوم عن استعداد الحركة للتحاور مع بلير.كما أشار متحدث آخر باسم حماس هو فوزي برهوم في بيان له إلى أن مهمة بلير ستفشل إن لم تكن قائمة على أسس شفافة ونزيهة واحترام جميع الأطراف، محذرا من سياسة ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين، واستثناء لحماس من الحوار و"تجاهل شريحة كبيرة من الشعب الفلسطيني".ويرى المراقبون أن الصلاحيات المحدودة التي منحت لبلير كمبعوث للرباعية ليست العائق الوحيد، بل يضاف إليها الواقع السياسي الجديد بالأراضي الفلسطينية بعد سيطرة حماس على مقاليد السلطة في قطاع غزة، وإصرار بعض الأطراف بما فيها إسرائيل على مقاطعتها وإبعادها عن أي حوار كان.
و سيتوجه وزيرا الخارجية الأردني عبد الإله الخطيبوالمصري أحمد أبو الغيط إلى إسرائيل غد الأربعاء للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي في إطار مهمة من الجامعة العربية للترويج لمبادرة السلام العربية.
واعتبر الخطيب أن الزيارة "هي تركيز للتكليف العربي لمصر والأردن لنقل الموقف العربي إلى الحكومة الإسرائيلية". وأعرب عن أمله بأن تتجاوب تل أبيب مع المبادرة العربية "بما تستحقه من اهتمام".
وكلفت الجامعة العربية مصر والأردن بالسعي إلى إقناع المسؤولين الإسرائيليين بقبول مبادرة السلام العربية التي أعيد تفعيلها في قمة الرياض في مارس/ آذار الماضي.وتنص المبادرة على تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وتسوية مسألة اللاجئين الفلسطينيين.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد