تركيا والعراق وإيران ستنجر إلى حرب جديدة
تطرقت مراسلة “كومسومولسكايا برافدا” داريا أسلاموفا إلى استفتاء كردستان العراق، مشيرة إلى إشعاله “نقطة ساخنة” جديدة في الشرق الأوسط.
كتبت أسلاموفا:
ظهرت على خريطة الشرق الأوسط “نقطة ساخنة” جديدة. فقد أجري في كردستان العراق استفتاء على الانفصال عن العراق رغم معارضة المجتمع الدولي. وكانت نتيجة الاستفتاء معروفة مسبقاً. وهذا يعني أن تفكك العراق أمر لا مفر منه، وكذلك نشوب الحرب.
فهذا الاستفتاء كان تهديداً مباشراً لوحدة أراضي الدول المجاورة – تركيا وإيران وسوريا، حيث يعيش ملايين الكرد، الذين يحلمون بدولة مستقلة تجمعهم جميعاً. ومن السهل إعلان الاستقلال عن العراق، ولكن أين سترسم الحدود؟ خط الحدود يجب أن يمر عبر أغنى المناطق الغنية بالنفط – كركوك والموصل التي يطالب بها الكرد والعرب، فكيف ستكون النتيجة؟
يقول المحلل السياسي الكردي رمضان كريم إن مركز تنسيق تم تشكيله بين الدول الثلاث – العراق وتركيا وإيران، برئاسة قاسم سليماني القائد العام لفيلق حرس الثورة الإسلامية المسؤول عن جميع العمليات السرية الإيرانية في الشرق الأوسط. وهذه البلدان تغلق مجالها الجوي وحدودها أمام كردستان. وهذا يعني حصاراً تاماً، حيث لن يكون بمستطاعنا تصدير النفط عبر تركيا.
– ولكن كيف ستعوض تركيا نفط كردستان؟
يجيب كريم: كان لدى تركيا علاقات نفطية مع ليبيا وسوريا. بيد أن هذه العلاقات لم تمنعها من الوقوف ضد القذافي والرئيس الأسد. المسألة الرئيسة لتركيا الآن هي معاقبة الكرد. ونحن لدينا بديل، حيث يمكننا تصدير النفط عبر كردستان سوريا، التي توصلنا مباشرة إلى البحر الأبيض المتوسط.
– ولكن كيف؟
ليس هناك منفذ مباشر على البحر، وهناك مناطق تركية مدعومة من تركيا بين المناطق الكردية، إضافة إلى وجود مناطق تحت سيطرة “جبهة النصرة”، كما أنه لمد انبوب النفط من كردستان إلى البحر لا بد من موافقة سلطات دمشق.
هنا نأمل بمساعدة أصدقائنا في روسيا. لقد استثمرت روسيا في كردستان العراق أربعة مليارات دولار. أي إن هناك ما ستفقده. كما أن شركة “روس نفط” وقعت قبل مدة مع كردستان صفقة بقيمة مليار دولار لمد أنبوب غاز عبر تركيا إلى أوروبا. لذلك فإن الدولة الوحيدة في العالم، التي تعلِّق بتحفظ على الاستفتاء هي روسيا، ونحن ممتنون لها لهذا الموقف.
– ولكن الاستفتاء سيشعل حرباً أهلية في العراق.
يقول رمضان كريم موضحاً إن تركيا وإيران ستتدخلان في الحرب بين كردستان المستقلة والعراق. فقد وصف رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي إجراء الاستفتاء بأنه إعلان حرب. كما وعد الرئيس التركي أردوغان باتخاذ تدابير صارمة جداً. يتغير شكل الشرق الأوسط المثبت عام 1916، ولكن الكرد لن يتراجعوا، حتى لو كانت الحرب تهددنا.
ترجمة وإعداد كامل توما
إضافة تعليق جديد