ثلاثة خيارات أمام أمريكا في العراق
الجمل: يقوم البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) حالياً بدراسة ثلاثة خيارات أساسية، حول الموقف في العراق، وتتمثل هذه الخيارات في الآتي:
- الخيار الأول: إرسال المزيد من القوات إلى العراق.
- الخيار الثاني: البقاء فترة أطول.
- الخيار الثالث: الانسحاب وإخراج القوات من العراق.
وتفيد المعلومات الصادرة من داخل البنتاغون، بأن خبراء البنتاغون يدرسون حالياً خياراً يجمع بين الزيادة القليلة في عدد القوات لفترة قصيرة، والالتزام طويل الأجل بعملية تدريب وتوجيه القوات العراقية.
ويترأس لجنة خبراء البنتاغون، رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال بيتر باسي، كذلك فقد تم تشكيل هذه اللجنة العسكرية لتعمل بشكل مواز مع لجنة بيكر، بحيث يكون اختصاص لجنة البنتاغون تقديم التوصيات العسكرية، واختصاص لجنة بيكر تقديم التوصيات السياسية.. وبعد اكتمال ذلك تقوم الحكومة الأمريكية عن طريق البيت الأبيض والكونغرس بإعداد تقدير الموقف النهائي والذي على ضوئه يتم اتخاذ قرار واشنطن النهائي بشأن العراق.
كذلك فقد تعرض التحليل الذي قدمه توماس ريكس عضو هيئة تحرير صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إلى تداعيات ومضاعفات الخيارات الثلاثة -بحسب إفادة مصادر البنتاغون- ويمكن استعراض ذلك على النحو الآتي:
• خيار زيادة عدد القوات: وهو خيار يهدف إلى استخدام عدد أكبر من القوات الأمريكية بهدف كسر دورة العنف المتصاعدة حالياً في العراق، وذلك على أساس اعتبارات أن تنفيذ القوات الأمريكية لحملة مكافحة تمرد كلاسيكية (counter insnrgency classical operation) تتطلب مئات الآلاف من الجنود الأمريكيين، والمزيد من العتاد المدرع، وحالياً فإن هذا الخيار أصبح تطبيقه صعباً بسبب رفض الرأي العام الأمريكي له إضافة إلى معارضة معظم أعضاء الكونغرس الجديد له.
• خيار البقاء لفترة أطول مع تقليص عدد القوات: وهو خيار يصعب تطبيقه، لأن القوات الأمريكية الموجودة حالياً في العراق ثبت أنها غير قادرة على القضاء على دورة العنف المتصاعد، وبالتالي إذا تم تخفيض هذه القوات فإن النتائج سوف تكون أسوأ.
• خيار الانسحاب الفوري: وهو خيار يؤدي إلى الاعتراف بهزيمة أمريكا أمام العالم، وذلك على النحو الذي يؤدي إلى تراجع النفوذ الأمريكي، بما يقلل قوة الردع التي تتمتع بها القوة العسكرية حالياً في سائر أنحاء العالم، وحالياً يرفض كل خبراء وزعماء البنتاغون هذا الخيار.
وعموماً يمكن القول: إن ما تحاول لجنة البنتاغون التركيز عليه في توصياتها النهائية، يتمثل في إعداد خطة مهجنة يتم اشتقاقها وتركيبها عن طريق الجمع بين المزايا الإيجابية الخاصة بالخيارات الثلاثة، ضمن خيار واحد، بحيث يتضمن النموذج الاستراتيجي للخطة النهائية على جزء من الخيار الأول، وجزء من الخيار الثاني، وجزء من الخيار الثالث، وذلك بحيث تكون النتيجة النهائية تتمثل في تقديم توصية للإدارة الأمريكية تهدف إلى تقليل دخول القوات الأمريكية في المعارك الميدانية على المسرح العراقي، أي أن تظل القوات الأمريكية موجودة لفترة أطول في العراق ولا تشارك في أي قتال، إلا دفاعاً عن النفس عند تعرض معسكراتها للهجوم، والدور الوحيد الذي يجب أن تقوم به هو تدريب القوات العراقية وتوجيهها.. ووفقاً لهذه الصيغة يمكن رفع عدد القوات الأمريكية الحالية بعدد يتراوح من 20 إلى 30 ألف جندي أمريكي، وذلك على النحو الذي يفرز إمكانية وفعالية تطبيق نموذج المخطط الأمريكي الجديد: عدد قوات أكبر في العراق+ عدم تنفيذ أي عمليات عسكرية داخل العراق+ تدريب القوات العراقية+ بقاء لفترة أطول في العراق.
هذا ما يعمل البنتاغون على تنفيذه بشأن الملف العراقي الساخن حالياً.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد