دمشق وعمان تناشدان المجتمع الدولي لمساعدة مليوني لاجئ عراقي
ناشدت كل من دمشق وعمان المجتمع الدولي تقديم المساعدة لتحمل عبء قرابة مليوني لاجئ عراقي على أراضيهما, في الوقت الذي أعلنت فيه بغداد تقديم مساعدات مالية لدول الجوار لدعم احتياجات اللاجئين.
وقال فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري -في كلمته في المؤتمر الدولي لبحث أزمة اللاجئين العراقيين بجنيف- إن بلاده تواجه عددا هائلا من اللاجئين, مؤكدا أن دمشق تستضيف قرابة 1.2 مليون عراقي أي ما يعادل 12% من سكانها.
وأضاف مقداد أن سوريا بحاجة إلى نحو 256 مليون دولار أخرى لكي تواصل تقديم المعونات والرعاية الصحية والتعليم على مدى العامين القادمين.
من جانبه قال مخيمر أبو جاموس الأمين العام لوزارة الداخلية الأردنية إن 750 ألف لاجئ عراقي يكلفون حكومته مليار دولار سنويا, مما يشكل عبئا على المملكة.وأضاف أن عمان تأمل أن يخرج الاجتماع بالتزام واضح من جانب المجتمع الدولي للمشاركة في تحمل العبء الواقع على الدول المضيفة.
بالمقابل قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن الحكومة العراقية ستقدم 25 مليون دولار لمساعدة دمشق وعمان على تقديم الرعاية للاجئي بلاده باعتبارها "خطوة أولى نحو مد يد العون لهؤلاء الناس".
أما واشنطن فأعلنت على لسان إيلين ساوربري المسؤولة بدائرة السكان واللاجئين والهجرات التابعة للخارجية الأميركية، أنها قادرة على استيعاب حتى 25 ألف لاجئ عراقي خلال العام الجاري.
واعتبرت أن "لا حدود" أمام الولايات المتحدة لاستيعاب اللاجئين, لكن "ثمة قرار رئاسي ينص على استيعاب سبعين ألف لاجئ من العالم أجمع هذا العام".
وجاءت تلك المواقف فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دول جوار العراق إلى فتح أبوابها أمام المدنيين العراقيين الفارين من أعمال العنف التي تعصف بالمواطنين للسنة الرابعة على التوالي, والمساهمة في تحمل عبء ملايين اللاجئين.
كما حث كي مون المجتمع الدولي على مساعدة الدول المضيفة للاجئين العراقيين, قائلا في كلمة عبر الفيديو للمشاركين في مؤتمر جنيف "يجب علينا جميعا أن ندرك أنها مسؤولية عالمية لها تبعات دولية".
من جهته قال أنطونيو غوتيريس المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة إن جزءا كبيرا من مشكلة اللاجئين العراقيين لم يلاحظ بسبب اندماج العراقيين في الدول المجاورة.
وأضاف أن واحدا من كل ثمانية عراقيين خرج من داره "مما يمثل أكبر عملية نزوح في منطقة الشرق الاوسط منذ الأحداث المأساوية عام 1948".
ولفت غوتيريس إلى أن الدول المضيفة للاجئين وخاصة سوريا والأردن لا تمتلك البنى التحتية الكافية لاستضافتهم مما يزيد من معاناة النازحين يوما بعد يوم. وأضاف "لقد حان الوقت لكي يعبر المجتمع الدولي عن تضامنه الحقيقي ويقدم دعما سخيا للنازحين العراقيين وللدول المضيفة لهم".
وتنظم المؤتمر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من أجل حشد المزيد من المساعدة الدولية لحل أزمة أكثر من أربعة ملايين لاجئ داخل وخارج العراق.
ويبحث المؤتمر الذي تشارك فيه 60 دولة وأكثر من 450 مسؤولا دوليا ومنظمات دولية وغير حكومية, طرق تعزيز الرد الدولي على النزوح والهجرة الجماعية من العراق بسبب العنف الطائفي.
وتفيد بيانات صادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأن أكثر من أربعة ملايين نازح عراقي تركوا منازلهم, بينهم 1.9 ملايين هُجّروا داخل بلادهم. وتقول المفوضية التي دعت إلى عقد المؤتمر إن احتياجات الإغاثة تشهد زيادة حادة, خاصة أن خمسين ألف عراقي يفرون من العنف في بلادهم كل شهر.وأشارت المفوضية إلى أن السعودية تشيد سياجا متطورا تكنولوجياً كلفته سبعة مليارات دولار عند حدودها مع العراق لمنع الفارين من اللجوء إليها.وطبقا لبيانات المفوضية فإن نحو 95% من اللاجئين العراقيين يعيشون في الشرق الأوسط، غير أن عدد العراقيين الذين فروا إلى الدول الصناعية ارتفع بنسبة 77% أي 22200 لاجئ خلال عام.
وكالات
إضافة تعليق جديد