ديك تشيني وأجندة العام المتبقي:
الجمل: قبل بضعة أيام، قامت مجموعة من المحامين الأمريكيين في منطقة ماساشوسيتس الغربية، بمقابلة جون اوليفر، عضو الكونغرس الأمريكي الديمقراطي عن الولاية. وتقدموا إليهم بطلب القيام بدور في محاولة عملية حجب الثقة عن الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني، وقد رد عليهم جون اوليفر بالقول بأنه ليس في وسعه القيام بشيء لدعم عملية حجب الثقة، وأسهب في حديثه معهم في التطرق إلى المعلومات المتوافرة لديه بأن الولايات المتحدة سوف تقوم قريباً بتنفيذ هجومها العسكري ضد إيران.
• ديك تشيني وأجندة العام المتبقي:
بعد نشر صحيفة الغارديان البريطانية لتقريرها حول اقتناع الرئيس جورج بوش بوجهة نظر ديك تشيني، والتخلي عن توجهات كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية، وروبرت غاتز وزير الدفاع، وحلفاء الناتو، أورد الصحفي الأمريكي ويستر جي تاريلي، اليوم على صحيفة اونلاين جورنال الأمريكية معلومات تقول بأن ديك تشيني وعناصر (شبكة) جماعة المحافظين الجدد وأصدقاء إسرائيل المتغلغلة داخل الإدارة الأمريكية، بدؤوا عملية الإعداد لتنفيذ عملية جريئة داخل الولايات المتحدة، وتتمثل في تنفيذ (هجوم) بأسلحة الدمار الشامل ضد وسط إحدى المدن الأمريكية، على النحو الذي يوفر (الذريعة) المناسبة للقيام بإجرائين، هما:
- توجيه الضربات العسكرية الأكثر وحشية ضد إيران.
- إعلان حالة الطوارئ داخل الولايات المتحدة.
- التدخل في باكستان، وتنفيذ المجازر الوحشية في مناطق القبائل.
- تقسيم إقليم كوسوفو.
- تقسيم العراق.
وتقول المعلومات أيضاً بأن إسرائيل سوف تشارك على قدم وساق مع أمريكا في توجيه الضربات العسكرية ضد إيران.
كذلك تشمل الضربات العسكرية الأمريكية- الإسرائيلية حلفاء إيران في المنطقة، مثل: سورية، حزب الله اللبناني، وحركة حماس في غزة.
المخطط الذي يسعى تشيني وجماعة المحافظين الجدد يشرف على إعداده ميشيل شيرتوف وزير شؤون الأمن الوطني الداخلي الأمريكي، والذي بدأ التمهيد لـ(الاعتداء المتوقع) بإطلاق التصريحات لبعض الصحف الأمريكية، والتي تركز محتواها ومضمونها بأنه (يتوقع) حدوث المزيد من الهجمات الإرهابية داخل أمريكا خلال هذا الصيف.
• مخطط ديك تشيني والتحركات الموازية:
بدأ ديك تشيني في إجراء بعض المشاورات والمباحثات مع الحلفاء المقربين لأمريكا، وذلك حول (السبل الحاسمة لمواجهة خطر الإرهاب والقضاء عليه)، وأول الزيارات كانت قيام ميشيل شيرتوف بزيارة كندا، والاجتماع مع نظيره الكندي.
• ديك تشيني وتوسيع دائرة الحرب:
عندما زار ديك تشيني باكستان خلال الأشهر الماضية، تحدث مع الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف، وطلب منه المشاركة في الهجوم الأمريكي المتوقع ضد إيران، وبسبب رفض مشرف للفكرة، بدأ ديك تشيني وجماعة المحافظين الجدد التخطيط للإطاحة بمشرف، وقد كشفت المعلومات عن قيام عناصر وكالة المخابرات المركزية بإجراء الاتصالات مع بعض الجنرالات وكبار مسؤولي المخابرات الباكستانية، والتشاور معهم حول مدى إمكانية استمرار الجنرال مشرف في السلطة.
صحيفة ذا صن الأمريكية التابعة لجماعة المحافظين الجدد، بدأت في شن حملة هجوم شديدة اللهجة ضد مشرف، وأجرت خلال اليومين الماضيين حوارا مع وليم كريستول زعيم جماعة المحافظين ا لجدد، والذي أكد فيه قائلاً بأن أمريكا سوف تقوم بشن هجوم عسكري كبير ضد الكثير من المناطق الباكستانية، دون أخذ أي إذن مسبق من الجنرال مشرف!!
• سورية ولبنان والأراضي الفلسطينية في دائرة الاستهداف:
يقول الصحفي الأمريكي ويستر جي تاريلي بأن ديك تشيني وجماعة المحافظين الجدد ينظرون لسورية ولبنان باعتبارهما حليفين لإيران، وفي هذه المرة فإن العدوان المحتمل ضد لبنان قد لا يستثني أحداً، وسوف يكون الهجوم الإسرائيلي ضد لبنان (مبرمجاً) ضمن حملة الهجوم الأمريكية ضد إيران. ودلل الصحفي الأمريكي على صحة رأيه بالتلميحات التي وردت في حديث الخبير الأمريكي دينيس روس إلى صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية والذي قال فيه بأن المواجهة بين إسرائيل وسورية وحلفاءها اللبنانيين باتت محتملة في هذا الصيف.
• وماذا عن الكونغرس الأمريكي:
صدرت خلال الفترة الماضية الكثير من الأوامر التنفيذية التي هدفت لتعزيز قدرة البيت الأبيض في الدخول في حالة الحرب ضد دول العالم وكياناته التي تشكل تهديداً مباشراً ضد أمن ومصالح الولايات المتحدة، وذلك دون الرجوع إلى الكونغرس.
الأساس الذي استندت إليه هذه الأوامر التنفيذية هو القانون الذي أصدره الكونغرس في الفترة التي أعقبت هجمات الحادي عشر من أيلول 2001م، إضافة إلى التشريعات والقوانين، وسعت صلاحيات الرئيس بوش في استخدام الوسائل العسكرية في مواجهة التهديدات المفاجئة دون الرجوع إلى الكونغرس.
وكل ما هو مطلوب الآن أن (يحدث شيء ما) مروع داخل أمريكا، لكي يصدر بوش أوامره بحرية تامة، ودون تقيد بالكونغرس، خاصة إذا كان الكونغرس في إحدى عطله الدورية.
كذلك تقول بعض المعلومات التي أوردها الصحفي الأمريكي جاستن رايموندو، بأن الكثير من النواب الديمقراطيين الحاليين الذين يظهرون معارضتهم للحرب، سوف تنقلب أراءهم دفعة واحدة عند لحظة العدوان، وذلك لأن معظمهم يرتبط بالشركات النفطية وشركات المجتمع الصناعي- العسكري، التي تقدم لهم (المال السياسي) بناء على توصيات عناصر وجماعات اللوبي الإسرائيلي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد