دينيس روس- حول تقرير بيكر: السعوديون أكثر قلقاً من بوش ورهطه
الجمل: نشر المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط دينيس روس مقالاً بموقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حمل عنوان (مسائل وشؤون داخلية) وذلك بتاريخ 8 كانون الأول الجاري.
يقول دينيس روس: إن الرئيس بوش ومستشاريه ليسوا هم وحدهم الأكثر قلقاً إزاء توصيات لجنة بيكر- هاملتون (مجموعة دراسة العراق)، بل كان السعوديون أكثر قلقاً من جورج بوش ومساعديه ومستشاريه. وأشار دينيس روس إلى أن العاهل السعودي الملك عبد الله قد سعى وألح شخصياً لدى الإدارة الأمريكية من أجل أن يعقد اجتماعاً مع نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، وتتمثل مخاوف السعوديين في توصيات لجنة بيكر التي طالبت بضرورة التعاون مع إيران وسوريا في مسألة الملف العراقي.. وبحسب حديث دينيس روس، فإن مخاوف السعوديين مصدرها أن الزعماء السعوديين ينظرون لكل من سوريا وإيران باعتبارهما منافستين للسعودية في منطقة الشرق الأوسط.
يقول دينيس روس: إن على كل من السعوديين وإدارة بوش أن لا تقلق وتتخوف من التوصيات الخاصة بالتعاون مع سوريا وإيران، وذلك لأن مشاكل العراق ليست مصدرها سوريا أو إيران، بل مصدرها من داخل العراق، وحالياً لا أحد يستطيع التحكم بما يجري في داخل العراق.. وعلى ما يبدو فإن التعليل الذي حاول دينيس روس تقديمه، يقوم على الفصل التام وإلغاء الروابط المجتمعية القوية بين العراق وبين جواره الإقليمي التي تتكون من خمسة دول من بينها سوريا وإيران والسعودية أيضاً.
كذلك يتجاهل دينيس روس الموقف السوري المعلن إزاء الملف العراقي منذ الوهلة الأولى، وهو المطالبة بتحديد توقيت انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية من العراق، باعتبار أن الاحتلال هو جوهر المشكلة العراقية الراهنة.
يمضي دينيس روس في تحليلاته التي تستند على أطروحات جماعة المحافظين الجدد، فيقول: إن التحدي الرئيسي الماثل حالياً أمام الأمريكيين في العراق هو عملية إقناع الزعماء العراقيين بأنهم إذا أنجزوا واتخذوا الخطوات الرئيسية إزاء مسألة التسوية والمصالحة الوطنية، فإننا سوف نبقى في العراق.. وإذا لم يفعلوا ذلك فإننا سوف نغادر العراق. ومن يلاحظ عبارات دينيس روس هنا، يكتشف المعنى المزدوج الذي يحاول دينيس روس اللعب على خطوطه: أي إن تصالح العراقيون. ومن ثم فإذا أراد العراقيون خروج القوات الأمريكية من العراق، فإن عليهم القيام بالمزيد من القتال والاحتراب الداخلي، أي المزيد من الحرب الأهلية.
كذلك نلاحظ أن دينيس روس يستخدم منطلقاً يختلف ويتعاكس مع منطق الإدارة الأمريكية، الذي يقول: إن على الأمريكيين البقاء في العراق لحين القضاء على الاضطرابات الداخلية.
ونلاحظ أنه إذا جمعنا منطق دينيس روس مع منطق الإدارة الامريكية، فإنه يتبين لنا أن حاصل الجمع يوصلنا إلى الصيغة الأكثر خبثاً والتي تسعى الإدارة الأمريكية ومن ورائها إسرائيل لتطبيقها في العراق، وهي (رفع عدد القوات الأمريكية) باعتباره وقوف إلى جانب العراقيين يهدف إلى مساعدتهم في القضاء على العنف الأهلي الداخلي.
و(إعادة انتشار القوات الأمريكية) باعتباره انسحاباً من العراق!!
وبرغم محاولة دينيس روس الهادفة إلى التقليل من أهمية الدور السوري والإيراني في المنطقة، إلا أنه يحاول الالتفاف على ما طالب به في البدء، وذلك عندما قال: (إن هذا لا يعني البتة أن جيران العراق ليس لهم شيء يساهمون به، وبوضوح فإن إشراكهم جميعاً بما في ذلك الإيرانيين والسوريين، من الممكن أن يشكل وسيلة تساعد في خيارات السيطرة على الفصائل المختلفة الموجودة في العراق).
وهكذا يؤكد دينيس روس بشكل قاطع أن أمريكا ترغب البقاء في العراق، وعدم الخروج منه إلا بعد ضمان استنفاذ موارده النفطية لمصلحة أمريكا وإسرائيل حتى لو كان الثمن تقسيم العراق، ومن أجل تحقيق هذا الهدف تريد أمريكا الضغط بقوة على جيران العراق من أجل مساعدتا في إنجاز هذا الهدف.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد