ذيول الفساد تهدد نصف مليون عراقي بالموت غرقاً
الجمل: بعد مقتل أكثر من مليون عراقي بسبب القصف الجوي والغزو والاحتلال العسكري، إضافة إلى عمليات فرق الموت، والتطهير العرقي، وانفجارات القنابل والسيارات المفخخة، تقول المعلومات بأن الموت هذه المرة، لن يهدد العشرات أو الآلاف كالعادة، وإنما سيواجه نصف مليون عراقي (أي 3.5% من الشعب العراقي) الموت دفعة واحدة، وهذه المرة ليس قتلاً بالرصاص إنما غرقاً، وتحديداً في منطقة الموصل العراقية..
* التقارير والمعلومات:
التقارير الواردة حتى الآن تعكس تضارباً بين تقرير كتيبة الهندسة التابعة لقوات الاحتلال الأمريكي في العراق وتقرير "السلطات العراقية". حيث حذر تقرير كتيبة الهندسة من احتمالات انهيار سد الموصل، على النحو الذي سوف يترتب عليه مقتل نصف مليون عراقي وتدمير مدينة الموصل والمناطق المجاورة لها، وأشار التقرير إلى أن انهيار السد، سوف يترتب عليه أن تغمر المياه مدينة الموصل بارتفاع 20 متراً، والعاصمة بغداد بارتفاع 5 أمتار، أما تقرير "السلطات العراقية"، وعلى لسان المتحدث الرسمي العراقي علي الدباغ، فقد أشار إلى أن السد تحت المراقبة، وليس هناك أي خطر يهدد بانهياره حالياً...
* الخيط "غير الرفيع" الواصل بين كارثة الفساد وكارثة سد الموصل المتوقعة:
بعد فضيحة قيام "وزير الدفاع العراقي" السابق الذي عينته سلطات الاحتلال الأمريكي، بالاستحواذ على مبلغ مليار دولار ومغادرته للعراق، تحت سمع وبصر "الحكومة العراقية" مستخدماً جواز سفره وهويته الأمريكية، بحيث لم تستطع "الحكومة العراقية" اعتراض مغادرة وزير دفاعها من "وطنه الأول" العراق إلى "وطنه الثاني" الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك قامت قوات الاحتلال الأمريكي بواجبها كاملاً إزاء حماية "المواطن الأمريكي" الذي يتقلد منصب "وزير الدفاع العراقي"، وتأمين عودته إلى "وطنه الثاني"، أمريكا، ظافراً بمبلغ مليار دولار اختلسها من المال العراقي العام الذي يقسم الرئيس الأمريكي بوش مراراً وتكراراً أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي، بأن القوات الأمريكية سوف تبقى في العراق من أجل حماية ممتلكات وأرواح العراقيين..
* كم يكلف إعمار العراق حتى الآن؟
ركز الإعلام الأمريكي منذ بداية الغزو وحتى الآن، على الخسائر الأمنية والعسكرية، واليوم، تجرأ الصحفي الأمريكي جيمس غلاتز، وأعد تقريراً نشرته –على غير العادة- صحيفة نيويورك تايمز، حمل عنوان "في تقرير إلى الكونغرس، إعادة بناء العراق تعاني قصوراً في تحقيق الأهداف والغايات"..
يقول التقرير بأن أكثر من 100 مليار دولار، تم إنفاقها بواسطة الأمريكيين في عملة "إعادة بناء العراق" وأشار التقرير إلى أن الفضل في توفير هذه المبالغ يعود إلى دافعي الضرائب الأمريكيين، وعائدات النفط العراقي، ويشير التقرير إلى أنه برغم "ضخامة المبلغ"، فإنه لم يكفي حتى الآن لتوفير مياه الشرب وخدمات الكهرباء للعراقيين، الذين ما زالوا يحتاجون إلى مبالغ كبيرة من أجل تلبية حاجاتهم من الكهرباء ومياه الشرب..
* الشراكة الأمريكية – العراقية "غير المعلنة" في العراق:
أصبح واضحاً أن هناك الكثير من الخيوط المتشابكة التي تربط نسيج المصالح الأمريكية – العراقية، وبتحديد أكبر، فإن ثمة شراكة غير معلنة، بين جماعات المصالح الأمريكية (الشركات الأمريكية)، وجماعات المصالح العراقية (المسئولون العراقيون)، وضمن هذه الشراكة تقدم الأطراف المساندة والمعاونة لبعضها البعض:
• عقود تدريب وتجهيز وإعداد "قوات الأمن العراقية" تستفيد منها شركات الأمن الأمريكية، وفي العراق يستفيد منها موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي، وبقية المسئولين في قطاع الأمن العراقي.
• عقود تسليح وتدريب قوات الجيش العراقي" تستفيد منها الشركات العسكرية الأمريكية، والمسئولون العراقيون عن قطاع النفط..
• عقود الإنشاءات الهندسية مثل بناء الطرق والجسور، وشبكات المياه والكهرباء التي تستفيد منها الشركات الأمريكية والمسئولون العراقيون المعنيون بالأمر.
عموماً، مشهد الفساد العراقي، تطور متنقلاً من مرحلة الفساد الوظيفي (أي تقديم الرشاوي والعمولات) إلى مرحلة الفساد المؤسسي (أي استحواذ الفاسدين على جهاز الدولة)..
وتعتبر مرحلة الفساد المؤسسي من المراحل السرطانية الأكثر خطورة على الأمن الوطني العراقي..
وتقول المعلومات بأن الأمريكيين أصبحوا الآن أكثر خجلاً على حالهم من المسئولين العراقيين الذين مازالوا ينهمكون في الاستيلاء على ما خف وزنه وغلى ثمنه!!! ولنا أن نتصور إلى أين سوف تمضي قاطرة الفساد العراقية على خلفية تواتر تداعيات مرحلتها المؤسسية التي استحوذ فيها وزير النفط العراقي على النفط العراقي، ووزير الاقتصاد العراقي على الاقتصاد العراقي، ووزير الزراعة العراقي على الزراعة العراقية وهلمجرا.. إذا علمنا، أن معظم المسئولين الأمريكيين الموجودين في العراق، هم من اليهود الأمريكيين أو الإسرائيليين الذين يحملون أوراق ثبوتية أمريكية.. فإن السيناريوهات القادمة في الاختلاسات العراقية سوف تسجل الكثير من الأرقام القياسية التي تستحق التدوين في كتاب غينيس للأرقام القياسية..
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد