رائحة النظافة السامة تفوح من الدخلاء على صناعة المنظفات
تلاقي مواد التنظيف غير المرخصة والمصنعة منزلياً ، أو في ورش صغيرة، رواجاً كبيراً لدى البعض وخاصة في المناطق الشعبية ولاسيما بعد الارتفاع الذي شهدته أسعار المنظفات ذات العلامات التجارية المعروفة، وتكمن خطورة هذه المنتجات في أن التصنيع الخاطئ يؤدي لمخاطر صحية وخسائر اقتصادية، فالقائمون على هذه الصناعة لا يملكون خبرات كافية للنسب والتراكيز المطلوبة للمواد الكيميائية الداخلة في هذه الصناعة ومدى تناسبها مع المعايير الصحية.
خبرات بدائية
(أبو محمد) يصنع نوعين من مواد التنظيف (شامبو وسائل الجلي ) يقول: اكتسبت خبرتي من خلال الخضوع لتدريب حوالي/ 10 / أيام على أيدي مختصين في هذا المجال، وتابعت عشرات الفيديوهات التعليمية عبر (اليوتيوب)، وفي البداية كنت أشتري المواد الأولية من السوق وأصنعها لأسرتي وجيراني مجاناً، ثم تدرج الأمر ليتحول هذا العمل إلى مصدر دخل. بينما يصر زهير على أن الصابون ومسحوق الغسيل اللذين يصنعهما في ورشته الصغيرة في أحد المستودعات البعيدة عن المدينة يفوقان بجودتهما المنتجات الموجودة في الأسواق نظراً لخبرته الطويلة في هذا المجال.
وتؤكد فاديا أن هذه المنتجات (حنونة على الجيب ) مقارنة بنظيراتها في السوق وفاعليتها جيدة وتشتري من (أبو محمد) (غالوناً) سعته حوالي /5/ ليترات بـ3000 ليرة ويكفي شهراً كاملاً، وتختلف معها رباح باعتبار أن هذه المواد خالية من أي ملصق يوضح تركيبة المواد الداخلة فيها أو حتى تاريخ الصلاحية أو إرشادات الاستخدام، وأنه من خلال تجربة سابقة لها مع مثل هذه المنتجات تعرضت لحساسية جلدية، وأن الوفر المادي الذي حققته دفعته ثمن أدوية.
أضرار صحية
الدكتور محمد السراج- اختصاصي أمراض جلدية وتناسلية يؤكد الأضرار الناجمة عن التصنيع الخاطئ للمنظفات المتمثلة بالتحسس الجلدي لدى البعض ممن لديهم حساسية لأحد المركبات، وتزيد هذه الحساسية مع زيادة تركيز المركب، إضافة لمشكلات تصيب الجهاز التنفسي من خلال استنشاق بعض الروائح الناتجة عن تفاعل المواد مع بعضها، خاصة في حال الإخلال بالتركيب، أو زيادة التركيز على النسب المسموحة ووصفها بالأضرار الصحية الخطيرة، ولذلك ينبغي توخي الحذر في استخدامها من قبل الناس الذين يعانون الربو أو أمراض الرئة أو مشاكل في القلب.
تم تدارك الأمر
أما من وجهة نظر رئيس لجنة المنظفات في غرفة الصناعة محمود المفتي، فالمنظفات المنزلية من (مساحيق غسيل وشامبو وكلور وسائل جلي وغيره ) ذات العلامة التجارية والمرخصة أصولاً هي مصدر ثقة للمواطن أكثر من المنتجات (الدوغما) التي تنتشر في الأسواق.
ولفت إلى أنه قبل الأزمة انخفضت نسبة الورش العاملة في هذه الصناعة من دون ترخيص وكانوا لا يشكلون سوى 18%، غير أنه مع بداية الأزمة وخروج بعض المناطق عن السيطرة والدمار الذي لحق بالمعامل عادت هذه الورش للازدهار ووصلت إلى ما يقارب 40% مقابل 60% للمعامل المرخصة وذلك نظراً لرخص سعرها مقارنة مع منتجات المعامل المرخصة، مضيفاً: ومع عودة الأمان إلى أغلب المناطق انحسر إنتاج هذه الورش إلى حوالي 25% ولكن لم يتم إغلاقها نهائياً.
وأشار المفتي إلى أنه مع انتشار جائحة كورونا ارتفع الطلب على المواد المعقمة وخاصة التي تدخل فيها الكحوليات، وأن معمل سكر حمص هو أحد روافد السوق بالمادة الأولية لهذه الصناعة، منوهاً بأن بعض ضعاف النفوس بدلاً من إدخال مادة الكحول (إيتلي) في صناعة الكحول تم استبدالها بمادة (الميثانول ) وهي مادة سامة تسبب العمى، لكن تم تدارك الأمر على الفور بفضل وعي صناعيين وجهات مختصة برقابة جودة المنتج النهائي.
وأكد أن العلامات التجارية الوطنية للمنظفات الموجودة في الأسواق ترقى إلى المواصفات العالمية وأن منتجات معاملنا تصل إلى العراق ولبنان والأردن، وأن هناك من حاول تقليدها في الأسواق الخارجية.
وطالب المفتي بتعاون هيئة المواصفات والمقاييس بشأن تسريع الأداء فيما يتعلق بتعديل إصدار المواصفات لتواكب منتجاتنا مثيلاتها من الدول العربية والعالمية.
وأوضح أن الإنتاج الفعلي لبلادنا من المنظفات يصل إلى حوالي 150 ألف طن، ويصل الاستهلاك المحلي إلى 110 آلاف طن بينما يتم تصدير 40 ألف طن، وأن الطاقة الإنتاجية المتاحة تصل إلى 500 ألف طن.
رقابة صارمة
مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك علي الخطيب قال: إن المنظفات بكل أنواعها لها خصوصية باعتبار أن تركيبتها الكيميائية يجب أن تكون دقيقة، حيث تسبب ضرراً على الصحة في حال لم تكن بأيدٍ خبيرة وهي تخضع لرقابة صارمة من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ومن شروط العمل في مجال المنظفات الحصول على ترخيص نظامي يطرح المنتج ضمن المواصفة القياسية السورية، وهناك قرار بمنع طرحها في الأسواق بشكل (دوغما)، لافتاً إلى أنها تنتشر غالباً في الأسواق الشعبية والبعيدة عن الرقابة.
وأشار إلى أن الوزارة صادرت بعض المنتجات المقلدة لماركات معروفة وخاصة (الشامبو) وتم إتلافها مباشرة.
تشرين
إضافة تعليق جديد