سيناريوالصراع المتوقع بين أوباما وقادته العسكريين للانسحاب من العراق
الجمل: خاض المرشح الديمقراطي باراك أوباما الانتخابات الرئاسية الأمريكية على أساس الالتزام بمبدأ الانسحاب من العراق وذلك في مواجهة المرشح الجمهوري جون ماكين الذي كان أكثر تأكيداً لجهة عدم الانسحاب من العراق، هذا، وبعد صعود إدارة أوباما تطلع الجميع لقيام الرئيس أوباما بتنفيذ وعده الرئيسي المتمثل في الانسحاب السريع من العراق.
* ماذا تقول آخر المعلومات والتسريبات الأمريكية؟
بعد أن أكمل إجراءات تنصيبه في منصب الرئيس الـ44 للولايات المتحدة الأمريكية بدأ باراك أوباما مشاوراته من أجل سحب القوات الأمريكية من العراق وفي هذا الخصوص نقلت التسريبات الأمريكية الآتي:
• ظهور تحالف قائد القيادة الوسطى الأمريكية الجنرال ديفيد بتراوس ووزير الدفاع روبرت غيتز لجهة القيام بمحاولة إقناع أوباما بالعدول عن التزامه الانسحاب من العراق خلال 16 شهراً.
• أخبر الرئيس أوباما كل من وزير الدفاع والجنرال بتراوس ورئيس هيئة الأركان المشتركة مايكل مولين بأنه ليس مقتنعاً بفكرة التخلي عن التزامه الانسحاب من العراق.
• طلب الرئيس أوباما رسمياً من وزير الدفاع والقادة العسكريين القيام على وجه السرعة بإعداد خطة الانسحاب.
المعلومات المشار إليها نشرها موقع إنترناشيونال سيرفيس الأمريكي نقلاً عن مصدر عسكري أمني أمريكي كان من بين المشاركين في الاجتماعات التشاورية التي عقدها أوباما في البيت الأبيض مع قادته العسكريين ووزير الدفاع.
* محاولات الالتفاف على توجهات أوباما:
تقول المعلومات أن قائد القيادة الوسطى بتراوس الذي كان القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق، سبق أن أعد تقريراً تضمن التركيز على توصية رئيسية تؤكد على دواعي أمن المصالح الأمريكية وأمن أمريكا تتطلب استمرار القوات الأمريكية في العراق لفترة لا يمكن تحديدها بشكل قاطع، وأضافت المعلومات أن توصية الجنرال بتراوس لم تأت من فراغ وإنما على خلفية الخلاف الذي نشأ بين الرئيس أوباما المطالب بالانسحاب وكبار القادة العسكريين الرافضين له، وتقول التسريبات أن تلك التوصية تم رفعها فعلاً للرئيس أوباما متزامنة مع اجتماعاته الخلافية مع القادة العسكريين.
* تحالف القادة العسكريين في مواجهة الرئيس أوباما:
بدا واضحاً أن الخلافات حول الانسحاب من العراق أظهرت بشكل أو بآخر بروز تحالف جمع وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتز وبعض كبار القادة العسكريين الأمريكيين وبحسب المعلومات الواردة فإن تحالف العسكريين الأمريكيين الرافضين للانسحاب من العراق يتكون من:
• وزير الدفاع روبرت غيتز.
• الأدميرال مايك مولين رئيس هيئة رؤساء الأركان المشتركة.
• الجنرال ديفيد بتراوس قائد القيادة الوسطى الأمريكية.
• الجنرال راي أودييرتو قائد القوات الأمريكية الحالي في العراق.
وإضافة لهؤلاء القادة الأربعة يوجد عدد آخر من الضباط الأمريكيين المعارضين لفكرة الانسحاب كما يضم التحالف عدداً كبيراً من المتقاعدين من أبرزهم الجنرال جاك كيني الذي يعود له الفضل في وضع خطة زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق إضافة إلى أنه يعتبر الأب الروحي للجنرال بتراوس، وتقول المعلومات أن الجنرال كيني يرتبط –كما اتضح مؤخراً- بالحلقات التي كانت تجمع في الظلام بين جماعة اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
* سيناريو الصراع المتوقع حول ملف الانسحاب من العراق:
تشير التحليلات إلى أن اتخاذ القرار السياسي النهائي بسحب القوات الأمريكية لن يكون أمراً سهلاً بسبب وجود الكثير من الأطراف الرافضة لذلك وحالياً وبمجرد فوز أوباما في الانتخابات فقد تحركت هذه الأطراف مشكلة العديد من التكتلات المتحالفة التي من أبرزها:
• تكتل لوبي شركات النفط الأمريكية.
• تكتل لوبي المتقاعدين الأمريكيين في العراق.
• تكتل لوبي المجمع الصناعي العسكري الذي يضم شركات السلاح الأمريكية.
• تكتل اللوبي الإسرائيلي الذي يضم المنظمات اليهودية التي من أبرزها الإيباك والمعهد اليهودي لشؤون المن القومي.
• تكتل جماعات المسيحية – الصهيونية المرتبط بجماعات اللوبي الإسرائيلي.
• تكتل صقور الحزب الجمهوري الأمريكي الذين ما زالوا موجودين في الكونغرس الأمريكي (مجلس الشيوخ ومجلس النواب) الذي يتزعمون المعارضة لإدارة أوباما الديمقراطية.
• تكتل المستفيدين من حرب العراق داخل الإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي.
• لجان مجلسي النواب والشيوخ المعنية بشؤون الدفاع والسياسة الخارجية التي ما زال يسيطر عليها الجمهوريون وجماعة المحافظين الجدد وأصحاب المصالح.
إضافة لهذه التكتلات فإن هناك العديد من الأطراف الإقليمية والدولية التي تمارس الضغوط لجهة عدم قيام الإدارة الأمريكية بالانسحاب من العراق وفي مقدمتها:
• تحالف المتعاملين العراقيين المسيطر في بغداد.
• الحركات الانفصالية الكردية.
• بعض الزعماء السنة العراقيين المرتبطين بالسعودية.
إضافة لكل ذلك فإن الحكومة الإسرائيلية وجماعات اللوبي الإسرائيلي تحاول الضغط على أوباما لبقاء القوات الأمريكية في العراق بسبب المبررات الآتية:
• إن سحب القوات الأمريكية من العراق يضعف قدرة الضغط على إيران وبالتالي يجب على الأقل عدم التفكير في أي سحب للقوات الأمريكية طالما أن أزمة البرنامج النووي لم يتم حلها.
• إن سحب القوات من العراق يجب أن يتم وفقاً لمعايير ضرورات الأمن الوقائي وإسقاطاتها المتعلقة بضمان أمريكا لأمن إسرائيل. وبالتالي فإن عدم القضاء على الجماعات المتطرفة السنية والشيعية في العراق سيهدد أمن إسرائيل طالما أن العناصر الشيعية ستدعم حزب الله والعناصر السنية ستدعم حركة حماس.
وبرغم كل ذلك كما تقول التسريبات فإن الرئيس أوباما ما زال مصراً على موقفه وعلى خلفية إصراره فقد أضافت التسريبات أن الجنرال جاك كيني يسعى لإجراء المشاورات بهدف وضع خطة سحب القوات الأمريكية من العراق وأبرز ما في هذه الخطة هو الالتفاف على أوباما عن طريق استخدام مفهوم سحب القوات الأمريكية ضمن مفهوم إعادة انتشار القوات الأمريكية إضافة إلى محاولة تمديد فترة إعادة الانتشار تلك وحالياُ كما تقول المعلومات فإن الشهر الحالي سيكون حاسماً لإنهاء أزمة الصراع وصدور قرار الإدارة الأمريكية النهائي حول القوات الأمريكية في العراق.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد