غداً يوم الغضب العراقي والصدر يعود إلى النجف
الشارع العراقي، في الجنوب والشمال والوسط والعاصمة، بدأ يواكب حركة الثورات العربية، وإن بنحو أقل اتساعاً ممّا حصل حتى الآن في دول أخرى. ويوم أمس، عاد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى مدينته النجف، آتياً من إيران، ليوعز بإجراء استفتاء عام في العراق بشأن مسألتي الخدمات وتأييد التظاهرات المطالبة بمحاسبة الفاسدين ومقاضاة المسؤولين عن سرقة المال العام وبؤس الحياة اليومية والسياسية في البلاد. وقال مصدر في مكتب التيار في النجف، إن الصدر عاد «عصر اليوم (أمس) إلى النجف قادماً من طهران».
وفي السياق، أعلنت الهيئة السياسية للتيار أن الصدر أوعز بإجراء استفتاء عام مدته أسبوع في جميع محافظات العراق، بما في ذلك إقليم كردستان، بشأن موضوعَي الخدمات وتأييد التظاهر. وقال الصدر، في بيان تلاه حازم الأعرجي، إنّ «الصدر وجّه إلى إجراء استفتاء شعبي عام يوم الاثنين المقبل في جميع المحافظات العراقية، يتضمن طرح أسئلة عدة على الشعب العراقي، منها رأيه في الخدمات الحياتية، وما إذا كان يرغب في توجيه طلب إلى الحكومة لتحسين الخدمات».
وأضاف البيان أن «السؤال الثالث الموجّه في الاستبيان، في حال عدم استجابة الحكومة إلى طلبات الشعب خلال ستة أشهر، سيكون «هل تلجأ إلى التظاهر السلمي من دون الاعتداء على المال العام؟». وكشف البيان أن الاستفتاء سيستمر لمدة أسبوع، «ويشمل جميع المحافظات العراقية، وستكون هناك فرق عاملة جوالة على المنازل والجامعات والمؤسسات»، مؤكداً أنه «إذا كانت غالبية الشعب تؤيّد التظاهر، فإن الصدر سيتبنى التظاهرات السلمية»، وذلك بعدما صدرت فتاوى من رجال دين بارزين دعماً للتظاهرات الشعبية المطلبية المستمرة منذ نحو شهر. ويحبس العراقيون أنفاسهم بانتظار يوم الغضب الحاشد المنتظر في العراق يوم غد، إذ تستعد قوى الأمن لمواجهته باستنفار أمني كبير في عاصمة الرشيد. لكنّ قيادة عمليات بغداد نفت عزمها على فرض حظر التجوال غداً، لكنها حذرت المتظاهرين ممن وصفتهم بالمندسين.
في هذه الأثناء، استمرّ تظاهر الآلاف في المدن العراقية. وفي ساحة التحرير وسط بغداد، تجمع المئات ضد الأداء الفاسد والسيّئ لحكومة نوري المالكي، وخصوصاً في ما يتعلق بالخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء ورواتب الشبكة الاجتماعية وعائدات النفط. وعُلّقت جلسات البرلمان العراقي منذ أسبوع، لتمكين النواب من العودة إلى محافظاتهم، والاستماع إلى مظالم المواطنين وشكاواهم، بينما تعهّد المالكي بعدم الترشح لولاية حكومية جديدة في المستقبل لتهدئة المعترضين على أداء حكومتيه.
وفي وسط مدينة السليمانية الكردية، تظاهر الآلاف أيضاً، مطالبين بمحاكمة مطلقي النار على المشاركين في تظاهرة يوم الخميس الماضي، حيث سقط 3 قتلى بنيران قوى الأمن. وفي تظاهرة يوم أمس، قُتل شرطي وأُصيب اثنان من المتظاهرين في اشتباكات مع حراس مقر حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، الذي يتزعمه الرئيس جلال الطالباني.
أما في الجنوب، فقد شهدت عدة أقضية ونواحٍ تابعة لمحافظة الناصرية تظاهرات غاضبة احتجاجاً على الأوضاع في البلاد، وأُصيب خمسة من رجال الشرطة، بينهم ضابط برتبة عميد، بجروح، بحجارة المتظاهرين، الذين أحرقوا مقر المجلس البلدي في منطقة الفهود.
كذلك تظاهر منتسبو جامعة ذي قار أمام مبنى المجلس البلدي في مدينة الناصرية، مطالبين بتخصيص قطعة أرض لهم أسوة بمنتسبي الجامعات في المحافظات المجاورة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد