كوشنير يعتذر للحكومة العراقية
قدم وزير الخارجية الفرنسي بيرنارد كوشنير اعتذارا للحكومة العراقية "لتدخله في شؤون العراق الداخلية."
وجاء الاعتذار بعد يوم واحد من مطالبة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي فرنسا بالاعتذار رسميا لحكومته عن الدعوة التي اصدرها كوشنير باقالته.
وكان المالكي قد اعلن يوم امس الاحد عن ان زعماء من الشيعة والسنة والاكراد قد توصلوا الى اتفاق للمصالحة، وصفه بالخطوة الثانية نحو اعادة احياء العملية السياسية في البلاد بعد التحالف الرباعي الشيعي-الكردي الذي اعلن عنه في الاسبوع الماضي.
واضاف المالكي ان لجنة شكلتها الاطراف المنخرطة في الاتفاق الاخير قد "توصلت الى بعض الحلول" على حد قوله.
ووصف المالكي، الذي يتعرض لانتقادات متصاعدة من جانب بعض الزعماء الامريكيين، الاتفاق الذي توصل اليه زعماء من الطوائف المختلفة يوم الاحد بأنه "رمز مهم للوحدة الوطنية."
لكن سيل الانتقادات التي تتعرض لها حكومة المالكي من جانب السياسيين الامريكيين لم يتوقف.
فقد قال السيناتور الجمهوري جون وورنر إنه في الوقت الذي تقوم به القوات الامريكية "بجهد متميز" في العراق، فإن المالكي وحكومته قد فشلوا كليا في اعادة بسط الامن في البلاد.
الا ان البيت الابيض رد على نبأ الاتفاق الاخير بالقول: "نهنئ الزعماء العراقيين على الاتفاق المهم الذي توصلوا اليه اليوم في بغداد، وعلى التزامهم بالعمل معا من اجل مصلحة كل العراقيين."
وكان الزعماء العراقيون قد بحثوا مواضيع متعددة منها تخفيف القيود المفروضة على توظيف البعثيين السابقين في السلكين المدني والعسكري، وموضوع اجراء انتخابات محلية.
وقد حضر الزعماء المنخرطون في الاتفاق الاخير، المالكي والرئيس جلال طالباني ونائبا الرئيس عادل عبدالمهدي وطارق الهاشمي ورئيس الاقليم الكردي مسعود بارزاني، مؤتمرا صحفيا مشتركا عقد في بغداد عقب الاعلان عن الاتفاق.
ولكن مراسلنا في بغداد مايك وولدريدج يقول إن الاتفاق الاخير لا يعني ان مهمة ترميم حكومة الوحدة الوطنية قد اصبحت في متناول اليد. فالهاشمي قال إنه شارك في المشاورات الاخيرة بوصفه نائبا لرئيس الجمهورية ولكنه لم يتطرق الى احتمال انضمام الحزب الاسلامي الذي يتزعمه الى التحالف الشيعي الكردي.
ويضيف مراسلنا ان الهدف من المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم امس الاحد كان الايحاء بأن ثمة تحرك في العملية السياسية وليس الاعلان عن انجازات محددة.
الا ان الولايات المتحدة تعتبر الاتفاق خطوة مهمة على طريق تحقيق المصالحة الوطنية.
وكان المالكي قد هاجم في وقت سابق اولئك السياسيين الامريكيين الذين طالبوا مؤخرا بتنحيته، وخص منهم بالذكر عضوي مجلس الشيوخ هيلاري كلينتون وكارل ليفين.
وقال المالكي إن السيناتورين الديمقراطيين يتصرفان وكأن العراق "ضيعة" تابعة لهما، ونصحهما "بالعودة الى رشدهما" و"احترام الديمقراطية" العراقية.
هذا ومن المقرر ان يقدم كل من الجنرال ديفيد بتريوس القائد العسكري الامريكي الاعلى في العراق والسفير الامريكي ببغداد رايان كروكر تقريرا مهما للكونجرس منتصف الشهر المقبل حول التقدم الحاصل في العراق منذ "الدفعة" العسكرية التي اعلن عنها الرئيس بوش والتي كانت تستهدف اتاحة الفرصة للحكومة العراقية لتحقيق تقدم في مجال المصالحة الوطنية.
من جانبه، قال المالكي إنه لن يغير مساره حتى لو جاء تقرير بتريوس سلبيا، ولكنه عبر عن ثقته بأن يكون القائد العسكري الامريكي "داعما للحكومة" العراقية.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد