كيري ولافروف يختبران تفاهمهما السوري وأتباع واشنطن يحاولون إثبات وجودهم بالتصريحات
استبقت دمشق اللقاء المرتقب بين وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري وفرنسا لوران فابيوس في باريس اليوم، بالإعلان رسمياً عن موافقتها المبدئية على المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، الذي رأت فيه فرصة مؤاتية للحل السياسي للأزمة السورية.
ويعزز إعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال ظهور مفاجئ له من بغداد بعد اشهر من زيارته الاولى خارج دمشق، بالموافقة على المشاركة في المؤتمر الدولي.
وقال مصدر في «الائتلاف» في باريس إن قضية ذهاب «الائتلاف» إلى المفاوضات محسومة، وأن كيري كان واضحاً جداً خلال لقائه وفد الائتلافيين في عمان الأسبوع الماضي بهذا الشأن. وأوضح أن كيري ابلغهم «إذا لم تذهبوا إلى جنيف ستخسروننا ولن تتلقوا لا الدعم العسكري أو السياسي». وقال كيري للائتلافيين المعترضين على التفاوض مع النظام، بحجة رفضهم أي تفاوض لا يفضي إلى تنحي الرئيس بشار الأسد، «تعالوا إلى جنيف واطرحوا ما تشاؤون». وقال المصدر إن اتجاهاً يسود لدى الكثيرين بالذهاب إلى جنيف مع الإبقاء على العمل العسكري والقتال ضد النظام مستمرا.
وبشأن ما إذا كان دور «حزب الله» قد يثني واشنطن عن معارضتها لتسليح المعارضة السورية، قال متحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما إن «التقديرات التي يحددها الرئيس تخضع للمراجعة والتحديث بانتظام... تدخلنا ومساعدتنا للمعارضة هناك تزيد باستمرار».
وفي الرياض، جدد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس الأول رفض الرياض أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في «جنيف 2»، لكنه أكد أن السعودية «تؤيد ما يؤيده الشعب السوري». وأضاف إن «ما يتطلبه الدعم يتوقف على رغبة الإخوان في سوريا، وليس لدينا أي محظور في تقديم أي دعم».
في هذا الوقت، واصلت القوات السورية استهداف المسلحين في شمال مدينة القصير في ريف حمص، واقتحمت مطار الضبعة العسكري، لتسيطر بذلك على الطريق الأساسي للمسلحين المتحصنين في شمال المدينة.
وقال المعلم، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في بغداد، إن «سوريا تعتقد، ومنذ بدء الأزمة فيها، أن الحوار بين أطياف الشعب السوري هو الحل لهذه الأزمة، وأنه لا أحد ولا قوة في الدنيا يستطيع أن يقرر نيابة عن الشعب السوري مستقبل سوريا، وأنه وحده هو صاحب الحق في ذلك».
وأضاف «قمت بإبلاغ رئيس الوزراء نوري المالكي وزيباري قرار سوريا من حيث المبدأ بالمشاركة بوفد رسمي في المؤتمر الدولي المزمع عقده في جنيف خلال حزيران المقبل، وقد لمست لديهما ارتياحاً لهذا القرار السوري»، مشيراً إلى أن «الحكومة السورية تعتقد وبكل حسن نية أن المؤتمر الدولي يشكل فرصة مؤاتية لحل سياسي للأزمة في سوريا».
وأعلن المعلم أن «الاتفاق الوحيد بين العراق وسوريا، وهو يصب في مصلحة الشعبين، هو انه لا يمكن أن يكون العراق في محور أعداء سوريا»، معتبراً أن «الدول الإقليمية التي تتآمر على سوريا هي ذاتها من يدعم الإرهاب في العراق».
وأشار إلى أن «سوريا قررت إعفاء المجموعات السياحية العراقية من تأشيرة الدخول إلى سوريا اعتباراً من مطلع الشهر المقبل».
من جانبه، أكد زيباري أن «العنف لن يحل المشكلة في سوريا، ولا بد من تبني حلول سياسية يتفق عليها أولاً وأساساً السوريون بأنفسهم من دون إملاء أو فرض إرادة أو وصاية على الشعب السوري في اختيار نوع النظام السياسي الذي يريده». واعتبر أن «الأزمة في سوريا لم تعد سورية بحتة، فكل دول جوار سوريا بدأت تتأثر بتداعياتها الخطيرة على أمن وسلامة المنطقة ككل». وأعلن أن «دول جوار سوريا، ومنها العراق، ستكون موجودة وحاضرة».
وقبل ساعات من اجتماعه مع لافروف وكيري في باريس في إطار الإعداد لمؤتمر «جنيف 2»، أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في أبو ظبي، عن أمله في تحقيق تقدم نحو عقد هذا المؤتمر. وقال فابيوس «يبدو أن بعض الأسماء تم طرحها من جانب نظام بشار الأسد» لتمثل سوريا في المؤتمر، موضحاً انه ينتظر أن يتمكن «الائتلاف» من القيام «بالأمر ذاته»، لكنه أشار إلى «عدد لا بأس به من المسائل التي يجب تسويتها» من اجل توجيه الدعوات إلى المؤتمر، مشيراً خصوصاً إلى جدول الأعمال والمشاركين.
وكرر رفض باريس مشاركة طهران في المؤتمر. وقال «حيث أن إيران لا ترغب في حل سياسي (في سوريا) فإن مشاركة هذا البلد من شأنها عرقلة الحل السياسي أكثر من تشجيعه». وشدد على ضرورة «تجنب أن تصبح الحرب في سوريا حرباً في لبنـــان»، وألا يتحول النزاع السوري إلى «عدوى».
وأعلن «المجلس الأعلى للأكراد» رغبته في المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، سواء في صفوف «الائتلاف» المعارض أو خارجه. وقال محمد علي، الذي جاء إلى اسطنبول للمشاركة باسم «المجلس الأعلى للأكراد» في الاجتماعات، «نريد الذهاب إلى جنيف، قلنا ذلك للأميركيين والفرنسيين والبريطانيين والألمان».
وأعلن رئيس الوزراء الصيني لي كتشيانغ، في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في برلين، ان بكين منفتحة على اي حل سلمي يوافق عليه جميع الاطراف السوريين في اطار مؤتمر «جنيف-2». وقال إن «الوضع حالياً في سوريا بالغ التعقيد وخطير. هذا الوضع يثير قلقاً كبيراً. يعتبر الجانب الصيني ان على المجتمع الدولي مجتمعاً ان يؤدي دوراً نشطاً وبناءً في حل هذا النزاع».
وقال مصدر عسكري سوري، أمس، إن القوات السورية «أحكمت حصارها حول مطار الضبعة» الذي يشكل منفذاً أساسياً للمسلحين المتحصنين في شمال القصير. وأشار المصدر إلى أن «الاشتباكات تدور الآن بين وحدة من الجيش دخلت المطار والمسلحين المتحصنين بداخله»، معتبراً أن «حصار الضبعة يعني انقطاع التواصل بين المسلحين المحاصرين في الحي الشمالي من القصير، والمجموعات التي باتت محاصرة داخل المطار».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «القوات السورية أحكمت سيطرتها بالكامل على المدخل الشرقي للحارة الشمالية والطريق الترابي الواصل بين مطار الضبعة ومدينة القصير لتقطع بذلك الإمدادات التي كانت تصل إلى الإرهابيين من خلاله»، مشيرة إلى أن الجيش «»أعاد الأمن والاستقرار إلى بلدة الحميدية في ريف القصير».
وقال مصدر مقرب من «حزب الله» لوكالة «فرانس برس إن «القوات السورية مدعومة من حزب الله سيطرت على 80 في المئة من مدينة القصير، بعد السيطرة على 10 في المئة منها» أمس، مضيفاً أن الطريق الرئيسي بين مدينة بعلبك ومحافظة حمص «بات آمنا».
كما اندلعت اشتباكات بين مجموعات تابعة لـ«جبهة النصرة» واللجان الكردية في مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا.
وذكرت «سانا» ان «ارهابيين فجروا سيارة في منطقة الكسوة في ريف دمشق، ما ادى الى مقتل 6 اشخاص وإصابة 15».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد