كيف أضعف طوني بلير حزبه وسياسة بلاده

15-09-2006

كيف أضعف طوني بلير حزبه وسياسة بلاده

الجمل:  أصبحت أيام طوني بلير معدودة على كرسي رئاسة مجلس الوزراء البريطاني، وفي الوقت الذي مازال فيه صعباً التحديد حصراً في أي وقت سوف يذهب، فإن السبب الرئيس الذي سيؤدي لإقصائه عن المنصب قد أصبح واضحاً: تأييده لعملية الغزو غير القانوني، وجريمة احتلال العراق.
حالياً تدور معركة كبيرة داخل حزب العمال البريطاني بين أنصار توني بلير، وأنصار غوردون براون، وقد بدأ الانقسام والخلاف داخل حزب العمال يظهر منذ فترة طويلة، عندما انقلب طوني بلير على غوردون براون، وأصبح رئيساً للحزب عقب وفاة رئيس الحزب آنذاك جون سميث، ثم بعد ذلك أصبح طوني بلير يطبق استراتيجية تركز على تقديم الوعود إلى غوردون براون وأنصاره، بأن غوردون سوف يتسلم رئاسة الوزراء، وفي الوقت نفسه تضييق الخناق داخل الحزب على غوردون براون وأنصاره، من أجل القضاء على نفوذهم داخل حزب العمال البريطاني.
وجد طوني بلير فرصة كبيرة في الاستقواء بالتحالف مع الإدارة الأمريكية، ورئيسها جورج بوش، وجماعات المحافظين الجدد، واللوبي الإسرائيلي داخل بريطانيا.
الخلاف حالياً يتركز حول عدة مسائل أبرزها:
- أجندة السياسة الخارجية البريطانية، التي جعلت بريطانيا في حالة تبعية تامة للسياسة الخارجية الأمريكية، على النحو الذي أضر بمصالح بريطانيا وسمعتها الدولية.
- التورط في جريمة غزو واحتلال العراق.
- التورط في جريمة غزو واحتلال أفغانستان.
- الصفقات المالية السرية الخاصة لطوني بلير.
- فضائح الشذوذ الجنسي، وشبهاتها التي أصبحت تحوم حول شخصية طوني بلير.
- تقديم الكثير من الحقائق الكاذبة والمغلوطة لمجلس العموم البريطاني.
- التقليل من مكانة بريطانيا أمام العالم، وذلك بالمظهر الذليل لطوني بلير في اجتماع قمة مجموعة الثمانية، بدليل مخاطبة بوش له أمام أجهزة الإعلام العالمية قائلاً: (أنت يا بلير "you Blair"..)، والبريطانيون حالياً يرفضون بشدة أن تتم مخاطبة رئيسهم بهذه الطريقة، إضافة إلى قيام الإدارة الأمريكية بـ(إرسال) طوني بلير إلى الشرق الأوسط للتفاهم مع الأطراف، مثل أي موظف في وزارة الخارجية الأمريكية.
حالياً أنصار غوردون براون متشددون للغاية إزاء ضرورة إقصاء طوني بلير، ومحاسبته، وإذا فشلت محاولتهم، فإن ذلك قد يؤدي لا إلى قبولهم بنتيجة التصويت في الحزب وفقاً لقاعدة أن تقبل الأقلية برأي الأغلبية وإنما إلى خروجهم عن الحزب، أي إلى انقسام الحزب، وهذا بالضبط ما يتمناه الزعيم السياسي البريطاني ديفيد كاميرون، رئيس حزب المحافظين، الذي ظل فترة طويلة يتربص بحزب العمال، متحيناً الفرصة لإضعافه من أجل العودة إلى السلطة، وحالياً تعمل أجهزة الإعلام البريطانية الموالية لحزب المحافظين مثل صحيفة الغارديان على إزكاء وإلهاب النيران، بإلقاء الضوء على فضائح طوني بلير وحكومته.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...