ليبيا: معركتان لحصار سرت .. وعزل حفتر
حققت قوات حكومة الوفاق الليبية، أمس الأول، خطوةً مهمة في طريق «تحرير سرت»، معقل تنظيم «داعش» في البلاد، باستعادتها من التنظيم المتطرف قاعدةً جوية مهمة قرب المدينة التي تبعد 450 كيلومتراً شرق طرابلس.
وسيطرت قوات «الوفاق»، التي تتشكل بشكل فعلي من ميليشيات مصراتة في الغرب، على قاعدة القرضابية الجوية، بعد تمكنها الأسبوع الماضي من السيطرة على بلدات عدة في محيط سرت، كان «داعش» قد استولى عليها تباعاً مؤخراً.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه القوات ستتقدم للدخول إلى سرت، وهي مسنودةٌ من الشرق بقوات حماية المنشآت الليبية التي يقودها ابراهيم الجضران.
ولكن المعركة، التي لا يمكن فصلها أيضاً عن معارك محاصرة «داعش» في العراق وسوريا، ترافقها محاولة أخرى لحكومة الوفاق لعزل قائد القوات الليبية في الشرق خليفة حفتر، الذي أعلنت قواته أمس الأول رفض اتخاذ أي وزارة في «الوفاق» من بنغازي مقراً لها، وذلك بعد تواجد وزير الدفاع المعين من «الوفاق» المهدي البرغثي في بنغازي، وما تبعه من إعلان قوتين مسلحتين في الشرق ولاءهما لحكومة «الوفاق».
وبالرغم من تأكيد رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في أكثر من مقابلة مؤخراً أن حفتر لن يكون مستثنى من العملية السياسية في ليبيا إذا ما انصاع لأوامر القيادة السياسية، إلا أن معركة سرت، التي جعلت قوتين كبيرتين كحرس المنشآت وقوات مصراتة اللتين كانتا منذ عام تتقاتلان في ما بينهما للسيطرة على حقول المنشآت النفطية، من شأنها تعميق الانقسام في البلاد، وكذلك محاولة البرغثي تشكيل جيش موحد بمعزل عن قوات حفتر.
وقال أحد الديبلوماسيين الغربيين الذي زار طرابلس مؤخراً في حديث لـ «نيويورك تايمز» إن «الجو السياسي هو جو صدامي ومشنج بامتياز».
وفي بيان على صفحته على «فايسبوك»، أعلن المركز الاعلامي لقوات «البنيان المرصوص» الموالية لحكومة «الوفاق» ان هذه القوات «استعادت السيطرة على قاعدة القرضابية الجوية»، وأن التقدم «واكبته خمس غارات للطيران العسكري استهدفت مواقع المتطرفين وعتادهم».
كذلك، اعلنت قوات حكومة الوفاق «تحرير قرية ابو هادي» التي تبعد 15 كيلومتراً جنوب شرقي سرت من يد «داعش».
إلى ذلك، اعلنت قوتان مسلحتان في شرق ليبيا أمس الأول دعمهما لحكومة الوفاق، وهما «قوة المهام الخاصة» في جهاز مكافحة الارهاب و «كتيبة الاسناد الامني» لجهاز الإستخبارات العسكرية.
وعقد قائدا القوتين مؤتمراً صحافياً مشتركا في بنغازي مع وزير الدفاع في حكومة الوفاق مهدي البرغثي لإعلان الخطوة.
من جهتها، أعلنت القيادة العامة لقوات حفتر أنها «لن تسمح بتواجد أي وزارة أو أي جسم يتبع الحكومة المقترحة بممارسة نشاطه من بنغازي، ما لم يحصل على موافقة مجلس النواب».
(«السفير»، أ ف ب)
إضافة تعليق جديد