ما هو تأثير العقوبات الأمريكية على الطموحات النووية الإيرانية
الجمل: تصاعدت أزمة الملف النووي الإيراني، وعلى ما يبدو فقد قاربت الوصول إلى نقطة السقف الأعلى، ومن المعلوم أن أزمة الملف النووي الإيراني، قد عبَرت خلال الأربعة أعوام الماضية الكثير من الأنفاق الدبلوماسية الوعرة.
* سيناريو أزمة الملف النووي الإيراني: المشهد الأخير:
تزايدت من جهة الضغوط الأمريكية العسكرية والأمنية والاقتصادية ضد إيران على النحو الذي ينذر بأن الضربة العسكرية الأمريكية ضد إيران قد أصبحت أمراً وشيكاً. في نفس الوقت ومن الجهة الأخرى، تزايدت التحركات الدبلوماسية على محور واشنطن – موسكو، على النحو الذي ينذر بأن ثمة صفقة بين الطرفين حول الملف النووي الإيراني قد أصبحت وشيكة أيضاً..
* أبرز التساؤلات حول إيران:
يقول جوب وولف سيتزال، المحلل في مركز الدراسات الإستراتيجية الأمريكي، في تساؤلاته الانتقادية التي نشرها موقع المركز اليوم، بأن التساؤلات حول أزمة الملف النووي الإيراني أصبحت تتحدد ضمن ثلاثة وهي:
• السؤال الأول: ما هو تأثير العقوبات الأمريكية على طموحات إيران النووية؟ وفي الإجابة على هذا السؤال تسود حالة من الانقسام:
* الأمريكيون: وهم منقسمون إلى فريقين:
* فريق المتشائمين: ويقول بأن كل العقوبات الماضية والحالية والقادمة سوف لن تجدي نفعاً مع إيران، وسوف لن تنجح مطلقاً في إقناع أو إرغام إيران على التخلي عن طموحاتها النووية ويتزعم هذا الفريق ديك تشيني وجماعة المحافظين الجدد.
* فريق المتفائلين: ويقول هذا الفريق بضرورة الاستمرار في فرض العقوبات وحشد التأييد الدولي على النحو الذي سوف يرغم إيران بالتأكيد على التخلي عن طموحاتها النووية في نهاية الأمر، إضافة إلى أن العقوبات والضغوط سوف تؤدي إلى تدهور الأوضاع الداخلية للنظام الإيراني بواسطة القوى الداخلية دون الحاجة إلى التدخل الخارجي الذي قد يؤدي إلى تعزيز قوة وشعبية النظام الإيراني الحالي..
* الروس: ويقولون أنهم قادرون على احتواء البرنامج النووي الإيراني، وتوجيهه من أجل الأغراض السلمية، وذلك عن طريق الالتزام بعدم تزويد إيران بالوقود النووي اللازم لصناعة القنابل النووية.. وأيضاً بعدم تقديم خدمات قطع الغيار والصيانة للمفاعلات النووية الروسية المنشأ، الموجودة حالياً في إيران.. ويطالبون بالمقابل بعدم التشدد في العقوبات ضد إيران أكثر من اللازم لأن ذلك سوف يلحق الضرر بالعملية الدبلوماسية الجارية حالياً مع إيران، ويطالبون أيضاً بأنه إذا لم يقبل الغرب ضمانات موسكو، فإن بإمكانه الاستمرار في الجهود الدبلوماسية والتي سوف تحقق النجاح على غرار ما حدث في النموذج الكوري الشمالي مؤخراً بواسطة اللجنة السداسية.
• السؤال الثاني: طالما أن إيران تسعى إلى فرض نفوذها على الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، فهل ستقوي العقوبات الأمريكية إيران، أم أنها سوف تعزلها عن بيئتها الإقليمية؟ وما هو مغزى ومضمون العقوبات الأمريكية مقارنة بمصداقية أمريكا الحالية في الشرق الأوسط؟
والإجابة على هذا السؤال واضحة، وهي أن مصداقية العقوبات الأمريكية ضد إيران سوف تتأثر إلى حد كبير بمصداقية الولايات المتحدة ذاتها التي انهارت تماماً في منطقة الشرق الأوسط، لذلك فمن الصعب جداً على دول المنطقة أن تتعامل مع أمريكا بشكل إيجابي في فرض وتشديد العقوبات ضد إيران. والأمريكيون يدركون هذه الحقيقة، لذلك يرون أنه لكي يتم فرض وتشديد العقوبات ضد إيران فإن على أمريكا أن تشدد قبضتها وسيطرتها على الدول المجاورة لإيران... والمشكلة التي تواجه الأمريكيين في هذه الحالة تتمثل في أن السيطرة على دول الجوار الإيراني، في ظل هذه الظروف يعتبر عملاً مستحيلاً وغير ممكن على الإطلاق، حتى بالنسبة للبلدان التي لأمريكا وجود عسكري استخباري أمني كبير فيها، مثل العراق وأفغانستان، هذا إذا لم نتطرق لباكستان وتركيا ودول منطقة بحر قزوين المتحالفة مع روسيا والمتعاطفة مع إيران..
• السؤال الثالث: هل ستؤثر العقوبات الأمريكية على سلوك الدول الأخرى تجاه إيران؟
وتقول الإجابة بالآتي:
* دول الاتحاد الأوروبي سوف تقوم بالوقوف إلى جانب أمريكا ولكن ليس في كل شيء، بل ضمن حدود "المجاملة"..
* روسيا والصين سوف تستمران في معارضة العقوبات.
* دول الشرق الأوسط، سوف تنقسم بين حليف لإيران ورافض للعقوبات، وحليف لأمريكا ولكنه يتواطأ مع إيران بسبب الممارسات الأمريكية في العراق وبقية المنطقة..
* الملف النووي الإيراني: الخيط الواصل بين الـ "ضربة" والـ "صفقة"..
تقول التسريبات بأن ثمة صفقة تجري حالياً بين موسكو وواشنطن، حول الملف النووي الإيراني، وتشير المعلومات إلى أن المساومات تدور حول الآتي:
• العرض الروسي: احتواء البرنامج النووي الإيراني مقابل إقامة شبكات الدرع الصاروخي في المناطق القريبة من الحدود الروسية، والتخلي عن مشروع فصل كوسوفو.
• العرض الأمريكي: تنفيذ الضربة العسكرية ضد إيران مقابل عدم إقامة شبكات الدرع الصاروخي في المناطق القريبة من الحدود الروسية، والتخلي عن مشروع فصل كوسوفو.
وحتى الآن، ما تزال التفاهمات والمشاورات تجري على قدم وساق على محور موسكو – واشنطن.. ومن المتوقع أن يتم إدماج ملفات إضافية للعروض المتبادلة بين الطرفين.. وعموماً حتى الآن، ما يزال الخيط الفاصل بين الضربة واللاضربة رفيعاً للغاية.. فهل يا ترى ينقطع الخيط وتحصل الضربة؟؟ أم ينجح الروس في الإمساك بشعرة معاوية..
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد