مجزرة جديدة لقوات الاحتلال الأمريكية
سقطت مدينة البصرة العراقية لساعات أمس في قبضة عناصر جيش المهدي، وسط تصاعد الحملة العسكرية الاميركية والعراقية على التيار الصدري، وذلك بعد ساعات على مناشدة زعيم التيار مقتدى الصدر أنصاره لتجنب المواجهات مع قوات الأمن مذكرا بان «العدو ليفرح برؤيتكم على هذا المنوال، وليشمت بكم».
وفي حين عاد الهدوء النسبي إلى البصرة بعدما فرضت عناصر جيش المهدي سيطرتها على المدينة، في اشتباكات تخللها اقتحام قواعد ومراكز أمنية وعسكرية عراقية، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة، أمس، قتل فيها 11 شخصا، بينهم نساء وأطفال، في غارة لمروحيات استهدفت «مشبوهين» قرب سامراء شمالي العراق.
ودعا الصدر، في بيان، عناصر «جيش المهدي» إلى تجنب الاقتتال مع الشرطة والجيش العراقي، موضحا أن «العدو ليفرح برؤيتكم على هذا المنوال، وليشمت بكم»، مضيفا «استحلفكم بمقدساتكم، ألا تمد يدك يا جيش المهدي على عراقي باسم الدفاع عن النفس، والا تقتلوا عراقيا، فانتم له محبون».
وقال الصدر لعناصر الشرطة والجيش «ولا انتم يا شرطة العراق وجيشه لا تقتلوا عراقيا باسم القانون الوضعي أو باسم فرض القانون».
وانتقد الصدر، الذي كان أصدر بيانا في آب الماضي جمد بموجبه نشاط جيش المهدي اثر الاشتباكات في كربلاء، «خطة فرض القانون» التي تنفذها القوات العراقية والاحتلال الاميركي. وقال «أين القانون من المحتل، وأين المحتل من القانون... لا تكونوا للمحتل عونا، فان أردتم فرض القانون، فلا يفرض (القانون) إلا بالمودة والسلام». ودعا «الشعب والدولة» إلى العمل لمواجهة «الاستعمار»، موضحا «المفروض أن الشعب والدولة معا ضد الاستعمار، وفي مواجهة التحديات العالمية المعادية»، و«بذلك يكون الشعب والدولة يدا واحدة ضد من يريد النيل من بلاد الإسلام، ومن المجتمع الإسلامي».
وقال الصدر، ردا على أسئلة تقدم بها عدد من أتباعه حول سريان قرار تجميد جيش المهدي لمدة ستة اشهر، «نعم انه ساري المفعول، وقابل للتمديد في حال وجدنا من المصلحة ذلك.. ولا صحة لرفعه على الإطلاق، بل إن بعض الجهات المعادية تروج مثل هذه الخبر لتشويه سمعة هذا الجيش الذي اثبت طاعته لقادته بتطبيقه التجميد على أحسن وجه».
وحذر الصدر أتباعه الذين لم يلتزموا بأوامر التجميد، موضحا «البعض اخذ على عاتقه طاعة الأعداء متناسيا أمر التجميد»، مضيفا «نهيب بالجميع تطبيق هذا القرار (التجميد) على كافة الأصعدة، والا سيتم عزله من هذا الجيش العقائدي، حيث لا مكان للعاصين فيه».
وفي البصرة، قال مصدر امني عراقي إن اشتباكات اندلعت بين الشرطة العراقية و«جيش المهدي» على خلفية اعتقال الشرطة العراقية عضوا في الميليشيا، تم تحريره من مركز الشرطة بعد مهاجمته.
وقال عضو اللجنة السياسية في التيار الصدري حيدر جابري «كان هناك سوء تفاهم. اعتقلت الشرطة عضوا في جيش المهدي وكانت هناك عواقب»، مشيرا إلى أنه «تم حل الأمر، وتم الإفراج عنه»، وعاد الهدوء إلى المدينة.
وأوضح قائد شرطة البصرة اللواء عبد الجليل خلف، لوكالة الأنباء الألمانية، إن «الوضع هادئ ومستقر الآن، وتحت السيطرة، وتم الإفراج عن 18 محتجزا من عناصر الجيش العراقي»، كما تم استرداد سيارات الشرطة.
وقال جابري إن الشرطة العراقية قتلت رضيعتين، هما ابنتا العضو في «جيش المهدي» حيدر موجد، خلال مداهمة منزله في كربلاء، كما أصيبت زوجة موجد، الذي لم يكن في المنزل عند المداهمة. وأوضح «لقد أطلقوا النار عليهم عمدا. لا شيء يبرر ما حصل». وقال مصدر في مستشفى في كربلاء انه تسلم جثتي طفلتين، واستقبل امرأتين جريحتين.
إلى ذلك، قال نائب محافظ كربلاء والقيادي في التيار الصدري جواد الحسناوي «هناك برنامج خارجي ينفذ الآن في المحافظات الجنوبية من قبل ميليشيات مدعومة من الحكومة المحلية لاستئصال الأصل العربي في العراق»، فيما حمل مدير شرطة المدينة رائد شاكر جودت مسلحين «مسؤولية المواجهات الدامية» منذ الجمعة الماضي، موضحا أنهم اعتدوا على رجال الأمن.
وأعلن مستشار وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون العراق ديفيد ساترفيلد، في واشنطن، أن الولايات المتحدة غير أكيدة من إمكانية عقد محادثات جديدة مع إيران لتحسين الوضع الأمني في العراق، بسبب فشل المحادثات السابقة. وقال أن واشنطن أوضحت لطهران أن المحادثات لم تخرج بنتائج. كما جدد اتهامه لعناصر «قوة القدس» بزعزعة استقرار العراق.
واعترف الاحتلال الاميركي، في بيان، بارتكاب مجزرة جديدة، قتل فيها 11 شخصا، بينهم نساء وأطفال، في غارة لمروحيات اميركية استهدفت «مشبوهين» يزرعون قنبلة قرب مدينة سامراء شمال العراق.
وأضاف البيان أن من بين القتلى «متمردا» معروفا بصنع القنابل، و«أثناء العملية استخدم متمردون منزلا قريبا كمكان آمن لضرب طائرات التحالف»، موضحا أن ستة من القتلى من المدنيين، كما أصيب خمسة رجال.
وقال ضابط شرطة عراقي أن «مروحية اميركية استهدفت فجرا ثلاثة مزارعين في إحدى المزارع، ولدى قيام بعض الأشخاص بنقلهم إلى منزل وسط الناحية وتجمع المواطنين حول المنزل لتفقد الجرحى قصفت مروحية أخرى المكان»، ما أدى إلى مقتل 11 عراقيا، وإصابة عشرة. وصرح النقيب عبد الله العيسوي أن حصيلة القتلى هي 16 شخصا، هم سبعة رجال وست نساء وثلاثة أطفال.
وهذه الغارة الجوية هي الثالثة التي تسفر عن قتلى من المدنيين خلال أسبوعين. وقتل 13 عراقيا في غارة على مدينة الصدر الأحد الماضي. إلى ذلك، قتل ثلاثة أشخاص، وأصيب ثمانية، بانفجار عبوة شمالي بعقوبة والعمارة. وعثرت الشرطة على 15 جثة في الفلوجة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد