مدلولات وخلفيات زيارة مقتدى الصدر المفاجئة إلى أنقرة
الجمل: نشرت الصحف التركية بعض التقارير التي أكدت أن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر قد قام خلال الأسبوع الماضي بزيارة هامة إلى العاصمة التركية أنقرة حيث أجرى العديد من التفاهمات والمحادثات حول الوضع السياسي العراقي الراهن وتداعياته المحتملة.
* ماذا تقول المعلومات؟
برغم قلة المعلومات والتسريبات حول زيارة مقتدى الصدر الأخيرة إلى أنقرة فإن أبرز المعلومات تشير إلى الآتي:
• زيارة مقتدى الصدر لأنقرة أخذت طابعاً رسمياً.
• أرسلت الحكومة التركية طائرة خاصة إلى إيران تم نقل الصدر فيها وسط حراسة مشددة من جهاز المخابرات التركية (ميت).
• سبق أن طلب الصدر زيارة تركيا لكن السلطات التركية كانت ترد على طلبه بالرفض.
• أخبرت تركيا السلطات الأمريكية رسمياً بزيارة الصدر، وتولى السفير التركي في العراق مورات أوزسيليك إعداد برنامج زيارة الصدر.
• لقاء الصدر أردوغان تضمن نقاشاً وتقييماًَ حول التطورات الجارية في الموقف العراقي الراهن والتطورات المستقبلية المتوقعة.
• نصحت أنقرة الصدر بضرورة تشكيل حزب سياسي يتيح له الالتحاق على وجه السرعة وبالعملية السياسية العراقية الجارية حالياً.
• أعلن بعض كبار مؤيدي الصدر عن رغبتهم في تشكيل منظمة للرجال وأخرى للنساء بما يمهد لإقامة حزب سياسي خلال الفترة القادمة.
• حضر مقتدى الصدر احتفالاً شيعياً كبيراً في مدينة اسطنبول أقيم بحضور 70 شخصية شيعية إضافة إلى الشيخ صلاح العبيدي قائد جيش المهدي وتضمن الاحتفال مؤتمراً لمناقشة مستقبل العراق.
• تضمن نقاش الصدر مع السلطات التركية تفاهماً حول مستقبل مدينة كركوك والخيارات المستقبلية حول وضع المدينة السياسي والإداري.
وأشارت التسريبات التركية إلى أن وزير الخارجية السابق علي بابكان كان هو الأكثر رفضاً لطلبات مقتدى الصدر المتكررة بزيارة أنقرة ولكن وبمجرد تولي وزير الخارجية التركي الجديد أحمد دافو توغلو منصبه أصدر موافقته السريعة على زيارة الصدر إضافة إلى قيامه بإحاطة الأمريكيين مسبقاً بالزيارة
* الأبعاد غير المعلنة في تفاهمات الصدر – أنقرة:
تقول المعلومات أن وزير الخارجية التركي توغلو يسعى حالياً لتطبيق برنامج سياسة خارجية تركية تركز على الاهتمام أولاً وقبل كل شيء بتطوير مفهوم العمق الاستراتيجي للسياسة الخارجية التركية بما يتيح لأنقرة التمتع بالمزايا الآتية:
• بناء شبكة من التحالفات الإقليمية ليس مع الحكومة الإقليمية وإنما مع المنظمات والحركات السياسية الناشطة في المنطقة.
• اعتماد أسلوب للتحركات الدبلوماسية التركية بشكل يجمع بين دبلوماسية فوق المسرح (المعلنة) ودبلوماسية تحت المسرح (غير المعلنة).
• تنويع خيارات الدبلوماسية التركية بما يتيح للسياسة الخارجية التركية تنوع الخيارات وتنوع المسارات.
• اعتماد المزيد من المخططات التي يتم إعدادها بشكل مسبق وفقاً لمبدأ هندسة الحوار والتفاهم مع كل الأطراف.
أبرز النتائج التي ترتبت على زيارة الصدر لأنقرة كما أشارت التسريبات يتمثل في الآتي:
• إعلان الصدر تأييده لمواقف أنقرة إزاء العراق.
• موافقة الصدر على التوجهات التركية إزاء مستقبل مدينة كركوك العراقية.
• موافقة الصدر على التوجهات التركية إزاء إعطاء وضع خاص للعاصمة بغداد وكركوك.
• موافقة الصدر على الموقف التركي إزاء ملف إعادة تقسيم عائدات النفط العراقي.
إضافة لذلك، تجدر الإشارة إلى وجود بعض التساؤلات التي ما زالت قائمة بلا إجابة حول تفاهمات الصدر – أنقرة ومن أبرزها:
• هل تسعى أنقرة من أجل تعزيز قوة الصدر والتيار الصدري بعيداً عن واشنطن أم أن الأمر يتم بإيعاز من واشنطن؟
• كيف يستطيع الصدر بناء الروابط مع تركيا في ظل احتفاظه بروابطه مع إيران؟ فهل سيكون الموقف التركي – الإيراني موحداً إزاء العراق خلال الفترة القادمة بما يتيح لمقتدى الصدر الاحتفاظ بروابطه بالطرفين أم أن في الأمر مناورة تركية – أمريكية تهدف إلى إبعاد الصدر عن طهران ولو مؤقتاً خلال الأشهر القليلة القادمة؟
عموماً، ما هو متوقع في أن الأشهر القليلة القادمة ستشهد استفتاءً شعبياً عاماً في العراق من أجل تعزيز مصير الاتفاقية الأمنية – العسكرية العراقية وحالياً تسعى واشنطن وحلفائها بقوة من أجل إنجاح هذا الاستفتاء للإجابة بنعم لتطبيق الاتفاقية، ولمّا كان الشيعة يشكلون حوالي 68% من سكان العراق فإن الصوت الشيعي هو الذي سيحسم الاستفتاء وبالتالي لما كان مقتدى الصدر هو الزعيم الأكثر نفوذاً في أوساط الشيعة العراقيين فهل المطلوب هو دفع الصدر لتأييد الاتفاقية الأمنية والوجود العسكري – الأمني الأمريكي في العراق أم لا؟
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد