مصـر: السلفيون يصعّدون ضد الكنيسة والمفتي والأوقاف

واصل السلفيون، أمس، توتير الأجواء في الشارع المصري، حيث نظموا سلسلة من التظاهرات ضد الكنيسة القبطية، على خلفية ما أسموه «اختطاف» المسيحيات اللواتي يعلنّ إسلامهنّ، وضد المفتي، على خلفية سماحه للقضاء المصري بمنع النقاب خلال الامتحانات، وضد وزارة الأوقاف، على خلفية النزاع حول ملكية مسجد النور في القاهرة، في وقت واصلت النيابة العامة المصرية تحقيقاتها حول تضخم ثروة الرئيس المخلوع حسني مبارك وعائلته، حيث استمعت إلى زوجتي ابنيه علاء وجمال.
وتظاهر آلاف السلفيين، بعد صلاة العصر، أمام الكاتدرائية المرقصية في منطقة العباسية، متهمين الكنيسة بـ«اختطاف» بناتهم المسلمات بعد إشهار إسلامهنّ. وحمّل المحامي ممدوح إسماعيل، في كلمة ألقاها خلال التظاهرة، المسؤولية في هذه القضية على»رجال الدولة»، مشدداً على أنهم «سيحاسبون أمام الله في الآخرة على صمتهم وعدم قيامهم بالمسؤولية أمام الفتيات المختطفات في الأديرة».
وللمرة السابعة على التوالي، نجح السلفيون وقائد المقاومة الشعبية في السويس الشيخ حافظ سلامة في السيطرة على مسجد النور في العباسية، وفي منع إمام المسجد أحمد ترك من صعود المنبر، لإلقاء خطبة الجمعة. وحاصرت مجموعة من السلفيين الشيخ أحمد ترك ومنعوه من الصعود إلى المنبر لإلقاء خطبة الجمعة، فجلس وسط المصلين، ليستمع إلى خطبة الجمعة، التي ألقاها إبراهيم الخولي، أحد الأعضاء البارزين في الجماعة السلفية.
وأكد الخولي في خطبته أن هوية مصر الإسلامية لن يستطيع أحد تغييرها، قائلاً «لن نفرط مطلقاً في الهوية الإسلامية لمصر، ومن يدع للعلمانية خارج عن الملة والدين»، فيما هاجم حافظ سلامة السفيرة الأميركية بالقاهرة مارغريت سكوبي التي سبق أن أبدت تخوفها من سيطرة المتشددين على المساجد في مصر، قائلاً «إنني أحذرها من التدخل في شؤوننا الداخلية أو شؤون أي دولة إسلامية».
ونظمت مئات المنقبات، بمشاركة مئات من السلفيين، وقفة احتجاجية أمام دار الإفتاء المصرية احتجاجاً على قرار المحكمة الإدارية العليا بحظر النقاب في الامتحانات، استنادا لفتوى مفتي الجمهورية علي جمعة. ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها «يسقط مفتى مبارك»، و«لا لحظر النقاب في الامتحانات»، و«يا حرية فينك فينك دار الإفتاء بينا وبينك»، وصور للمفتي والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كتب عليها «تمنع ليه تمنع ليه... هو إحنا فرنسا ولا إيه».
وكانت دار الإفتاء اعتبرت أن وصف النقاب بالعادة يجعله من الأمور الشخصية المباحة التي تتيح للناس حرية ارتدائه من عدمه إلا إذا تعلق بأمور إجرائية تنظيمية، في فتوى استندت إليه المحكمة الإدارية العليا للحكم بحظر النقاب داخل لجان الامتحانات.
من جهة ثانية، ذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» أن «وزير العدل لشؤون جهاز الكسب غير المشروع عاصم الجوهري مساعد استجوب هايدي راسخ (زوجة علاء مبارك) وخديجة الجمال (زوجة جمال مبارك) عن مصادر ثرواتهما وثروات زوجيهما»، مضيفة أن الجوهري «قرر إخلاء سبيلهما على ذمة التحقيق». وبحسب الوكالة فإن هايدي راسخ وخديجة الجمال «وقعتا إقرارات لكشف سرية حساباتهما المصرفية بالداخل والخارج باللغات العربية والانكليزية والفرنسية»، كما تعهدتا «بتقديم مستندات تتعلق بحجم ثروة كل منهما، والتي آلت ملكيتها عن عائلتها وقبل زواجها».
إلى ذلك، نقلت صحيفة «اليوم السابع» عن مصادر قضائية قولها إن التحريات الرقابية التي وصلت لجهاز الكسب غير المشروع، كشفت أن الرئيس السابق حسني مبارك يمتلك فنادق في منطقة السلام في المدينة المنورة في السعودية ، مشيرة إلى أنه يساهم فيها بما يقدر بنحو 300 مليون ريال سعودي، مضيفة أن مبارك يمتلك عقارات في العديد من الدول، على رأسها بريطانيا والإمارات.
من جهة أخرى، أسست مجموعة من الشباب القبطي، جماعة تطلق على نفسها «الإخوان الأقباط «، وتهدف إلى إنشاء دولة مدنية بعيداً عن الفكر الديني، وتطالب بمقاطعة كل التيارات الدينية التي «تلعب سياسة». وقال الأمين العام لمؤسسي «الإخوان الأقباط» عاطف العجائبي إن الإسكندرية ستكون مقر الجماعة بدلا من القاهرة، مشيراً إلى أن اختيار هذا الاسم يعود إلى أن «كلمة قبطي تعنى مصري».

المصدر: السفير